المطران حنا: صفقة القرن مشروع استعماري يهدف لإخضاع الفلسطينيين

المطران عطا الله حنا

قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة، إن ما يسمى "ب صفقة القرن " إنما هي مشروع استعماري يهدف إلى جعل شعبنا الفلسطيني خاضعا لإسرائيل وبشكل كلي، وجاء ذلك لدى استقباله وفداً إعلاميا إسبانياً صباح اليوم الأربعاء.

وأوضح في بيان وصل "سوا" نسخة عنه، أن إسرائيل تريد أن تكون فلسطين محمية إسرائيلية خدمة لمصالحها وسياساتها، وترامب بإعلانه عن صفقة القرن إنما ارتكب خطأ تاريخيا فادحا وأساء للقيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة، إذ أنه تجاهل وجود شعبنا ونسي أن هنالك الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، الذي نكبوا ونكسوا وشردوا وهم يناضلون ويكافحون من أجل استعادة حقوقهم السليبة لكي يعيشوا أحرارا في وطنهم وأرضهم المقدسة .

وأشار إلى أن إعلان ترامب عن صفقة القرن يأتي استمراراً لوعد بلفور ولغيرها أيضا من المشاريع والصفقات المشبوهة، التي كان وما زال هدفها هو تصفية القضية الفلسطينية وإنهائها بشكل كلي، ولكن كل هذه الصفقات يرفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلا لأنهم متمسكون بحقوهم وثوابتهم وانتماءهم لهذه الأرض المقدسة .

وتساءل قائلاً: "من الذي عين ترامب وخوله لكي يقرر مصائر الشعوب ويلغي حقوق الشعب الفلسطيني، ويعمل على شطب فلسطين من على الخارطة، فهذه ليست من المهام الموكلة لترامب ولا يحق له ولغيره من سياسيي هذا العالم أن يشطبوا وجود شعبنا، وأن يلغوا حقوقنا"، مضيفاً: "نحن نقول للعالم بأسره إن الفلسطينيين موجودين وقضيتهم موجودة سواء اعترف بنا ترامب أو لم يعترف".

وأضاف المطران حنا: "يؤسفنا الحال العربي الذي وصلنا إليه حيث التآمر والتطبيع والارتماء في الأحضان الأمريكية والإسرائيلية باتت ظاهرة موجودة ونلحظها في كل حين، ولكننا نقول حتى وإن تخلى عنا بعض العرب وتآمر علينا البعض الآخر لحماية عروشهم وكروشهم، فإن الفلسطينيين باقون على العهد وليسوا مستعدين للتنازل عن قضيتهم وفلسطين ستبقى لأبنائها والقدس عاصمتها وحاضنة أهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية".

وبيّن أن الإدارة الأمريكية وحلفاءها هم الذين أوجدوا لنا ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي المزعوم وهو ربيع إسرائيلي بامتياز، هدفه تفكيك المفكك وتجزئة المجزأ لكي يدمروا وحدة الشعوب العربية ويحولوننا من امة واحدة الى قبائل وعشائر وطوائف ومذاهب متناحرة فيما بينها.

وأكد على أن الاستعمار هو الذي أوجد لنا هذه الحالة والتي وصفت في وقت من الأوقات "بالفوضى الخلاقة "، وذلك لكي يتسنى لترامب وحاشيته الإعلان عن تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقتهم المشؤومة دون ان تكون هنالك مواقف او ردود فعل عربية قوية على ذلك.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد