استغراب إسرائيلي للصمت العربي حيال صفقة القرن

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أعرب صحفي ومحلل إسرائيلي عن استغرابه من ما سماه "الصمت العربي المطبق" حيال صفقة القرن المزعومة، مرجعا ذلك إلى أسباب بينها "تراجع اهتمام الأنظمة العربية بالقضية الفلسطينية" لصالح ملفات أخرى كالصراع مع إيران والحرب في ليبيا.

وقال غرانوت محلل الشؤون العربية بصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية  إن "الحدث الأكثر إثارة بالشرق الأوسط بعد ما نشر عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الهدوء النسبي الذي ساد لاحقاً".

وأضاف: "صفقة القرن التي تسحب البساط من تحت المطلب العربي التقليدي بإقامة دولة فلسطينية على كل أراضي الضفة الغربية وعاصمتها القدس ، كان متوقعا أن تحدث ضجة كبيرة، وتخرج المتظاهرين في الدول العربية للشوارع".

ولفت إلى أن الحديث عن الصفقة المزعومة كان من المتوقع أيضاً أن يُقابَل بإدانات وتهديدات من قبل القادة العرب، "لكن أي من ذلك لم يحدث"، معتبرا أن "أحد أسباب الصمت العربي يتعلق بترتيب أولويات الأنظمة العربية".

وأشار في هذا الصدد إلى أن أحداث الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، وما تزال تبعاتها متواصلة صعدت قضايا باتت أكثر إلحاحا على جدول أعمال الأنظمة العربية، "وتم دفع الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني إلى الزاوية".

وتابع : "بكلمات أخرى، الصواريخ الإيرانية التي أصابت منشآت النفط في السعودية (14 سبتمبر/أيلول الماضي)، والنفقات المهولة للحرب التي لا نهاية لها باليمن وتهديد النووي الإيراني، أمور تقلق الآن (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان أكثر من الطريقة التي سيتم بها تقسيم الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين بالضفة".

وتطرق المحلل الإسرائيلي لما نُسب، بحسب تقارير صحفية لولي العهد السعودي خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، في نوفمبر/تشرين الأول 2017 عندما سأله بن سلمان : "ماذا سيضيركم لو قامت العاصمة الفلسطينية في أبوديس وليس القدس الشرقية...؟".

وقال غرانوت، إن السعوديين وباقي دول الخليج "ضاقوا ذرعا بالبقاء طوال سنوات رهائن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني". بحسب ما نقلته الأناضول.

اقرأ/ي أيضا.. السعودية: الإسرائيليون غير مرحب بهم في المملكة حاليا

ونوه إلى أن دول خليجية، وانطلاقا من هذه الزاوية، بدأت في كسر جدار حظر التطبيع مع إسرائيل، حتى قبل التوصل إلى حل نهائي للصراع مع الفلسطينيين.

واعتبر أن توقيع وزير الداخلية الإسرائيلي آرييه درعي، الأحد، على مرسوم يقضي بالسماح لرجال أعمال إسرائيليين بالسفر إلى الرياض هو أحد الأمثلة على ذلك.

وزادت وتيرة التطبيع، خلال الفترة الأخيرة، بأشكال متعددة بين الإسرائيليين والعرب، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية.

وفي عدة تصريحات له، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو ، عن "تقارب كبير" بين تل أبيب و"الكثير من الدول العربية".

اقرأ/ي أيضا.. ترامب: على الفلسطينيين أن يقبلوا صفـقة القرن لأنها جيدة لهم

ومساء اليوم الاثنين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض، إنه سيتم إعلان تفاصيل الخطة الأمريكية "صفقة القرن" عند الساعة السابعة مساء غد الثلاثاء بتوقيت القدس.

وصفقة القرن المزعومة، هي خطة تدعي واشنطن أنها لتسوية القضية الفلسطينية، دون أن تعطي للفلسطينيين كامل حقوقهم المعترف بها دوليا.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرارا خلال العامين الماضيين، رفض الفلسطينيين لـ"صفقة القرن"، لأنها تُخرج القدس واللاجئين والحدود من طاولة المفاوضات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد