الحرب على غزة لم تنتهي وما زالت مستمرة
غزة / خاص سوا / تزيد الأزمات المتفاقمة التي يعيشها قطاع غزة من فرص اقتراب مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل والمقاومة في غزة لا سيما في ظل أن الأخيرة باتت مقتنعة أن إسرائيل لن تلتزم بما وقعت عليه في اتفاق وقف اطلاق النار في القاهرة نهاية أغسطس الماضي إلى بمواجهة عسكرية جديدة.
ورغم استبعاد العديد من المحللين للمواجهة في الوقت القريب، إلا أن الأحداث المتلاحقة والضغط الإسرائيلي يدفع بالجميع إلى التحذير من ذلك الانفجار، على الرغم من المحاولات الإسرائيلية التنفيس عن قطاع غزة عبر زيادة الشاحنات التي تدخل للقطاع.
الانفجار
المختص في الشأن الإسرائيلي "محمد مصلح" رأى أن الوضع في قطاع غزة مرشح للانفجار في ظل تصاعد الأزمات التي تعصف بقطاع غزة منذ سنوات والتي اشتدت بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وتدخل بعض الأطراف لمساعدة إسرائيل في التضييق وخنق قطاع غزة لا سيما النظام المصري الحالي.
وأوضح مصلح في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية الخميس، أن جزء كبير من تلك الأزمات ناتج عن ضغط تقوم بها تلك الجهات من أجل أن تقدم حماس على تسليم مقاليد الأمور كاملة في قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، وتكون البداية عبر تسليم المعابر مع مصر وإسرائيل للسلطة.
وبين المختص في الشأن الإسرائيلي أن العامل الأمني والضغط الذي يمارس ضد غزة وبعض المناطق العربية يدخل ضمن المزايدات الانتخابية والتي ظهرت بداياتها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وأشار إلى أن إسرائيل وبعد العدوان الأخير تصاعدت الأصوات الداخلية عندها من أن الجيش غير مستعد للحرب المقبلة وخصوصا ًفي ظل عدم العثور على حل لقضية الأنفاق، لذلك ستعمل إسرائيل على مسح الصورة المهزوزة للجيش الإسرائيلي في أذهان الإسرائيليين، ولا يتم ذلك إلا بعد عدوان آخر يسعى من خلاله لتحقيق انتصار يقنع به الإسرائيليين.
واستبعد مصلح أن تلجأ إسرائيل إلى أي تصعيد تجاه قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية والتي تسبق الانتخابات الإسرائيلية في الثامن عشر من مارس المقبل، مبيناً أن إسرائيل تسعى في هذه المرحلة إلى التنفيس قليلاً عن قطاع غزة من جانبها وجانب مصر حتى لا تفجر مجددا ًفي وجهها.
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية "وليد المدلل" أن السياسية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة ثابته ولن تتغير، لا سيما في استهداف المقاومة وقضية الاعمار التي تحتاج إلى مدة طويلة، مشيرا ًإلى أن أي تغير يمكن أن يحدث سيأتي في إطار صفقة كهدنة لسنوات.
وبين المدلل في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية الخميس، أن الضغط الإسرائيلي تجاه قطاع غزة لا شك سيولد انفجاراً، مضيفاً "إن أمر المواجهة مرتبط بالحالة على الأرض، فالتصعيد المتصاعد سيؤدي إلى مواجهة كما حدث في حربي 2012 و2014.
وتابع "أو أن تستهدف إسرائيل أحد القيادات الفلسطينية على غرار ما حدث مع الشهيد القائد أحمد الجعبري"، منوها ًإلى أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى فرض سيطرة سياسية وافقاد المقاومة قدرتها على التعويض.
واستبعد المدلل أن يشهد الضغط الاقتصادي أي تخفيف بعد الانتخابات، كون أن من ستحمله الصناديق للسلطة سينفذ إرادة الجمهور المتطرف وليس العكس.
وحذر أستاذ العلوم السياسية من أن نتنياهو عادةً ما يتصرف بغباء، لا سيما قبل موعد الانتخابات، موضحاً أن قضية تنفيذه لعملية اغتيال لشخصية في غزة أو بقعة أخرى هو أمر وارد على غرار ما حدث مع قيادات حزب الله في سوريا.
فصل غزة عن الضفة
وفي سياق متصل، أكد القيادي في حركة حماس "موسى أبو مرزوق" أن الأنباء التي تحدثت عن خطة تتضمن هدنة لسنوات بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في غزة هي أفكار مصدرها ضباط في الجيش الإسرائيلي ونقلت للحركة عبر شخصيات مستقلة وتجار فلسطينيين.
وأضاف أبو مرزوق "هنا أقول أن هناك بالفعل من نقل أفكاراً حول المطار والميناء، وفصل قطاع غزة عن إسرائيل بالدرجة الأساس، وبالتالي عن الضفة الغربية لعدم التواصل الجغرافي بفعل الاحتلال، وبالتالي انفتاح غزة نحو العالم الخارجي دون قيود معبر رفح ، وسياسات اسرائيل.
ونفى أبو مرزوق أن يكون هناك أي وثيقة حول هذا الأمر، موضحاً أنهم في حماس لم يخفوا مثل هذه التقولات، وتحدت عنها أبو مرزوق مع وفدي الحكومة من الوزراء مرتين، ومع الوزراء منفردين عدة مرات، وتحدث عن هذا الأمر عبر التلفزيون، وأمام الشخصيات العامة، وأمام الفصائل الفلسطينية.
وبين أن الهدف الأساس منها ليس خدمة غزة، ولكن فصلها عن الضفة الغربية ومن ثم الاستفراد بالضفة الغربية لإبتلاعها، مشددا ًعلى أنهم في غزة ندفع ضريبة رفضنا لهذه الأفكار، زيادةً في الحصار، وضغطاً إقتصادياً، وعدم حرية السفر وغير ذلك، ولكنهم لم يقبلوا هذ المخطط.