كشف جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مساء اليوم الاثنين، عن فحوى رسالة يحملها أعضاء اللجنة المركزية في قطاع غزة ، للفصائل الفلسطينية.

وقال الرجوب في تصريحات تابعتها (سوا) عبر تلفزيون فلسطين إن "أعضاء اللجنة المركزية، أحمد حلس وروحي فتوح والحاج إسماعيل جبر، موجودين في غزة لنقل رسالة لكل فصائل العمل الوطني".

ووفق الرجوب، فإن الرسالة هي "تعالوا نتوافق على المدى القصير على وحدة خطاب سياسي تنظيمي نضالي له علاقة بالدولة على حدود 67، وهذا كلنا مجمعون عليه، وله علاقة بالمقاومة الشعبية هنا وهناك بذات الآليات".

وأضاف : "نحن بهذه القضية، جاهزون لبناء منظومة ببرنامج بفعاليات وطنية على مستوى الوطن، لتكون صرخة مدوية لكل العالم أنه نحن لم ولن نستسلم ولن يجدوا قائدا فلسطينيا واحدا جاهز لرفع الراية البيضاء".

وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية على رأسها الرئيس محمود عباس ، تطور استراتيجية لها علاقة بالبعد الوطني على المدى القصير، ووحدة خطاب سياسي نضالي.

وتابع الرجوب : "على المدى المتوسط، نحن نريد بدء حوار وطني شامل مع فصائل منظمة التحرير، وحوار وطني مع إخواننا في الإسلام السياسي، لإنهاء الانقسام، وهذه الرسالة التي يحملها أعضاء اللجنة المركزية".

وخاطب الرجوب حركتي حماس والجهاد الإسلامي قائلا : "نحن صادقون وجادون وعمرنا ما أخطأنا في المنعطفات الحادة  أو لعبنا بعلاقاتنا الوطنية (..) نريد بناء شراكة المدخل لها الانتخابات التي تحقق لنا وللجميع انتصار الوطنية الفلسطينية".

وأردف : "نريد انتخابات تنهي الانقسام وتجدد شرعية النظام السياسي وتؤسس لشراكة حقيقية لكل قوى الفعل الوطني الفلسطيني من خلال صندوق الاقتراع، وتقدم الفلسطينيين كشريك للمجتمع الدولي في إقامة الدولة الفلسطينية".

وتحدث الرجوب مخاطبا حركة "حماس": أرجوكم أرجوكم. هذه فرصة تاريخية. نحن في مركزية فتح لدينا إجماع على إنهاء الانقسام بالحوار لبناء شراكة يجب أن ترتكز على أسس تقدمنا للعالم كشريك لتحقيق الدولة".

وأضاف : "ليس بيننا خلاف سياسي أو بمفهوم المقاومة. مختلفون على السلطة. تعالوا على صندوق الاقتراع وهو يحسم بيننا وبينكم. لا داعي للتكتيك أو المراهنة على أحد خارج الوطن".

ودعا الرجوب الفصائل إلى عدم الانفعال، قائلا : "نحن أمام عدو شرس لا يعترف بحقنا في الوجود، وحكومة فاشية لا يوجد لها مثيل في تاريخ صراعنا أو صراع غيرنا، مدعومة بإدارة أمريكية لإنهاء قضيتنا واختزالها في حقوق معيشية ومدنية لا علاقة لها بالهوية".

وأعرب الرجوب عن اعتقاده بأن المؤشرات جيدة، وأن حالة الاجماع التي حصلت "تبشر بالخير"، مشددا على ضرورة إنهاء الفصائل كافة للتناقضات والخلافات والأجندات وتحويل القضايا التي تعد من أشكال الخصومة إلى ثانوية.

وقال : "اليوم نحن في لحظة مصيرية (..) التاريخ لن يرحمنا ولن يرحم غيرنا. نريد أن نورث الأجيال القادمة على الأقل ما يبقي على هذه القضية كقضية وطنية على جدول أعمال الفلسطينيين والعالم".

واستطرد الرجوب قائلا : "لا بد من بناء جبهة وطنية صلبة فيها مؤسسات تتحمل مسؤولية تصميم الإيقاع السياسي النضالي التنظيمي من خلال إعادة الاعتبار للمنظمة كعنوان ومرجعية لإنهاء كل ما هو موجود في واقعنا الوطني الفلسطيني لتقديم أنفسنا بصيغة مختلفة".

وأضاف : "نعتز بتاريخنا وإمكانياتنا. نحن بهذه المرحلة المفصلية علينا أن نقوم بالمراجعة، وهذا ما نحن بصدد القيام به سواء في الوضع الداخلي أو علاقاتنا الإقليمية والدولية".

كما خاطب الرجوب أبناء فتح قائلا : "نحن يجب أن نقدم نموذجا بنبذ كل تجاذباتنا وخلافاتنا أمام شعبنا والقوى السياسية الأخرى. لا تستهينوا بأنفسكم والرهان عليكم. هذه الحركة أفشلت كل المؤامرات سواء مؤامرة التذويب أو الاحتواء واليوم نحن أمام مؤامرة الشطب من الجغرافيا والتاريخ".