ما حكاية "إيطاليا تدخل الإسلام بعد عجزها عن مواجهة فيروس كورونا" _شاهد
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بمقاطع فيديو، يظهر جمعا من الناس في شارع عريض يهتفون "لا إله إلا الله. الله أكبر"، وقالوا إنه في شوارع إيطاليا بعد العجز عن مواجهة تفشّي فيروس كورونا المستجد.
وفي الحادي عشر من يناير/كانون الثاني الماضي، شهدت مدينة هامبورغ الألمانية تظاهرة تنديداً بالقمع الذي يتعرّض له المسلمون الأويغور في الصين، وقالت السلطات الألمانية إن التظاهرة كانت من تنظيم إسلاميين تحت اسم "جيل الإسلام".
وجاء في التعليقات المرافقة: "بعد أن عجزت إيطاليا في مواجهة فيروس كورونا وأعلنت الاستسلام، التكبيرات تملأ شوارع إيطاليا"، لكن المقطع في الحقيقة يصوّر تظاهرة في مدينة هامبورغ الألمانية قبل أكثر من شهرين تنديداً بسياسة الصين إزاء المسلمين الأويغور، بحسب بحث أجراه فريق تقصي صحة الأخبار بوكالة "فرانس برس".
ونُشر المقطع كذلك على موقع يوتيوب حيث شوهد آلاف المرّات، بعناوين عدة منها "سبحان الله، دخول إيطاليا الإسلام وتردّد الله أكبر".
لكن التفتيش على محرّكات البحث باستخدام كلمات مفتاحية مثل "تظاهرة" "مسلمون" "تكبير"، وعلى محرّكات البحث بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة باستخدام تقنيّة Invid، سرعان ما أرشد إلى عدد من المقاطع المشابهة.
وعثر فريق تقصي صحة الأخبار في "فرانس برس" على هذا المقطع المشابه تماماً، وهو منشور على يوتيوب في الثاني عشر من كانون الثاني/يناير الماضي بعنوان "اليوم في هامبورغ"، أي قبل ثلاثة أسابيع من تسجيل أول إصابتين بوباء كوفيد-19 في إيطاليا، وأكثر من شهر على تسجيل أول وفاة.
أرشد البحث بإضافة كلمة مفتاحية أخرى "جيل الإسلام" بالعربية واللاتينية إلى مقاطع أخرى مشابهة، تُظهر بوضوح أنها تصوّر تظاهرة دعماً للأويغور، مثل هذا المقطع الذي نشرته قناة "جيل الإسلام" على يوتيوب.
وبأي حال، فإن انتشار المقطع نفسه على موقع يوتيوب بعنوان "مدينة هامبورغ الآن" في 12 كانون الثاني/يناير يدحض الادعاء بأنه يصوّر إيطاليا بعد تفشّي كورونا المستجدّ. فقد سجّلت أولى ضحايا الوباء في هذا البلد في أواخر شباط/فبراير الماضي، أي بعد أكثر من شهر على نشر المقطع أول مرّة.
وحصل هذا المقطع على أكثر 27 ألف مشاركة ومليون و300 ألف مشاهدة من هذه الصفحة وحدها، وعلى أكثر من 6500 مشاركة وأكثر من 109 آلاف مشاهدة من هذه الصفحة، إضافة إلى آللاف المشاركات والمشاهدات من صفحات أخرى.
وتعتبر ايطاليا الأولى عالميا من حيث الخسائر البشرية جراء الفيروس، مسجلة وفاة 7503 أشخاص، يليها اسبانيا التي سجلت وفاة 3434 شخصاً، لتقفز بذلك اليوم إلى المرتبة الثانية عالمياً، متخطية بذلك الصين التي تراجعت الى المرتبة الثالثة في عدد الضحايا وسجلت 3281 حالة وفاة، يليها إيران بالمرتبة الرابعة بـ 2077 وفاة، ثم فرنسا في المرتبة الخامسة، حيث سجلت وفاة 1100 شخص حتى مساء أمس، ثم أمريكا في المرتبة السادسة بـ 816 حالة وفاة، يليها بريطانيا في المرتبة السابعة، 433 حالة وفاة، ثم هولندا الثامنة عالمياً 356 وفاة، يليها في المرتبة التاسعة ألمانيا 186 وفاة، وعاشراً تأتي بلجيكا ب 178 حالة وفاة.