كاتب اسرائيلي: ما يدور في الضفة فصل عنصري وليس احتلالا

القدس / سوا / نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا للكاتب الاسرائيلي اوران يفتحال تحت عنوان "ما يدور في الضفة تمييز عنصري وليس احتلالا" اظهر فيه ان حقيقة ما يدور في الاراضي الفلسطينية المحتلة هو في جوهره مظهر من مظاهر التمييز العنصري الذي يطبق تحت شعار الاحتلال العسكري.

وكتب يفتحال في المقال "في اليوم الذي يلي الانتخابات، يبدو انه كان للحملة الانتخابية المستفزة والمدمرة قيمة ايجابية واحدة: وهي في توضيح العجز على قدرة النظام السياسي على معالجة القضايا الاساسية للوجود الاسرائيلي، وادراك ضرورة الخروج الى طريق جديدة فورا".

واضاف "رحلة الانتخابات – بغض النظر عن النتيجة – اظهرت ان المجتمع الاسرائيلي غير مؤهل لمواجهة حقيقة انه عالق حتى العنق في عملية فصل عنصري زاحف، يتمأسس عميقا داخل البنى التحتية للحياة في البلاد، و زعماء جميع الاحزاب – من اليسار حتى اليمين– خافوا من ان يعرضوا على الجمهور حقيقة ما يعرفونه بالتأكيد عن ذلك اكثر من غيرهم".

وجاء في المقال ايضا "ان البنية الاساسية للفصل العنصري الزاحف هو مشروع تهويد البلاد المستمر، الى جانب الفصل الحاد بين اليهود والفلسطينيين، والمتمثل في استعمار الضفة، والذي يطلق عليه بالخطأ اسم "احتلال"، لان عملية الاستعمار في الضفة هي باساسها عملية مدنية، استوطن خلالها اكثر من 600 الف يهودي في الضفة، وسلبوا اراضيها".

وتابع الكاتب قائلا "صحيح ان كلمة الابرتهايد كلمة صعبة وبشعة، الا انه لا يوجد تعبير افضل منها لوصف الوضع الموجود في الضفة من الناحية القانونية والجغرافية، والذي يزحف الى مناطق اخرى في البلاد، فالتهويد يتم ايضا في داخل اسرائيل، من خلال محاولات اقتلاع البدو في النقب من اراضيهم وتجميعهم في مدن مخصصة ... وماذا قالت الاحزاب عن كل هذا؟ القليل جدا. احزاب يسار – الوسط استخدموا شعارات حول إخلاء المستوطنات وإقامة دولة فلسطينية، التي فشل تحويلها الى واقع على مدار 20 سنة مضت، وان تحقيقها اليوم اصبح اصعب من الماضي .. ففي البيت اليهودي مع اجزاء من الليكود يقترحون خطوات ضم احادي الجانب للاراضي الفلسطينية مما يحول الابرتهايد الى موضوع رسمي، وبذلك يلقوا كارثة اخلاقية وسياسية على اسرائيل".

ويتساءل يفتحال "ماذا بوسع معارضي الابرتهايد ان يفعلوا في اليوم الذي يلي الانتخابات؟ اولا، آن الاوان لتغيير الخطاب وتعديل مخزون الكلمات التي تضلل الخطاب العام، لا نضال ضد الاحتلال بعد، بل ضد الفصل العنصري. وثانيا، يجب زيادة النشاط على الساحة الدولية، حيث ان اغلب الصراعات الكولونيالية من نوع فلسطين – اسرائيل تم حلها او "تهدئتها" بمساعدة الاطار الدولي، كما حصل في ايرلندا وجنوب افريقيا وفي البوسنة وكوسوفو".

ويختتم "يجب التفكير برؤية جديدة للحل، تؤسس لسيادة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة الى جانب اسرائيل الديموقراطية، بدون اغلاق للبلاد بين الجدران والاسوار، وبدون تقسيم للقدس، وبدون اقتلاع آلاف المستوطنين من منازلهم، ومن خلال إدارة منظومة اقتصادية عادلة وحرية للحركة، رؤية كهذه تؤسس لانتظام سياسي جديد بين الاسرائيليين والفلسطينيين تحت عنوان (دولتين – وطن واحد)، والتي يبدو انها وحدها (الرؤية) التي ستنقذ الشعبين من الطريق المسدود الذين هم عالقون فيه".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد