غزة: شركة منتجة للعطور تعلّق إنتاجها لتصنيع مستحضرات التعقيم
دفعت زيادة الطلب على شراء مستحضرات التعقيم في سوق غزة بإحدى أقدم وأشهر الشركات المنتجة للعطور ومستحضرات التجميل في غزة إلى تعليق العمل في كافة خطوط إنتاجها والتركيز فقط على إنتاج صنف بعينه من تلك المستحضرات التي شهدت نقصاً في توافرها في السوق المحلية فور اكتشاف أول إصابة بفيروس " كورونا " في فلسطين مطلع الشهر الحالي.
وأشار مدير عام شركة معامل سوان "swan" للعطور ومستحضرات التجميل حسين عبد النبي إلى أن شركته تمكنت قبيل اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا في الضفة الغربية بفترة وجيزة من استيراد كمية كبيرة من مادة الكحول المستخدمة في صناعة مستحضرات التجميل والعطور التي تنتجها.
وأوضح عبد النبي في حديث لصحيفة الأيام المحلية أن تلك الكمية التي استوردتها شركته من كندا كانت بهدف استخدامها كالمعتاد في مختلف المنتجات التي تنتجها الشركة إلا أن تزامن وصول هذه الشحنة مؤخراً مع زيادة الطلب على مواد التعقيم دفع بالشركة إلى تعليق إنتاجها من العطور ومواد التجميل والتركيز فقط على إنتاج كميات كبيرة من مستحضر معقم اليدين.
وقال عبد النبي: "علقت الشركة العمل لديها في كافة خطوط الإنتاج ذات العلاقة بإنتاج العطور ومستحضرات التجميل وركزت على إنتاج معقم اليدين بأشكال وأحجام مختلفة لتلبية احتياجات الأفراد والمؤسسات على حد سواء وذلك في ظل زيادة الطلب على هذا المنتج لدى الصيدليات على وجه الخصوص ومراكز التسوق التي لا تخلو من تلك المنتجات الصحية".
وأضاف: "كان هناك مشكلة في بادئ الأمر في كميات المعقمات المتوفرة في سوق غزة إلى أن تمكنت الشركة من سد هذا العجز وتلبية احتياجات السوق المحلية بالكامل حيث زاد حجم إنتاج الشركة من تلك المعقمات في ظل الأسابيع الأخيرة الماضية بما يزيد على خمسين ضعف إنتاجها مقارنة مع ما كانت تنتجه من هذا الصنف قبل الإعلان عن اكتشاف إصابات بفيروس "كورونا" في فلسطين".
وبين أن شركته التي تعمل في مجال إنتاج العطور ومستحضرات التجميل منذ خمسينيات القرن الماضي واجهت مؤخراً كغيرها من الشركات المتخصصة في هذا النشاط الإنتاجي نقصاً في مادة الكحول التي تشكل ما نسبته 70% من مكونات مستحضرات التعقيم حيث ارتفع معدل الطلب على هذه المادة خلال الشهرين الأخيرين بشكل غير مسبوق وذلك على مستوى مختلف دول العالم وتحديداً منذ الإعلان عالمياً عن تفشي الإصابة بفيروس كورونا.
واعتبر عبد النبي أن تزامن استيراد شركته لشحنة مادة الكحول المذكورة مع الإعلان عن اكتشاف حالات مصابة بفيروس "كورونا" في فلسطين مكن شركته من تلبية احتياجات سوق غزة لافتاً إلى توجهات شركته لشحن كميات مما تنتجه إلى سوق الضفة بعد أن تلقى طلبية من إحدى الشركات الموزعة لهذه المنتجات في الضفة حيث تبحث شركته حالياً ترتيبات التنسيق اللازمة لإدخال شحنة من هذه المستحضرات إلى سوق الضفة.
وأوضح عبد النبي أنه تقدم بطلب لاستيراد كمية أخرى من الكحول إلا أن الأمر ما زال قيد دراسة الشركة الكندية الموردة بسبب ما تتلقاه الأخيرة من طلبيات من أسواق أخرى منوهاً إلى أن حجم ما هو متبقٍ لدى شركته من مادة الكحول يفي بمواصلة عملها الإنتاجي من الصنف المذكور "معقم اليدين" لثلاثة أسابيع مقبلة في حين أنه قبل الأزمة لم يكن هناك طلبيات تذكر على شراء هذه المواد بالمقارنة مع حجم الطلب الذي تشهده الفترة الحالية.
يذكر أن معدل الطلب على شراء مواد التعقيم ولاسيما مستحضر تعقيم اليدين شهد ارتفاعاً
غير مسبوق في محافظات غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية سواء من قبل الأفراد أو المؤسسات الصحية والخدمية والمصرفية التي ترتادها أعداد كبيرة من المواطنين يومياً.