تواصل المواقف العربية والدولية الرافضة لصفقة القرن

ترامب ونتنياهو خلال إعلان صفقة القرن

تواصلت المواقف العربية والدولية الرافضة لخطة السلام المزعومة " صفقة القرن " التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي.

وقال رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، خلال حواره مع التلفزة الوطنية مساء اليوم الخميس، إن "صفقة القرن" هي "مظلمة القرن وخيانة عظمى".

وأكد أن "هذه الصفقة تعكس ثقافة الهزيمة التي تسود المجتمع العربي وأكثر من الهزيمة ذاتها والفكر المهزوم لا يمكن أن يكون إلا فكرا مختلا وعميلا".

تركيا ترفض

بدوره، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "صفقة القرن" بـ"مشروع احتلال".

وقال في كلمة له اليوم الخميس، إن " القدس ليست للبيع، ولا ينبغي لأحد أن يكون في وقاحة، يقول فيها: نعطيكم شيئًا، واتركوا هذه المناطق لنا"، مضيفا "يطلقون عليها صفقة القرن، أي صفقة هذه، هذا مشروع احتلال".

في ذت السياق، أكد مجلس الأمن القومي التركي، أن "صفقة القرن" المزعومة تهدف إلى إضفاء الشرعية على سياسات الاحتلال، وأن الحل يكمن في قيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس.

جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس اليوم الخميس، عقب اجتماع برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأكد المجلس أن "خطة السلام الأميركية المزعومة تهدف إلى إضفاء الشرعية على سياسات الاحتلال والتدمير والقمع في فلسطين والقدس".

وشدد على "أنّ الحل في الشرق الوسط لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة متصلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود العام 1967".

كما اعربت جميع الأحزاب في البرلمان التركي، في بيانٍ مشترك، عن رفضها واستنكارها لصفقة القرن، التي تهدف لإعطاء شرعية دولية للاحتلال.

وأكدت دعم تركيا للحق الفلسطيني المشروع على جميع الأصعدة وفوق كل المنابر.

سويسرا تعلن موقفها

من جهته، أكد المجلس الاتحادي السويسري التزامه بتحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، عن طريق التفاوض، وفقا لقرارات الأمم المتحدة والمعايير المتفق عليها دوليا.

ودعت سويسرا، بصفتها الدولة الوديعة لاتفاقيات جنيف، جميع الأطراف إلى الامتثال للقانون الإنساني الدولي، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا).

وكان رئيس بعثة دولة فلسطين لدى الاتحاد السويسري السفير إبراهيم خريشي أجرى اليوم الخميس اتصالات بالجهات الرسمية السويسرية لتحديد موقف سويسري من "صفقة القرن".

لوكسمبورغ تطالب بحل الدولتين

إلى ذلك، قال وزير خارجية لوكسمبورغ، يان جان أسيلبورن، إن بلاده تواصل دعمها لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني عن طريق حل الدولتين على أساس حدود 4 يونيو 1967 "إسرائيل وفلسطين"، تتعايشان بسلام وأمن داخل حدود معترف بها دولياً، مع القدس عاصمة للدولتين. ولكي يكون قابلاً للتطبيق، يجب التفاوض على هذا الحل بين الطرفين والوفاء بالتطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين.

وأضاف في بيان أصدره، اليوم الخميس، "حول عملية السلام في الشرق الأوسط"، إن أي حل "يجب أن يقوم على أساس احترام القانون الدولي وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة وعلى معايير مقبولة دولياً".

وتابع: لا ينبغي استخدام أي مبادرة كذريعة لارتكاب انتهاكات جديدة للقانون الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة أو لتبرير إنشاء مستوطنات في نفس الأرض.

كما جدد وزير خارجية لوكسمبوغ التأكيد على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334، وقال "إن قيام إسرائيل بإنشاء مستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ليس له أي أساس قانوني ويشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وعقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين وإقامة سلام شامل وعادل ودائم".

من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خرج بـ"مشهد مهين للشرعة الدولية، ضارباً عرض الحائط  قرارات الأمم المتحدة، معلناً عما تسمى بصفقة القرن، وكأن السلام بحاجة إلى صفقة بمثابة جريمة نكراء، لأنها أهدرت حق شعب وطمست أنبل قضية وجدانية، وألغت وطنا عربيا اسمه فلسطين".

وأضاف أن "فلسطين هي القضية الساكنة في القلب والوجدان، لأنها بوصلة الأحرار في العالم، ففلسطين تتكالب عليها قوى الشر والظلم، عبر صفقة القرن التي أقل ما يقال فيها إنها اغتصاب القرن، وكل ذلك بهدف انهاء القضية والحقوق الفلسطينية".

وتابع أن "فلسطين ستبقى قضية الأمة تتوارثها الأجيال، أما القدس فهي تمثل نبض القضية وروحها الجامعة للأديان السماوية".

وقال إن "ضاعت القدس ضاعت كل فلسطين، وإن ضاعت فلسطين ضاعت الأمة العربية، وضاع معها تاريخها وعزتها وكرامتها".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد