المطران حنا: السياسات الأمريكية كانت وما زالت سببا في كوارثنا

المطران عطا الله حنا

قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة، اليوم الأربعاء، إن السياسات الأمريكية الخاطئة والكارثية في منطقتنا هي التي كانت وما زالت سبباً في جملة من المصائب والكوارث التي حلت بنا وبشعوبنا وأقطارنا العربية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي يتم التآمر عليها بهدف تصفيتها وإنهائها.

جاء ذلك لدى استقبال المطران حنا وفدا من مجلس الكنائس العالمي، حيث وضعهم في صورة ما يحدث في مدينة القدس وقدم لهم وثيقة الكايروس الفلسطينية، كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات .

وتساءل المطران حنا قائلاً: "من الذي كان سببا في تدمير العراق وتشريد أبنائه؟ ومن الذي تآمر على سوريا وكان سببا في الدمار الهائل الذي حل فيها ومن الذي دمر في ليبيا وفي اليمن وفي غيرها من الأماكن"، مضيفاً: "إنها الأسلحة والصواريخ الأمريكية العابرة للحدود التي أوتي بها الى منطقتنا لكي تكون مصدر وبال ودمار وخراب".

وتابع في بيان وصل "سوا" نسخة عنه: "إن أمريكا هي المستفيد الحقيقي من الحروب وحالات النزاع والصراع في منطقتنا وفي عالمنا، ويعتقد القادة السياسيون في امريكا بأنه ليس لصالحهم ان تتوقف الحروب لان توقفها يعني اغلاق مصانع الاسلحة والقذائف والصواريخ التي يتفنن بها صانعو السلاح في امريكا حتى وان كان هذا على حساب الشعوب المظلومة والمقموعة والمكلومة" .

وأكد على أن "ما تريده الادارة الامريكية منا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد، هو أن نشطب فلسطين من قاموسنا، يريدوننا أن نتخلى عن القدس وحق العودة، وأن ننسى قضية شعبنا العادلة التي يراد لها ان تكون مهمشة في حين ان هذه القضية هي قضية الفلسطينيين جميعا بالدرجة الاولى ولكنها ايضا قضية كافة الاحرار في عالمنا" .

وأضاف متسائلاً: "من الذي كان سببا في تهجير المسيحيين من منطقتنا، انها امريكا وحلفاءها الذين دمروا وخربوا ونشروا ثقافة الرعب وقد بشرتنا الادارة الامريكية في وقت من الاوقات بالشرق الاوسط الجديد وبالفوضى الخلاقة ويبدو ان هذا الشرق الاوسط الجديد الذي تريده امريكا هو شرق اوسط خال من المسيحيين يسوده العنف والارهاب وثقافة الموت ، وكل هذا لكي يتم حجب الانظار عن القضية الفلسطينية التي يراد تهميشها بشكل كلي" .

وأردف: "من الذي كان سببا في تهجير المسيحيين وغيرهم من العراق وسوريا وغيرها من الاماكن في منطقتنا ؟ ومن الذي يغذي ثقافة الارهاب والعنف والتكفير والتطرف سوى اولئك المستفيدين منها والذين يريدوننا ان نعيش في هذه المنطقة في حالة قلق مزمن على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا" .

وشدد على أن ضمان بقاء المسيحيين في بلادنا ومشرقنا هو مقرون بحل عادل للقضية الفلسطينية والحل العادل لا يمكن ان يكون على مزاج ترامب وحلفاءه بل بإنهاء الاحتلال وتحقيق تطلعات وامنيات وطموحات شعبنا الفلسطيني الذي كافح وناضل من اجل الحرية والتي من اجلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام .

وأكد على أن وضع حد للصراعات والحروب في منطقتنا هو الذي سيعيد الأمن والسلام للجميع مسيحيين ومسلمين فهذا المشرق العربي كان دوما متميزا بلحمة ابناءه وتعايشهم واخوتهم وتعاونهم خدمة لأوطانهم وقضاياهم المصيرية .

وطالب الجميع والكنائس المسيحية في عالمنا برفض مشروع ترامب كما وغيره من المشاريع التآمرية على شعبنا، ورفض السياسة الامريكية في منطقتنا وفي عالمنا .

وأشار إلى أن هناك كنائس وأكاديميين وإعلاميين ومثقفين أمريكيين يرفضون سياسة ترامب ويرفضون الانحياز الامريكي للاحتلال ونتمنى بأن تتسع رقعة اصدقاءنا في امريكا وفي غيرها من الدول وان يكون هؤلاء قادرون في وقت من الاوقات على ان يؤثروا على سياسات بلادهم .

وختم قائلاً: "ما يجب ان تسمعوه منا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين اننا لن نستسلم لترامب واطماعه ولن نستسلم للاحتلال وممارساته الذي يضطهدنا بشكل يومي ويستهدف مدينة القدس بشكل خطير وغير مسبوق" .
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد