قناة إسرائيلية: البيت الأبيض استضاف اجتماعا سريا بين إسرائيل والإمارات
كشف تقرير نشرته القناة 13 الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، أن البيت الأبيض استضاف اجتماعاً ثلاثياً عقد في أجواء من السرية، بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، تمحور حول التعاون وتنسيق الجهود ضد إيران، وبحث إمكانية التوقيع على معاهدة "عدم اعتداء" بين الإمارات وإسرائيل، في ديسمبر الماضي.
ولفت التقرير إلى أن الاجتماع عقد في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2019، يعد خطوة في سلسلة خطوات لإدارة الرئيس دونالد ترامب لتقوية العلاقات بين إسرائيل والإمارات. وذكر التقرير الذي استند إلى تصريحات لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإماراتيين، أن صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، لعب دوراً هاماً في عقد اللقاء.
وحضر الاجتماع من الجانب الأميركي، مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ونائبه فيكتوريا كوتس، بالإضافة إلى المبعوث الخاص لإيران براين هوك، أما من الجانب الإسرائيلي فشارك رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، في حين مثّل الإمارات سفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة، وفقاً لما أو رده موقع عرب 48.
ويفسر الاجتماع السري الذي كشفت عنه القناة 13، حالة الود التي غلّفت العلاقات الإماراتية والإسرائيلية خلال الفترة الماضية، والتي بدت جليًا حين تبادل نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، التغريدات على شبكات التواصل الاجتماعي، روجوا من خلالها لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية.
ولفت التقرير إلى أن التغريدة التي أعاد نتنياهو نشرها، كتبها وزير الخارجية الإماراتي، على حسابه على "تويتر"، بعد الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض بأربعة أيام، وأعرب فيها عن سعادته لما يتم من تنسيق بين إسرائيل وبعض الدول العربية. وكتب نتنياهو على حسابه عقب إعادته تدوينة لبن زايد "أرحب بالتقارب الذي يحدث بين إسرائيل والكثير من الدول العربية. لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام".
وبحسب التقرير، فإن الاجتماع الثلاثي في البيت الأبيض، جاء ليتوج التحالف الإسرائيلي الإماراتي في مواجهة إيران، والذي تبلور عمليا خلال مؤتمر "السلام والأمن في الشرق الأوسط" الذي عقد بمبادرة أميركية في وارسو، في شباط/ فبراير 2019، ونقل الموقع عن مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات، أن هذا التحالف شهد تطورًا كثيرًا خلال العام الماضي.
بادرت الولايات المتحدة إلى تشكيل منتدى ثلاثي يضمها إلى جانب كل من إسرائيل والإمارات، لتعزيز التعاون والتنسيق في مواجهة إيران، وشددت مصادر القناة إلى المنتدى الثلاثي عقد ثلاثة اجتماعات على أقل تقدير خلال العام الماضي، واعتبرت المصادر أن التجسيد الأبرز لهذا التعاون، ترجم بمشاركة السفير الإماراتي لدى واشنطن بحفل إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب، عن " صفقة القرن " المزعومة، نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي.
وكشف التقرير أن العلاقات الرسمية التي تجمع بين إسرائيل والإمارات، بدأت عملياً في العام 1994 خلال حكومة يتسحاك رابين، وذلك حين توجه طيار في سلاح الجو الإمارات في أبو ظبي، إلى ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي، وطلب من توسط إسرائيل لدى الإدارة الأميركية وإقناعها بيع طائرات من طراز F-16 للإمارات. وكان المحرك الأساسي لتعزيز العلاقات السرية التي بدأت تتبلور حينها بين الإمارات وإسرائيل هو العداء المشترك تجاه إيران.
ووفقًا للتقرير، فإن رابين أعطى الضوء الأخضر لبدء الاتصال مع الجانب الإيراني، عقد اللقاء الأول في أحد الفنادق بعاصمة ولاية بافاريا الألمانية، مدينة ميونخ، بمشاركة مدير مكتب رابين حينها، شمعون شبس، وممثل عن رئيس الإمارات، خليفة بن زايد آل نهيان، باسم "يوسف". وفي تلك المرحلة لم يكن على إطلاع على هذه الاتصالات من الجانب الإسرائيلي سوى ثلاثة أشخاص - رابين، شبس، والرئيس الأسبق لجهاز الموساد، شبتاي شافيت.
وبعد مرور أسابيع قليلة، عقد اجتماع آخر في زيورخ بمشاركة ممثل عن جهاز المخابرات الإماراتي، والذي طلب حينها من الجانب الإسرائيلي بالمحافظة على سرية العلاقات التي لا تزال الحديثة بين الطرفين. ومن هنا تدحرجت كرة الثلج وعقد اجتماع رسمي ثالث وصفه التقرير بـ"علامة فارقة" في تعزيز العلاقات بين الجانبين، وتم ذلك بحضور ولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد، في جنيف.
ومنذ الاجتماع الذي عقد في جنيف، أمسك جهاز الموساد بزمام السيطرة على العلاقات بين إسرائيل والإمارات، وفقًا للتقرير؛ وفي أيار/ مايو 2015، أقنع رابين الإدارة الأميركية ببيع الطائرات الحربية للإمارات، معتبرّا أن ذلك من منطلق المصلحة الإيرانية الإسرائيلية المشتركة في مواجهة التهديد الإيراني.
واجتمع رابين في اليوم ذاته مع ولي العهد الإماراتي، في فندق الفصول الأربعة في العاصمة الأميركية، واشنطن، حيث عبّر الأخير عن شكره لـ"دور إسرائيل" في صفقة الطائرات الأميركية التي اشترتها الإمارات.
يذكر أن الإمارات كانت في الفترة الماضية قد تصدرت محاولات "كسر حواجز" التطبيع مع الاحتلال، وجعل الأمر نقطة من نقاط تقارب الأديان، الذي تروّج له أبوظبي.