دراسات: ارتفاع حرارة المحيطات زادت من أعداد الحيتان في شباك الصيادين

صيد الحيتان - توضيحية

كشفت دراسة علمية نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" يوم 27 يناير/كانون الثاني الماضي لفريق من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي وجامعة كاليفورنيا عن تأثير موجات الحرارة البحرية على النظام البيئي.

وأوضحت الدراسة أن التحولات في النظام البيئي البحري أدت إلى تغير في سلوك تغذية الحيتان، مما ساعد على وقوع أعداد منها في شباك الصيادين، وهو ما يفاقم مشكلة الصيد الجائر، وهي واحدة من المشكلات البيئية التي تتعرض لها الثروة السمكية والأحياء البحرية.

وبالإضافة إلى تأثيرات أخرى على النظام البيئي البحري مثل التأثير على المرجان وعشب البحر وكذلك ابيضاض الشعاب المرجانية التي تعتبر أولى الإشارات التي عرفت للتغيرات الناتجة عن ارتفاع درجة حرارة المحيطات.

وكان الفريق الذي أجرى الدراسة قد دعا إلى اتخاذ تدابير جديدة لتنبيه الصيادين لخطر التفاف شباكهم على الحيتان، خاصة تلك المهددة بالانقراض والأنواع البحرية الأخرى الموجودة قبالة الساحل، مثل السلاحف وسرطان البحر المعروف باسم "سرطان دونجونيس" (Dungeness crab).

وقال الفريق في دراسته، إن ارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب التغير المناخي ربما يساعد على حدوث طفرة "غير مسبوقة" في أعداد الحيتان التي تعلق في شباك الصيادين، حيث إن موجة الحر البحري تسببت في تجمع الحياة البحرية بمنطقة جعلت التغذية خطيرة.

ويقول الباحثون إن المياه الدافئة بشكل متزايد دفعت الحيتان إلى البحث عن الطعام في منطقة ضيقة، حيث وضع الصيادون الشباك والفخاخ خلال موسم صيد السرطانات البحرية والكابوريا.

ومن المعتقد أن ارتفاع حالات الوقوع بالشباك قد حدث لأن المياه الدافئة دفعت الحيتان إلى البحث عن غذائها في المنطقة الأقرب إلى الساحل وفي الأماكن التي ينصب فيها الصيادون شباكهم.

وفي هذا الصدد، قال جارود سانتورا المؤلف الرئيس للدراسة والباحث في مركز علوم مصائد الجنوب الغربي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في سانتا كروز بكاليفورنيا في تصريح خاص لمجلة "ساينتفيك أميركان" إنه "مع ارتفاع درجة حرارة المحيط رأينا تحولا في النظام البيئي وفي سلوك تغذية الحيتان الحدباء، مما أدى إلى تعلق أعداد أكبر من الحيتان في معدات الصيد".

ويعتقد أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم هو المسؤول عن زيادة وتيرة وشدة موجات الحر البحرية، حيث تسببت الموجة الحارة البحرية في عام 2014 قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة في أن تتكاثر أعداد كبيرة من الحوت الأحدب، مما دفعها للبحث عن الطعام في منطقة أكثر ضيقا بالقرب من الساحل، وفقاً للجزيرة.

ووفقا للدراسة، فإنه قبل عام 2014 كان عدد الحيتان قرب ساحل المحيط الهادي يبلغ حوالي 10 سنويا في المتوسط، وفي عام 2014 قفز العدد إلى 30، ثم إلى 53 في عام 2015، وفي عام 2016 تم الإبلاغ عن 56 على الأقل، لكن الأرقام انخفضت خلال العامين اللاحقين.

يذكر أن موجة حرارة المحيطات قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة في الفترة من 2014 إلى 2016 قد أدت إلى دفع الحيتان الحدباء إلى شريط ضيق من المياه الباردة، مما أدى إلى زيادة هائلة في وقوعها في الأفخاخ وشباك الصيد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد