ظاهرة لم تحدث منذ ربع قرن تهدد الدول العربية _شاهد

جراد

اجتاحت أسراب من الجراد الصحراوي، العديد من المناطق في المملكة العربية السعودية، وسط تحذيرات أطلقتها السلطات على احتوائها مبيدات سامة، حيث أوضحت وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن موسم تكاثر الجراد بدأ مبكرا، وذلك في منتصف العام الماضي، واستمر خلال الأشهر الماضية.

يعد الجراد الصحراوي من الحشرات الكثيفة وكثيرة التنقل، وعادة ما ينتشر في الصحراء شبه القاحلة والقاحلة في أفريقيا والشرق الأدنى وجنوب غرب آسيا، على مساحة تصل إلى 29 مليون كم مربع، ويمكنه، أثناء الغزو، القضاء على الحياة المعيشية لعشرة في المئة من سكان العالم في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحته، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

والوسيلة الأساسية لمكافحة الجراد الصحراوي هي المبيدات الكيميائية، وتسمى مستحضرات الـ ULV، بالإضافة إلى المبيدات الحيوية وتستخدم آلات الرش المحمولة كوسيلة رئيسية.

السعودية

وهاجمت أسراب الجراد، المنطقة الشرقية في السعودية وبالأخص مدينتي الدمام والخبر، ووفقا لصحيفة "سبق" المحلية، تداول المستخدمون مقاطع فيديو عدة لأسراب الجراد بكثرة على كورنيش مدينة الخبر.

نقل مركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة التابعة لوزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية وجود تكاثر للجراد الصحراوي في الربع الخالي، وذلك بسبب إعصار "ساجار"، وتحسن الظروف في المناطق الحدودية والصحراوية

وأشار إلى أنه بسبب الظروف الحالية غير الملائمة لبقاء الجراد الصحراوي في الربع الخالي، فقد أُجبر على الهجرة باتجاه الرياح، حتى يجد غطاء نباتياً جيداً.

سوريا والأردن

ورفعت الأردن حالة الطوارئ إلى الدرجة "القصوى"، جراء وصول أسراب الجراد الصحراوي إلى مناطق قريبة للحدود مع السعودية.

بينما أعلنت وزارة الزراعة السورية عن تجهيز غرفة عمليات خاصة بمكافحة الجراد الصحراوي التي تهدد المنطقة في هذه الأوقات من العام، وتزويد المحافظات السورية بأدوات مكافحة ومبيدات، بحسب ما نقلته وكالة "سانا".

يذكر أن سوريا لم تتعرض لغزو الجراد منذ عام 1964. وبين مدير الوقاية في وزارة الزراعة السورية، فهر المشرف، أن مناطق تكاثر الجراد تتركز في ساحل القرن الإفريقي، وينتشر الآن بأسراب كبيرة في أثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان، وتصل أعداد بعض الأسراب إلى 150 مليون جرادة، وهناك أسراب هاجرت إلى السعودية واليمن وأجزاء من إيران وتتم مكافحتها في الهند وباكستان.

البحرين

وفي البحرين، انتشرت أسراب هائلة من الجراد الصحراوي في عدد من مناطق البحرين، وخصوصًا المناطق الساحلية، بحسب صحيفة "الأيام" المحلية.

كما تداول مواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة للجراد في مناطق المنامة والحدّ والمحرّق والجفير ومدينة سلمان وسترة.

قطر

وقالت وزارة البلدية، على تويتر، "تهيب وزارة البلدية والبيئة بالسادة أصحاب المزارع وعموم الجمهور بأنه في حال رصد ومشاهدة الجراد الصحراوي، ضرورة إبلاغ وحدة مكافحة الآفات الزراعية بإدارة الشؤون الزراعية بأماكن تواجده وذلك لاتخاذ التدابير اللازمة...".

الكويت

وأعلنت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في الكويت، إنها وزعت فرق عمل لرصد أسراب الجراد الصحراوي ومكافحته بكامل معداتها وذلك وفقا للآلية التي تم إعدادها مسبقاً بهذا الخصوص.

كما صرح مدير العلاقات العامة في الهيئة حامد العازمي، لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" يوم أمس الخميس، إن (الهيئة) تعمل وفق الخطة المعدة لمواجهة تحرك أسراب الجراد مبينا أن الفرق تقوم حاليا بالعمل على رصد حركة أسراب الجراد بالمناطق الزراعية.

وأضاف العازمي، أن "ذلك يأتي تمهيدا لرش هذه الأسراب بالمبيدات المكافحة لها من خلال الآليات المجهزة لهذا الغرض"، وحذر المسؤولون المواطنين من تناول الجراد لاحتوائها على المبيدات الحشرية ما يسبب التسمم.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم أمس السبت، أن هناك سربا ضخما من الجراد في طريقه إلى اسرائيل، بعد أن وصل إلى شبه جزيرة سيناء المصرية قادما من السودان والسعودية.

وبحسب موقع العلوم البيئية الإسرائيلي، فإن معظم مناطق شرق افريقيا تعرضت لأضرار بسبب هذا السرب الذي يعد الأكبر خلال 70 عامًا، مما أدى لإلحاق أضرار اقتصادية، وفق صحيفة القدس .

وأشار الموقع إلى أن هذا الجراد شوهد يتكاثر على جانبي البحر الأحمر في السعودية وسيناء، وقد أصاب فعلا دول اثيوبيا، وكينيا، والصومال، وجيبوتي، وارتيريا، وجنوب السودان، واوغندا وتنزانيا.

ويصل هذا الجراد مرة كل بضع سنوات لتلك الدول، كما أنه يأتي إلى دولة الاحتلال كل عقد، لكن هذا السرب خرج عن نطاق السيطرة هذا العام.

وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الزراعة الفلسطينية، جاهزيتها التامة لمواجهة أسراب الجراد القادمة، حال اقتربت من الحدود الفلسطينية، مطمئنة بأنه لا يزال بعيدا عن الأراضي الفلسطينية.

وأكد بدر حوامدة، مدير عام وقاية النبات والحجر الزراعي، أن وزارة الزراعة، منذ 3 شهور، تتابع مسار الجراد، الذي يغزو عدة دول عربية، مؤكدًا على وجود تنسيق كبير مع الدول التي تكافح هذه الحشرات، وفق موقع مدار نيوز.

وقال حوامدة : إنهم في العام الماضي، تابعوا حركة الجراد، الذي انتشر في اليمن، والمناطق الشرقية في السعودية، ومناطق البحر الأحمر، كما أن الزراعة الفلسطينية الآن تتابع مع الأردن حركة الجراد، التي أكدت أن الجراد يبتعد 500 كلم بمنطقة حائل السعودية حاليًا، ورفعت حالة التأهب لمكافحته.

وأوضح، أن وزارة الزراعة متجهزة تمامًا لمواجهة الأسراب القادمة، حال اقتربت من الحدود الفلسطينية، لكن على الجميع أن يطمئن؛ لأن الجراد لا يزال بعيدًا عن الأراضي الفلسطينية، وتوجد دول تُكافحه، كما أن كل الظروف غير مواتية ليصل إلى فلسطين، لأنه يسير وفق حركة الرياح.

وقلل حوامدة من الأخبار التي تُثير الهلع، وتتحدث عن اقتراب الجراد من فلسطين، داعًا لضرورة أخذ الأخبار الصحيحة من مصادرها، وهي وزارة الزراعة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد