هل تنجح حماس في انقاذ غزة من خلال علاقتها الإقليمية الجديدة؟

غزة / خاص سوا/ خلقت التصريحات الإعلامية وبعض الخطوات التي قامت بها بعض الدول العربية والإسلامية تجاه حركة حماس في الآونة الأخيرة حالة من التفاؤل المشوب بالحذر، من تحسن علاقة الحركة بدول المنطقة بعد الانتكاسة التي أصيبت بها تلك العلاقة جراء موقف حركة حماس من ثورات الربيع العربي وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين.


وترنوا أعين الفلسطينيين بشكل عام والغزيين بشكل خاص على ما ستحمل الأيام المقبلة من تطورات في هذا الخصوص، أملا ًمنهم في أن تخفف تلك العلاقات الأزمات والضغوط التي يتعرضون لها منذ سنوات طويلة والتي تفاقمت بشكل أكبر أثناء وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.


زيارة مشعل للسعودية


وجاءت تصريحات القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس "محمود الزهار" التي أكد فيها، صحة ما تناقلته وسائل إعلام، حول وجود زيارة مرتقبة لرئيس المكتب السياسي للحركة "خالد مشعل" للمملكة العربية السعودية.


إلا أنه رفض الكشف عن موعد الزيارة أو تقديم أي تفاصيل حولها، مكتفياً بالقول: "الحركة معنية بعلاقات جيدة ومستقرة مع السعودية، وأي جديد حول الزيارة أو نتائجها سيُعلن في حينه".


وأضاف: "السعودية تقود الخليج ودولة عظمى في المنطقة، وهي تسعى بسبب التغيرات السياسية، وسيطرة الحوثيين على اليمن، إلى علاقة جيدة مع حركة حماس".


ولم يحدد الزهار بشكل واضح وجود دعوة من قبل السعودية لحركة حماس، بزيارتها، حيث أكد وجودها، ثم عاد ونفاها، حيث قال: "هناك دعوة ووعد باللقاء، وهناك نية لحماس بالذهاب للسعودية وحينما تتم سنعلن عن ذلك (..) لنعتبر أنه لا توجد دعوة لكن هناك نية لحماس بالتوجه للسعودية".


علاقات مع النظام المصري


وفي موضوع آخر، أكد الزهار، أن حركته تتطّلع إلى بناء علاقة جيدة مع النظام المصري، "أيا كانت توجهاته"، مؤكداً في الوقت ذاته أن حركته سترد على أي هجوم من الجيش المصري، على قطاع غزة، حسب "حجم الاعتداء".


ولفت، إلى أن حركته تنتظر استئناف حكم القضاء المصري، الذي اعتبر حركته "منظمة إرهابية"، مضيفاً: "في حال تم إلغاء القرار، فسوف ترحب بالخطوة، وسيتم البناء عليها، سياسياً، وقد تكون بداية لعلاقات جيدة ومستقرة بين مصر وحماس".


إشارات إيجابية


المحلل السياسي "ابراهيم المدهون" رأى أن هناك إشارات إيجابية باتجاه ترتيب العلاقات ما بين القوى الإقليمية وحركة حماس، وظهر ذلك جلياً في عدة مسارات سارت بها تلك الترتيبات، والتي تتمحور حول علاقة إيران مع الحركة حيث أرسلت إيران إشارات ايجابية في ذلك والتي تمثلت في عقد لقاء بين خالد مشعل ورئيس مجلس الشورى الإيراني "علي لاريجاني"، وسبق ذلك الرسائل التي أرسلها الجناح العسكري لإيران وشكره لها.


وأوضح المدهون في حديث خاص لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الاثنين، أن بوادر إيجابية أيضاً ظهر في علاقة حماس ببعض دول الخليج وفي مقدمة ذلك السعودية، وإن لم تصل حتى اللحظة حد الزيارات الرسمية إلا حالة الحدة التي شهدتها علاقة حماس ببعض دول الخليج قد خفت.


وبين أن العلاقة مع مصر أيضاً بدأت تأخذ تغييراً لو طفيفاً عقب قرار الحكومة المصرية بالطعن في قرار محكمة الأمور المستعجلة والتي اتهمت كلاً من حماس والقسام بـ"الإرهاب"، ناهيك عن فتح المعبر ليومين أو ثلاثة خلال الأسبوع المنصرم.


وحول انعكاس تلك العلاقات على القضية الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص، شدد المدهون على أنه إذا كان هناك حراك خليجي وعربي تجاه تخفيف الضغط عن حركة حماس واستيعابها فسيكون ذلك هو العنصر الجديد والذي سينعكس إيجاباً على البيت الفلسطيني الداخلي في ظل الحديث عن انتخابات.


وأوضح أنه أي تخفيف للتوتر مع الدول العربية وخاصة مصر سينعكس إيجاباً على قطاع غزة الذي تعتبر مصر بوابته الوحيدة له إلى العالم الخارجي.


واستبعد المحلل السياسي أن تقدم حركة حماس أي أثمان سياسية لقاء تفعيل تلك العلاقات، منوها ًإلى أن حركة حماس مرنة في جانب ومتشددة في آخر، لا سيما في سلاحها.


وقال "حماس تصر على مقاومة الاحتلال، وطالما لم يفرض عليها نزع سلاحها ستعطي الحركة المرونة الكاملة مع أي نظام عربي، وإن حدث أي ضغوط على الحركة لمساومتها على سلاحها فإن حماس سترفض تلك العلاقة".


وأضاف "طالما قامت تلك العلاقات على دعم حماس والمقاومة والبعد عن سلاحها ومساومتها عليه، فإن حماس ستقبل بأي مبادرة من تهدئة وتسليم معابر وغيرها.


رأب الصدع


من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية "عبد الستار قاسم" أن تحسن علاقة حماس بالدول في المنطقة العربية، وإيران على وجه الخصوص هو أمر وارد، لا سيما وأن الأخيرة تقدم الدعم العسكري الكبير لحماس، فيما تقدم بعض الدول العربية المساعدات المالية فقط.


وبين أن حركة حماس معنية برأب الصدع مع بعض هذه الدول، وذلك بعد الاستنتاجات واستخلاص العبر من حرب عام 2014 والتي كانت المقاومة فيها بلا ظهير وتأمروا عليها كثر، منوهاً إلى أن حماس مقتنعة أن الأفضل لها هو ترتيب علاقاتها الآن.


وأشار إلى أن السعودية ومحاولة التقارب معها مهم، لا سيما وأن الإخوان المسلمين بشكل عام وحركة حماس خصوصاً لم يعادياها، ورأت أنه من الأفضل أن لا يكون هناك طلاق بينها.


واستبعد قاسم أن تقدم حركة حماس على دفع أثمان سياسية جراء تلك العلاقات، مؤكدًا أن حماس لا يوجد معها لتدفعه، فيكفيها أنها صمدت في وجه العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.


وأوضح أن حماس تكتسب شرعية اقليمية من خلال صمودها وقتالها الشرس والقوي أمام الاحتلال الإسرائيلي وتحديداً خلال الحرب الأخيرة على غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد