دعت اللجنة السياسية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، اليوم السبت، إلى إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بشكل عاجل؛ وذلك لتلبية التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحقيق السلام والعدالة اللذين طال انتظارهما.

وأصدرت اللجنة بياناً وصل "سوا" نسخة عنه، عقب اجتماعها الذي عقدته في مدينة ستراسبورع الفرنسية، ضمن اجتماعات الدورة البرلمانية الشتوية للجمعية، بمشاركة وفد فلسطيني، للتعليق على " صفقة القرن "، أكدت فيه على أن مبادرة رئيس الولايات المتحدة ترامب، يجب أن تستند إلى المبادئ والقرارات الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

ودعت اللجنة في بيانها، البرلمانيين من إسرائيل وفلسطين إلى الاستفادة من مشاركتهم في الجمعية؛ للمساهمة بشكل مشترك في عملية السلام في الشرق الأوسط.

وضم الوفد الفلسطيني كلاً من عضو المجلس الوطني د. برنارد سابيلا، وأمين عام المجلس التشريعي إبراهيم خريشة.

وكان أعضاء اللجنة السياسية واللجنة الفرعية حول الشرق الأوسط، قد أعربوا بالإجماع عن دعمهم للموقف الفلسطيني الرافض لخطة ترامب، حيث أعرب العديد من النواب الأوروبيين عن مخاوفهم من هذه الخطة التي استثنت الفلسطينيين ولم يتم استشارتهم فيها، وأكدوا على أنها خطة إسرائيلية أمريكية بحتة.

وقدم د. برنارد سابيلا مداخلة قال فيها، إن هذه الخطة تجعل منا شعبًا خاضعًا لسيطرة إسرائيل وإلى أجهزتها الأمنية إلى الأبد، وأن الخريطة المقدمة في الخطة تجعل من فلسطين مجموعة من الكانتونات، كما أن الدور الأمريكي في صياغة "صفقة القرن" أنهى بالنسبة لنا أي دور أمريكي في عملية السلام؛ نظراً للانحياز الأمريكي الواضح لجانب الإسرائيليين.

وأعرب د.سابيلا عن مخاوفه من دخول المنطقة في دوامة جديدة من العنف والمواجهة بدلاً من إحلال السلام، مشيراً إلى العديد من البيانات الصادرة عن المنظمات الدينية المسيحية العاملة في فلسطين وجميع أنحاء العالم والتي تؤكد رفضها لمبادرة ترامب، حيث وصفتها أنها صفقة تهدف إلى إخضاع وإذلال الشعب الفلسطيني.

وطالب د. سابيلا مجلس أوروبا بدور أكبر وأكثر فعالية في السعي لتحقيق سلام حقيقي وشامل في الشرق الأوسط.

كما وجه د. سابيلا رسالة إلى الأمين العام لمجلس أوروبا ماريا بوريش، حول خطة السلام المعلنة من قبل الرئيس ترامب قال فيها: "إن هذه الخطة تتجاهل القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والاتفاقيات الدولية، وأنها تقتل فرص تحقيق حل الدولتين الذي يدعمه وينادي به مجلس اوروبا".

وأكد في رسالته على أن هذه الخطة تؤجج نار الصراع بدلاً من تحقيق السلام الدائم، مطالباً بوريش بإصدار بيان يوضح موقف مجلس اوروبا من هذا المنعطف الخطر.

من جهة أخرى، التقى الوفد الفلسطيني ريك دايمز، لتهنئته باسم فلسطين لانتخابه رئيساً جديداً للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ممثلاً عن بلجيكا وعن تحالف الليبراليين والديمقراطيين في أوروبا.

وناقش الوفد مع دايمز، المخاطر التي تنطوي على خطة ترامب للسلام، التي همشت شعبنا الفلسطيني وحقوقه وعمقه التاريخي في فلسطين.

وقال الوفد إن المجلس الوطني الفلسطيني وبصفته شريكاً من أجل الديمقراطية مع الجمعية، يتطلع إلى موقف جاد من مجلس أوروبا داعم لعملية سياسية تحقق السلام العادل والدائم، على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والاتفاقيات الدولية.

ووعد دايمز، بالقيام بكل ما هو ممكن من أجل اسماع الموقف الفلسطيني في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.