تحليل: الليكود الكلاسيكي غاب عن مظاهرة اليمين
القدس / سوا / شارك نحو ثلاثون ألف شخص في مظاهرة اليمين في "ميدان رابين" في تل أبيب، أمس الأحد، لكن تبين أن هذه كانت مظاهرة لليمين المتطرف والمستوطنين وغاب عنها اليمين الذي كان يمثله حزب الليكود قبل وصول بنيامين نتنياهو إلى الحكم، منذ العام 2009.
وكتب المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، باراك رافيد، اليوم الاثنين، أن "الغالبية الساحقة من الجمهور كانوا الشبان الذين يعتمرون القلنسوة المنسوجة. ورُفعت في المظاهرة لافتات الليكود، لكن اللون المسيطر كان الأخضر في لافتات حزب البيت اليهودي".
ولفت رافيد إلى أن عريفة المهرجان الخطابي في المظاهرة كانت الناشطة في صفوف غلاة اليمين والمستوطنين المتطرفين، دانييلا فايس، وهي التي دعت نتنياهو لإلقاء كلمة أمام المتظاهرين. وأضاف الكاتب أن فايس "دعت في الماضي إلى رفض الأوامر العسكرية (لإخلاء بؤر استيطانية عشوائية وأثناء تنفيذ خطة الانفصال عن غزة )، وتؤيد نشطاء شبيبة التلال (الذين ينفذون جرائم "جباية الثمن")، وهي التي اتهمت نتنياهو، في السنوات الأخيرة، بأنه يساري وسينسحب من المناطق (المحتلة)، وتعتبر متطرفة ومحل خلاف حتى بين قيادة مجلس المستوطنات".
ورأى رافيد أن "المظاهرة ربما كانت البطاقة الأخيرة التي سحبها نتنياهو في إطار الحملة المتشددة التي يخوضها من أجل سد الفجوة الكبيرة التي فُتحت بين المعسكر الصهيوني والليكود في الأسبوع الأخير. وظهور نتنياهو في المظاهرة أظهر أين يبحث عن مقاعد من أجل منع هزيمته. وإلى أي مدى هو ذهب باتجاه اليمين وتنازل عن الوسط السياسي. ولكن ذلك دل أكثر شيء على الوضع الحالي لليكود، وكيف تحول هذا الحزب الجماهيري إلى حزب المستوطنين".
وأضاف رافيد أن خطاب نتنياهو كان موجها كله "إلى قلوب ناخبي البيت اليهودي... ولم ينسَ التحدث عن القدس وكم بنى فيها (في المستوطنات)".
وتابع رافيد أن رئيس حزب "البيت اليهودي" حرّض ضد معسكر كامل وقال إن "اليسار لا يريد دولة يهودية ولا يحب الجيش الإسرائيلي، واليسار سيمنح الجنسية للإريتريين" أي اللاجئين الأفارقة. وأقسم بينيت أنه لن يسمح أبدا بتسليم سنتيمتر واحد للعرب. ونتنياهو قال ذلك في الماضي".
واعتبر رافيد أن بينيت يفضل نسيان هذه المظاهرة لأن نتنياهو استولى على عدد كبير من ناخبيه "لكنه خاف من شن هجوم مضاد ومحاولة إعادتهم وهو رفع عمليا راية بيضاء".
وخلص رافيد إلى أن "نشطاء الليكود من فترة قيادة مناحيم بيغن للحزب بقوا في بيوتهم، والجمهور الذي وصل إلى الميدان كان من المستوطنين المنسوجين من أنصار نفتالي بينيت والحريديم – القوميين من أنصار ايلي يشاي وباروخ مارزل. والرابح الأكبر من هذا الحدث كان رئيس حزب ’كولانو’ موشيه كحلون. فهو يوجه جهوده نحو أولئك (من الليكود) الذي لم يأتوا إلى الميدان. نحو الليكود الكلاسيكي. وإذا نجح في جذبهم نحوه غدا بأعداد كبيرة فإنه سيكون مفاجأة الانتخابات".