جنرال إسرائيلي: أزمة كورونا فرصة لزيادة الضغط على حركة حماس

فيروس كورونا في إسرائيل - أرشيفية

قال الجنرال الإسرائيلي ميخال ميليشتاين إن "أزمة فيروس كورونا قد تشكل فرصة تاريخية لترميم العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، أولها توثيق اتصالات الجانبين، لتخفيف حدة أي توتر عنيف على المدى القريب، لا سيما في قطاع غزة ، لكنها في الوقت ذاته قد تعين في فرض ضغوط على حركة حماس من أجل المحافظة على التهدئة الأمنية".

وأضاف ميليشتاين في مقال نشره بصحيفة معاريف أنه "للوهلة الأولى فإن توقيت ظهور أزمة كورونا يعتبر الأكثر إشكالية للعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، فانتشار الوباء جاء في وقت تشهد فيه علاقات الجانبين توترا هو الأقسى منذ زمن طويل، لا سيما بالتزامن مع إعلان صفقة القرن ، وفي قطاع غزة يشهد هدوءا هشا، وليس هناك من ضمانات لاستمراره فترة من الزمن".

وأشار ميليشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب، إلى أنه "مع مرور الوقت يتضح أن التهديد المشترك الذي يواجه الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني بسبب أزمة كورونا، قد يشكل في الوقت ذاته فرصة مشتركة، لأن استمرار تفشي هذا الوباء يدفع إلى الأمام استئناف وتوثيق الاتصالات بين الطرفين، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، لا سيما في المجالات المدنية والاقتصادية".

وأوضح أن "الفلسطينيين مرتبطون بإسرائيل من جهة العمل والحركة والمساعدات، في حين أن العمالة الفلسطينية مهمة جدا لاستمرار الدورة الاقتصادية في إسرائيل، وفي أوساط الجانبين تنتشر حالة من القلق والهواجس المتزايدة من إمكانية إغلاق مفاجئ وشامل للحدود بينهما، ما سيترك خلفه العديد من التبعات الاستراتيجية بعيدة المدى"، وفق عربي 21.

وأكد أنه "في الضفة الغربية تبدي السلطة الفلسطينية تفاخرها بأنها تمكنت في فترة زمنية مبكرة من السيطرة على انتشار وباء الكورونا في مناطقها، لكن الأوساط الفلسطينية خاصة على الصعيد الشعبي والجماهيري تتزايد مخاوفها من إمكانية صدور قرار إسرائيلي فلسطيني بمنع دخول قرابة الـ120 ألف عامل فلسطيني من العمل في إسرائيل والمستوطنات في الضفة الغربية".

وأضاف أن "مثل هذا القرار سوف يتسبب بتعكير صفو حياة الفلسطينيين على الصعيد المعيشي، ما سيعتبر سببا رئيسا لإمكانية تهديد الهدوء الأمني النسبي في الضفة الغربية، وهذه القناعة مستمرة وعميقة في ذهن صاحب القرار الإسرائيلي، الذي يمتنع حتى الآن عن فرض قيود كاملة على الحدود المشتركة بين الضفة الغربية وإسرائيل، وعدم إنهاء أي علاقات اقتصادية مدنية معها".

وأشار إلى أنه "في قطاع غزة، يبدو الوضع أكثر تعقيدا، صحيح أن كورونا لم يتم الإعلان عنه هناك بعد، لكن مستوى القلق والمخاوف لدى الجمهور الغزي كبير ومتنام، اعتقادا منهم بأن حكومة حماس في القطاع ليس لديها الإمكانات الصحية والقدرات الطبية اللازمة لمواجهة أي انتشار للوباء في القطاع".

وأكد أن "دروس الماضي علمتنا أن هناك علاقة وثيقة بين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للفلسطينيين في القطاع، والحالة الأمنية والميدانية مع إسرائيل، وهنا تظهر إمكانية تصدير مثل هذه الأزمة الإنسانية، في حال نشأت، باتجاه إسرائيل".

وختم بالقول إن "هذه الفرصة قد تصل إلى موضوع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس في غزة، وهي نقطة مطلوب من إسرائيل أن تطرحها على الحركة إن طلبت منها مساعدات إنسانية لمواجهة محتملة لوباء كورونا".

وفي سياق متصل، كان الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، قد اعلن مساء الثلاثاء الماضي، أن الفلسطينيين أقاموا غرفة عمليات مشتركة مع إسرائيل لمواجهة فيروس كورونا، وأن تداخل الحدود والعلاقة بين الفلسطينيين وإسرائيل لا تسمح بالتردد باتخاذ إجراءات صارمة والتنسيق على أعلى المستويات لمنع انتشار الفيروس.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد