هل تم تصنيع فيروس كورونا أم تطور بشكل طبيعي_ بحث علمي يكشف

فيروس كورونا

انتشر فيروس كورونا المستجد بين البشر بشكل كبير و قد ارتفع معدل انتقاله في منتصف يناير 2020. حيث أبلغت عدة بلدان في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ عن وصول أصابات إلى أراضيها، تتراوح فترة الحضانة حوالي 5 أيام أو أكثر، وهناك أدلة مبدئية على أنه قد يكون معديًا قبل ظهور الأعراض. تشمل الأعراض الحمى والسعال وصعوبة التنفس، وقد تؤدي إلى الوفاة.

والنسخة الجديدة من الفيروس، المعروفة علميًا بـ"سارس كوف 2"، المسببة لمرض "كوفيد 19" تعد السلالة السابعة من عائلة فيروسات "كورونا"، ويمكنها أن تتسبب بمرض وإعياء شديد للشخص المصاب، تمامًا مثل سلالتي "سارس" و"ميرس"، في حين تتسبب السلالات الأربع الأخرى بأعراض بسيطة.

ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "نيتشر" العلمية واستعرض نتائج تحليل مقارنة للبيانات الجينومية للفيروس والسيناريوهات التي يمكن أن يكون قد تشكل خلالها، فإن "سارس كوف 2" لم يخلق معمليًا كما أنه ليس فيروسًا تم التلاعب به عن قصد.

وقالت المجلة: "من غير المحتمل أن يكون الفيروس المستجد قد ظهر من خلال المعالجة المختبرية لنسخة مشابهة من عائلة كورونا. إذا تم التلاعب الجيني، فمن المحتمل أن يكون قد تم استخدام أحد الأنظمة الجينية العكسية، لكن البيانات تظهر أن النسخة الحالية غير مستحدثة من النسخ القديمة بطريقة كهذه".

واقترح التقرير سيناريوهين يمكن أن يفسرا بشكل منطقي أصل "سارس كوف 2"، أولهما؛ الانتقاء الطبيعي في مُضيف حيواني قبل الانتقال بين الحيوانات، وثانيهما الانتقاء الطبيعي داخل البشر.

نظرًا لأن العديد من الحالات المبكرة للإصابة بمرض "كوفيد 19" تم ربطها بسوق في ووهان، فمن الممكن أن يكون هناك مصدر حيواني موجود في هذا الموقع، وبما أن هناك تشابهًا كبيرًا بينه وبين فيروسات "كورونا" الأخرى التي ظهرت في الخفافيش، فمن المرجح أن الخفاش كان مضيفًا للتطور الأخير هذه المرة.

من المحتمل أيضًا أن الفيروس اكتسب سماته الجينومية المعروفة حاليًا بعدما انتقل إلى البشر، وخلال مرحلة التكيف التي حدثت أثناء الانتقال (غير المكتشف) من إنسان إلى آخر. بعد التكيف يمكن أن يندلع الوباء وينتقل المرض إلى عدد هائل من المرضى.

ربط التقرير أيضًا بين بعض الخصائص في "سارس كوف 2" وحيوان آكل النمل الحرشفي. وعلى جانب آخر، قال إن التقديرات الزمنية الخاصة بالتسلسل الجينومي تشير إلى ظهور الفيروس في الفترة بين أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني وأوائل ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.

وأضاف التقرير أن التكيف المسبق لـ"سارس كوف 2" في فصائل حيوانية، يعني أن هناك خطرا من تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلًا. لكن عملية التكيف داخل البشر، تعني أنه حتى مع تكرار عمليات الانتقال بين الحيوانات، فمن غير المرجح اندلاع وباء دون المرور بنفس السلسلة من طفرات التطور.

سجلت الصين أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وكان انتشار المرض بطيئًا خلال الأسابيع الثلاثة اللاحقة، لكن تفشيه بشكل سريع في البلاد، ومنذ ذلك الحين بدأت نظريات المؤامرة تسيطر على البعض.

وقال عضو سابق في لجنة الأمم المتحدة للأسلحة البيولوجية، إيغور نيكولين، أن ظهور هذا الفيروس يمكن أن يكون نتيجة لاستخدام سلاح بيولوجي أمريكي. وقال المتحدث باسم الحكومة الصينية، إن الجيش الأمريكي ربما جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية، التي كانت الأكثر تضررا.

لكن منظمة الصحة العالمية، قالت إنها لا تؤمن بأن فيروس كورونا المستجد قد تم إنتاجه في مختبر. وقال مدير الطوارئ بالمنظمة، ريتشارد برينان: "لا نؤمن بأن كورونا تم إنتاجه في معامل مختبرية، وكلها مجرد تكهنات".

كما عطلت عدة دول الرحلات الجوية والبرية بين بعضها البعض خشية استمرار انتشار الفيروس. وصنفت منظمة الصحة العالمية يوم 11 مارس/ آذار مرض فيروس كورونا "جائحة" أو "وباء عالميا"، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة، معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير.

وأفادت إحصائيات مؤكدة نُشرت مساء اليوم الأربعاء أن فيروس كورونا المستجد سجل خلال ثلاثة أيام 50 ألف إصابة حول العالم، لتصل إجمالي الإصابات إلى 200 ألف إصابة.

وتؤكد آخر بيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية التي تتابع تفشي الفيروس في العالم، أن عدد المصابين بالفيروس الجديد بلغ حتى الآن 201634 شخصا على الأقل، تعافى منهم 82030، فيما ارتفع عدد حالات الوفاة إلى 8007.

وتتصدر الصين قائمة الدول الأكثر تضررا بالفيروس بـ3241 وفاة و81102 إصابة مؤكدة، تليها إيطاليا (2503 وفيات و31506 إصابات) وإيران (988 وفاة و16169 إصابة) وإسبانيا (558 وفاة و13716 إصابة) وألمانيا (26 وفاة و9877 إصابة)، حسب ما نقلت روسيا اليوم.

وفي المراتب بين السادسة والعاشرة في قائمة أكبر عشر بؤر للفيروس في العالم، تحل كل من كوريا الجنوبية (84 وفاة و8413 إصابة) وفرنسا (148 وفاة و7696 إصابة) والولايات المتحدة (114 وفاة و6496 إصابة) وسويسرا (27 وفاة و2700 إصابة) وبريطانيا (72 وفاة و1961 إصابة).

ولا تزال قطر تتصدر قائمة الدول العربية الأكثر تضررا بالفيروس بـ442 إصابة مؤكدة دون تسجيل وفيات، تليها البحرين (وفاة واحدة و242 إصابة) ومصر (6 وفيات و196 إصابة) والسعودية (171 إصابة دون وفيات) والعراق (11 وفاة و154 إصابة) والكويت (142 إصابة دون وفيات) ولبنان (ثلاث وفيات و133 إصابة) والإمارات (113 إصابة دون وفيات).

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد