بالفيديو والصور: فتاة من غزة تخترع قبعة ذكية مُكيفة
مما لا شك فيه، أن التطبيقات الإلكترونية أصبحت وسيلة تستخدم في مناحي الحياة كافة، في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، وهو ما دفع بفتاة فلسطينية تبلغ من العمر (36 عاماً) لاختراع قبعة إلكترونية "ذكية" متعددة المهام تستخدم في فصلي الشتاء والصيف.
إصابة شاب من مخيم الشاطئ في رأسه إثر غارة إسرائيلية ، كانت منبع الإلهام للفتاة "دعاء جنينة" للتفكير مليّاً من أجل التخفيف عن معاناة الشاب الذي حُرِم من مغادرة بيته خلال فصلي الصيف والشتاء نتيجة آلامه.
الصعوبات التي واجهت جنينة لم تثنها عن إكمال حلمها، حيث درست في مقتبل عمرها دبلوم وأنهته عام 2006، وبعد عدة سنوات وما رافقها من انقطاع عادت في 2019 بكل إرادة لدراسة تخصص إدارة تكنولوجية.
وتوضح جنينة من سكان مدينة غزة ، أن الفكرة عبارة عن قبعة إلكترونية مكيفة لفصلي الشتاء والصيف، وهي ذكية تستخدم عن طريق التحكم عبر الجوال من خلال تطبيق يتلقى أوامر الصوت التي تريدها الفئة المستخدمة أو من خلال "موديوم صوت".
وتضيف جنينة في حديث لوكالة "سوا" الإخبارية: "عندما بدأت أفكر دارت في مخيلتي الكثير من الأمور. بدأت في المكيّف وآلية عمله وتساءلت ماذا لو قمت بتصغيره وحمله على الرأس، وعندما التحقت بالجامعة ووصلنا لمرحلة دراسة المشاريع، قررت أن أخوض هذه التجربة بشكل جدي على أرض الواقع حيث أنجزته خلال ثلاثة أشهر بمفردي".
عندما بدأت دعاء بتطبيق المشروع، واجهتها العديد من الصعوبات أهمها قلة الإمكانيات في غزة، الا أنها قررت المجازفة بمساعدة من المهندس مطر طوطح، لإنجاز مشروعها الريادي.
"المواد المستخدمة في هذه القبعة ليست جديدة، بل مستهلكة قمت بتجميعها وإعادة تدويرها حتى أتمكن من إنجاز النموذج الأول للفكرة التي بدورها تُسهل على الشخص التنقل في فصلي الصيف والشتاء بسهولة من خلال وضعها على رأسه". قالت دعاء.
وتابعت جنينة: "بحثت كثيراً عن شيء يمكنني من وضع الأدوات داخله وتجربة الفكرة، حتى وضعتها على قبعة عامل صفراء اللون بإمكانها حمل تلك الأدوات والتي هي عبارة عن لوحة إلكترونية ولوحة بلوتوث من أجل الجوال لإعطاء الأوامر من خلال تطبيق، وأسلاك (يو بي أس) يتم تشبيكها في اللوحة والتوصيل بين اللوحات، بالإضافة إلى مروحتين ومشتت وبطارية مائية كبيرة".
وحول المعيقات في النموذج الأولي للقبعة، تؤكد أن أهمها، عدم قدرتها على إنجاز الهيكل العام لانطلاق المرحلة النهائية، وذلك بسبب كبر حجم البطارية حيث لا يمكن حمل القبعة على الرأس بهذا الحجم، لافتة إلى أنها بذلت جهدها لتصغير النموذج حتى يكون باستطاعة من يحتاجه استخدامه، ولكن عدم توفر كل الأدوات في غزة وقف عائقاً أمام إكمال المشروع.
وما يميز مشروع جنينة أنه مستدام وبسيط وآمن، كما أنه يفيد جميع فئات المجتمع خاصة ذوي الإعاقة ومرضى السرطان والأطفال في المخيمات، بالإضافة إلى المهندسين والمزارعين.
وشكّل نجاح التجربة التشغيلية نقطة تحول في حياة دعاء، إذ قالت: كان الجميع متخوفاً من نجاح الفكرة، ولكن عندما نجحت تجربتي وتم تشغيلها، كانت نقطة تحول كبيرة في حياتي بحيث دفعني بأن أكون أكثر خدمة لبلدي.
وتمنّت جنينة احتواء فكرتها وإبداعها حتى يتم إكمال المشروع، وإخراجه بشكل أنيق ولائق بجميع الفئات المستخدمة، كما تحلم بدعم الرئيس محمود عباس لمشروعها وتسهيل السماح بإدخال الأدوات اللازمة؛ نظراً لأنها تعتبر عن خدمة تفيد المجتمع بأكمله خاصة الفئات المهمشة من ذوي الإعاقة في قطاع غزة وفلسطين، وحتى في دول العالم.