صفقة القرن غير قابلة للتطبيق
بالفيديو: الرئيس عباس: أمد يداي للسلام قبل ضياع الفرصة الأخيرة
أبدى الرئيس محمود عباس خلال خطاب ألقاه في مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الثلاثاء، استعداده للمفاوضات من أجل صنع سلام حقيقي مع إسرائيل.
وقال الرئيس محمود عباس" جئتكم اليوم لأطالب بالسلام العادل والشامل وللتأكيد على الرفض القاطع ل صفقة القرن الأمريكية"، و لأمد يداي للسلام مجددا قبل ضياع الفرصة الأخيرة".
وأشار الرئيس عباس إلى أن الخطة الأميركية المطروحة احتوت على 311 مخالفة للقانون الدولي، مؤكدا أنها لا يمكن أن تحقق السلام والأمن، لأنها ألغت قرارات الشرعية الدولية وسنواجه تطبيقها على الأرض.
وشدد الرئيس على وجوب عدم اعتبار هذه الصفقة أو أي جزء منها، كمرجعية دولية للتفاوض، لأنها أميركية–إسرائيلية استباقية، وجاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لن يجلب الأمن ولا السلام للمنطقة، مؤكدا عدم القبول بها، ومواجهة تطبيقها على أرض الواقع.
وأكد أننا لن نقبل بالصفقة الأمريكية الإسرائيلية وسنواجه تطبيقها على أرض الواقع، معتبرا ان الصفقة تحمل في طياتها الإملاءات وتكريس الاحتلال.
وأضاف: قمنا بالفعل بخطوات تاريخية حرصا على تحقيق السلام، وتجاوبنا مع جهود الإدارات الأميركية المتعاقبة، والمبادرات الدولية، وكل الدعوات للحوار والتفاوض، إلا أنه لم يعرض علينا ما يلبي الحد الأدنى من العدالة لشعبنا، وكانت حكومة الاحتلال الحالية هي التي تفشل كل الجهود.
وأكد رفض مقايضة المساعدات الاقتصادية بالحلول السياسية، لأن الأساس هو الحل السياسي.
ودعا الرباعية الدولية ممثلة بالولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الامن لعقد مؤتمر دولي للسلام، وبحضور فلسطين وإسرائيل والدول الأخرى المعنية، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وذلك بإنشاء آلية دولية أساسها الرباعية الدولية لرعاية مفاوضات السلام بين الجانبين.
وجدد الرئيس التاكيد على عدم قبول وساطة أميركا وحدها، داعيا المجتمع الدولي للضغط على حكومة الاحتلال لوقف ممارساتها الاحتلالية وقراراتها المتواصلة في ضم الأراضي الفلسطينية وفرض السيادة عليها، التي حتماً تدمر بشكل نهائي كل فرص صنع السلام الحقيقي.
وأردف الرئيس عباس:" جئتكم اليوم لأقول لكم بأن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ما زال ممكنا"، موجها التحية لجماهير الشعب الفلسطيني التي خرجت حول العالم ليقولوا لا لهذه الصفقة.
وتابع الرئيس عباس:" هذه الصفقة مرفوضة وأسأل لماذا هذا التفرد في القرار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف الرئيس:" ناقشت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قضايا الحل النهائي، ولكن تفاجأت لاحقا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقطع المساعدات عنا وعن الأونروا ".
وقال الرئيس:" لا أعرف من أعطى ترامب هذه النصائح البغيضة، وترامب ليس هكذا ولا أعرف من أين جاء بهذه التصرفات".
ومضى الرئيس قائلا:" لم نضيع فرص السلام وقمنا بخطوات تاريخية حرصا على تحقيقه"، مضيفا أنه لم يعرض علينا ما يلبي الحد الأدنى من العدالة.
واستطرد:" لقد دعتنا أكثر من دولة للقاء نتنياهو على أرضها ودائما كان يرفض ولذلك أسأل أين الفرص التي أضعناها لتحقيق السلام".
وخاطب الرئيس عباس الإسرائيليين قائلا: إن مواصلة الاحتلال والاستيطان والسيطرة العسكرية على شعب أخر لن يصنع لكم أمناً ولا سلاماً، فليس لدينا سوى خيار وحيد لنكون شركاء وجيراناً كل في دولته المستقلة وذات السيادة، فلنتمسك معاً بهذا الخيار العادل قبل فوات الأوان.
وجدد الرئيس التأكيد على أن صراعنا ليس مع أتباع الديانة اليهودية، ولكن مع من يحتل أرضنا، لذلك سنواصل مسيرة كفاحنا لإنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا الفلسطينية، مشددا على أن شعبنا لن يركع ولن يستسلم.
وقال الرئيس:" اتوجه إلى الرئيس دونالد ترامب قائلا إن الخطة الأمريكية المطروحة لا يمكنها أن تحقق السلام والأمن لأنها ألغت الشرعية الدولية وتنكرت للحقوق الفلسطينية، وأخرجت القدس الشرقية من السيادة الفلسطينية، ولن تكون صالحة للتطبيق لرؤية الدولتين المستقلتين ذات السيادة".
وأردف الرئيس:" لو حصل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيكون أجمل سلام وأحلى علاقة بين دولتين هما فلسطين وإسرائيل، ولكن اتركونا نعمل السلام".
ودعا الرئيس عباس، ترامب لأن يتحلى بالعدل والإنصاف ويدعم قرارات الشرعية الدولية لإبقاء الفرصة أمام صنع سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.