الحديث عن التهدئة مجدداً ناتج عن تخوفات من انفجار غزة

غزة / خاص سوا / دفعت التحذيرات التي أطلقتها المنظمات الاغاثية الدولية من انفجار الأوضاع في قطاع غزة ، كافة الأطراف وتحديداً الجانب الإسرائيلي إلى الحديث مجدداً عن اتفاق تهدئة يمتد لخمس سنوات.


ويرى مختصون ومراقبون تحدثت إليهم وكالة (سوا) أن الحديث مجدداً عن اتفاق تهدئة ناتج عن تخوفات وخشية من قبل المجتمع الدولي وإسرائيل من انفجار الأوضاع بغزة نتيجة بطئ عملية الاعمار والأزمات التي تعصف بالقطاع دون حلول حقيقة.


واقترح موفد الأمم المتحدة للشرق الأوسط روبرت سيري، الاعلان عن وقف اطلاق النار في القطاع لفترة ثلاث إلى خمس سنوات؛ للتقدم في إعادة إعمار ما دمرته الحرب على غزة، قبل أيام من انتهاء عمله بالمنطقة التي استمرت لسبع سنوات ليحل مكانه وزير الخارجية البلغاري السابق نيقولاي ملدانوف.


ونشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية وثائق، قالت إنهت حصلت عليها من جهات دبلوماسية غربية، تبين أن حركة حماس عرضت هدنة 5 سنوات مع إسرائيل مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة، وهو ما نفته حماس على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري.


لكن حماس قالت على لسان المتحدث باسمها صلاح البردويل أن "هناك بعض الجهات الأوروبية (رفض تسميتها) عرضت مقترحا منذ ثلاثة أسابيع على حركة حماس، بأن تكون هناك تهدئة لمدة ثلاث سنوات مقابل الإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة".


الانتخابات الفيصل


ويرى المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر بأن التهدئة طويلة الأمد بين القطاع وإسرائيل، قد يتم التوصل لها لكن بعد الانتخابات الاسرائيلية.


وقال لـ(سوا) إن المجتمع الدولي بات يخشى من اندلاع مواجهة جديدة في القطاع(..) مشيراً إلى أن التحذيرات الدولية التي تحدثت عن انفجار الأوضاع بغزة صدرت عن مؤسسات وازنة الأمر الذي سيضع أعباءً اضافية على صناع القرار الاقليميين والعالم.


وأوضح أن هناك حراكاً يجرى في الكواليس بوساطات أوروبية من الدرجة الأولى منذ انتهاء الحرب الأخيرة، وربما هذه الوساطات أسفرت عن مسودة أو أفكار أولية من قبل الاوروبيين عرضت على حماس واسرائيل.


ولفت أبو عامر بأن الجانب الاسرائيلي يخشى في الوقت الحالي عن الاعلان عن هكذا هدنة بسبب قرب الانتخابات الاسرائيلية، خصوصاً مع في الدعاية الانتخابية عن فشل الحرب الأخيرة في تحقيق أهدافها.


وبين أن حماس تحتاج لهذه الهدنة إلا أنها تريد ثمناً مقابلها يتمثل في رفع الحصار، لافتاً لحراك اقليمي دولي قلق من الوضع في غزة ويخشى اندلاع مواجهة جديدة.


وقال أبو عامر: "أي كانت نتائج الانتخابات الاسرائيلية القادمة لا شك باننا سنكون امام واقع جديد بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية ، وبعدها يمكن الحديث مع حماس والقوى الدولية حول طبيعة اتفاق التهدئة".


تهدئات هشة


من جانبه، أوضح المحلل السياسي "حسن عبدو" أن الحديث عن تهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي كانت مطروحة طوال السنوات الماضية، وحديث بعض الهدنات التي اخترقها الاحتلال الإسرائيلي والتي تدحرجت لتصل إلى مواجهة تستمر لأيام.


وبين عبدو في حديث مع وكالة (سوا) أن الوضع الحالي يفرض تهدئة هشة، فعندما يرد الاحتلال التصعيد في غزة يبدأ بالتصعيد حتى يصل للمواجهة، مستدركاً "المقاومة خلقت توزان ردع متبادل كبل يد الاحتلال عن اعتداءاته اليومية تجاه غزة".


وحول قضية التهدئة الطويلة التي قيل أن سيري نقلها من حركة حماس للاحتلال الإسرائيلي، أشار إلى أن أي طرف فلسطيني لا يستطيع بشكل منفرد أن يبرم تهدئة طويلة تستمر لسنوات، وذلك لغياب الاجتماع، حيث تصبح تلك التهدئة لا فائدة منها إن حدثت.


وشدد على أنه بدون اجماع كافة فصائل المقاومة على تهدئة طويلة الأمد لن تكون مثل تلك التهدئات.


هذا وتبقى الأيام القادمة تحمل بين طياتها ما تخبئه لغزة وللعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي والذي حذرت منه الكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية في ظل اشتداد الحصار وعدم بدء دوران عجلة إعادة الإعمار.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد