السفير اللوح: انتهجت سياسة الأبواب المفتوحة وما يُروج عن إغلاق معبر رفح شائعات
قال دياب اللوح سفير فلسطين في القاهرة، إنه انتهج منذ توليه منصبه كسفير لفلسطين في مصر، سياسة الأبواب المفتوحة والتواصل المباشر مع أبناء شعبنا الفلسطيني.
وأضاف اللوح في حوار أجراه الصحفي محمد الصوير من غزة عبر الهاتف أنه بتوجيهات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، تعمل السفارة على حماية مصالح أبناء شعبنا الفلسطيني في جمهورية مصر العربية.
وفي سياق متصل، نفى اللوح ما يتردد حول إغلاق السلطات المصرية معبر رفح لفترات طويلة، موضحا أن "كل ما يُروج غير صحيح وعبارة عن شائعات يتم ترويجها من قبل جهات مشبوهة". وفق تعبيره.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما هي الخصوصية التي تتميز بها سفارة دولة فلسطين في مصر عن باقي السفارات الفلسطينية الأخرى الموجودة في مختلف أنحاء العالم؟!
بداية أرحب بكم الأستاذ الصحفي محمود الصوير وأشكرك على اتصالك الهاتفي لإجراء هذه المقابلة. وأشكركم لسعيكم لوضع شعبنا الفلسطيني المناضل في داخل الوطن وخارجه في سوره عمل سفارة دولة فلسطين لدي جمهورية مصر العربية الشقيقة ، وكذلك عمل مندوبية دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية.
إن سفارة دولة فلسطين في مصر سفارة كبيرة تعمل في جمهورية مصر العربية الشقيقة الكبرى، ما يميز عملنا نحن هنا في السفارة هو إننا نعمل على جبهتين الجبهة الأولى العمل الدبلوماسي الرسمي وهذا يتطلب تعميق وتطوير العلاقات التاريخية الممتدة بين دولة فلسطين وجمهورية مصر العربية الشقيقة، وتعزيز العلاقة والتشاور السياسي بين القيادتين الفلسطينية والمصرية خصوصاً ونحن في فلسطين في مرحلة تاريخية دقيقة أحوج ما يكون فيها إلى دعم مصر الشقيقة الكبرى ونحن ممتنون لما تقدمه مصر للقضية الفلسطينية وللكفاح الوطني الفلسطيني المستمر، وللشعب الفلسطيني المناضل الصامد على أرضه من دعم سياسي ودبلوماسي وقانوني مستمر في كل المحافل السياسية الإقليمية والدولية. أيضا وأؤكد لأبناء شعبنا أن المقولة التي أطلقها فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي والتي تقول: (مصر توافق على ما يوافق عليه الشعب الفلسطيني، وترفض ما يرفضه الشعب الفلسطيني) باتت هذه المقولة قاعدة أساسية في التعامل مع الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية متمسكون بهذه المقولة التي وضعت شبكه أمان حول الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، كل الشكر والتقدير لمصر الشقيقة الكبرى رئيساً وحكومةً وشعباً على ما تقدمه من دعم مستمر للشعب الفلسطيني المناضل ولقضيته الوطنية العادلة، مصر تقف بثبات الى جانب حقوقنا المشروعة نحو إقامة دوله فلسطينية مستقلة ذات سيادة قابلة للحياة على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أتوجه بالشكر والتقدير للإعلام المصري الذي حمل لواء الدفاع عن القدس والدفاع عن القضية الفلسطينية، نحن هنا في مصر نشعر بان القضية الفلسطينية بكافة تطوراتها اليومية حاضرة في الإعلام المصري بجميع أشكاله وتشكيلاته المرئية والمسموعة والمكتوبة، لا يكاد يمر يوماً إلا وتجد الخبر الفلسطيني موجود في الإعلام المصري خاصة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا والتي تتناقض تناقضاً كاملاً وصارخاً مع القوانين الدولية جمعاء.
الجانب الأخر من جوانب عمل سفارة دولة فلسطين في مصر هو أننا على تماس مباشر مع أبناء شعبنا الفلسطيني حيث نقوم بتقديم خدمات واسعة النطاق لأبناء شعبنا الفلسطيني وطبعا يقف على رأس الدبلوماسية الفلسطينية العامة السهر على رعاية و حماية مصالح أبناء الشعب الفلسطيني ونحن توجيهات السيد الرئيس أبو مازن وتعليمات معالي وزير الخارجية نعمل بكل ما نستطيع وبكل ما اوتينا من قوة لحماية مصالح أبناء شعبنا والسهر على راحتهم وعلى خدمتهم، نحن لدينا جالية كبيره في أنحاء جمهورية مصر العربية الشقيقة، لدينا حوالي ثمانية ألاف طالب يدرسون في الجامعات المصرية، ولدينا 15 ألف الطالب يدرسون في المدارس من الصف الأول الابتدائي حتى الثانوية العامة ، أيضا لدينا المسافرين القادمين إلى مطار القاهرة الدولي والمغادرين منه الى العالم والعكس، ولدينا أيضاً معبر رفح الخارجون منه إلى مصر والعالم الخارجي وكذلك العائدون عبره الى قطاع غزه.
إن ترتيب وتنظيم عملية السفر ما بين معبر رفح ومطار القاهرة الدولي يحتاج منا في السفارة جهد كبير و يومي وعلى مدار الساعة دون توقف. لدينا مندوبين يعملون في معبر رفح، وكذلك لدينا مندوبين يعملون في مطار القاهرة، لدينا مندوبين يتحركون على الطريق الدولي لمرافقة بعض المسافرين وتسهيل سفرهم في الاتجاهين ،أيضا هناك ملف المرضى وهو ملف كبير. المستشفيات المصرية مفتوحة أمام المرضى والجرحى كافة بتعليمات من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأنتهز هذه المقابلة لأتقدم باسم دوله فلسطين رئيساً وحكومةً وشعباً بالشكر لمصر رئيساً وحكومة وشعباً؛ وأتقدم بالشكر الخاص لمعالي وزيرة الصحة ولوزارة الصحة ولأطقم وزارة الصحة وللمستشفيات المصرية التي تتعاون معنا على مدار الساعة لتسهيل وتسريع علاج المرضى الفلسطينيين القادمين إلينا سواءً من الضفة الغربية أو قطاع غزة. أنا أؤكد أن هذا الجانب وهو علاج المرضى في المستشفيات المصرية جانب مهم جداً من الجوانب العديدة المناطة بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة.
كذلك نعمل مع الدول العربية في إطار العمل العربي المشترك، وأيضاً في إطار عمل متعدد الأطراف بمعنى أننا وفى نفس الوقت أيضاً ومن خلال التعاون العربي نعمل مع الدول الصديقة والدول الأخرى ولدينا ثمانية منتديات عربية وعالميه فلسطين حاضرة وموجودة في هذه المنتديات. هذا يعني أن العمل في القاهرة التي تعتبر عاصمة العرب العاصمة السياسية عمل له أهميه كبيرة ويتطلب منا العمل على مدار الساعة ، كذلك نحن نعمل بروح الفريق الواحد سواء داخل سفارة دولة فلسطين أو في مندوبية دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية.
سياسة الأبواب المفتوحة:-
* كيف استطاعت السفارة أن تتعامل مع مشاكل قطاع غزه بعد أن تم فتح المعبر دون إغلاق على مدار الأسبوع خصوصاً أن لكل مواطن في غزه مشكلته الخاصة به ولديه الرغبة في السفر عبر معبر رفح لقضاء حاجته الملحة، وهل تم احتواء هذا الكم الكبير جداً من المشاكل؟!
أجاب السفير "اللوح" مرة أخرى أجدد الشكر والتقدير لمصر الشقيقة الكبرى، والشكر الخالص والخاص لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وجه بان يعمل معبر رفح على مدار أيام الأسبوع بشكل كامل وهذا خفف من معاناة أبناء شغبنا في غزة. تعلم أن حاجة السفر في عصرنا الراهن أصبحت حاجة ملحة.
بالنسبة للإنسان و بالنسبة للمواطن الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص المواطن الفلسطيني الذي يقع تحت الحصار في قطاع غزه. منذ أن تسلمت مهامي كسفير لدولة فلسطين في جمهوريه مصر العربية الشقيقة انتهجت سياسة الأبواب المفتوحة والتواصل المباشر مع أبناء شعبنا، كما قلت لك نحن نعمل بروح الفريق الواحد لدينا أقسام تخصصية بالسفارة تسهر وتعمل على مدار الساعة لتقديم خدمات لمئات المواطنين الفلسطينيين سواء القادمين إلينا من خارج الجمهورية او القادمين إلينا من داخل الجمهورية، أنا شخصيا كسفير بابي مفتوح لجميع أبناء شعبنا في كل وقت وفي آي وقت يحتاجونه. هذا جانب من جانب أخر دورنا كسفارة يبدأ من لحظة وصول المواطن الفلسطيني للصالة المصرية في معبر رفح، بمعنى أننا كسفارة نقوم باستقبال المواطن الفلسطيني وتسهيل سفره، ومتابعة شؤون المواطنين الفلسطينيين المسافرين على الطريق الدولي الممتد بين معبر رفح والإسماعيلية في الاتجاهين، وهناك طبعا يعني تنسيق وتعاون كامل بيننا وبين الجهات السيادية المصرية. حاجات أبناء شعبنا كبيرة وما هو متاح بأيدينا قليل مقارنة بالحجم الكبير لهذه الحاجات؛ لكننا نعمل على توظيف هذه الإمكانات القليلة الموجودة بين أيدينا لخدمة أبناء شغبنا بما بلبي الحد الأدنى من احتياجاتهم. على سبيل المثال لدينا مرضى وجرحى لديهم تحويلات طبية من وزارة الصحة الفلسطينية يعالجون في المستشفيات الحكومية المصرية أي مستشفيات الأمانة العامة التابعة لوزارة الصحة المصرية.
نحن نستقبل هؤلاء المرضى نعطيهم كتب توجيه، نساعدهم في حل الإشكاليات إن وجدت داخل المستشفيات مثل شراء الخدمة، المساهمة في شراء، أحياناً إذا كانت المبالغ بسيطة تقوم السفارة بتغطية هذه المبالغ؛ أما إذا كانت المبالغ كبيرة فإن السفارة تساهم بجزء من هذه المبالغ حسب إمكانيات السفارة، أو نتواصل مع المستشفيات حتى تقوم بتغطية هذه المبالغ لأن المواطن الفلسطيني يحمل تحويلة طبية مغطاة مالياً من وزارة الصحة الفلسطينية والمفروض أن يتم تحميل كل التكلفة على هذه التحويلة. لذلك فإن سياسة الأبواب المفتوحة والتواصل والتماس المباشر ساهم في جسر الهوة وتقريب الحالة بين السفارة والمواطنين الفلسطينيين.
* بصراحة ما هي المشاكل التي تعترض عمل السفارة الفلسطينية في القاهرة ؟
يعني ليست هي مشاكل بمعنى مشاكل، ولكنها أعباء يومية كبيرة وثقيلة فنحن نتبع سياسة تسريع انجاز المهام اليومية الملقاة على عاتق الأقسام المختلفة في السفارة، حتى لا نتأخر ولا يتأخر المواطن الفلسطيني عن إتمام احتياجاته وانجاز أعماله في جمهورية مصر الشقيقة.
إذا كان هناك بعض الاشكاليات نتابعها من خلال السفارة مع الجهات الاختصاص المصرية بكافة تخصصاتها، وأؤكد أن هناك تعاون بين السفارة وهذه الجهات المصرية الشقيقة المسئولة التي أشكرها على تعاونها المستمر معنا الأمر الذي يساعدنا في حل هذه الإشكاليات إن وجدت. لا أستطيع أن أحدد مشكلة بعينها فهناك إشكاليات مشتركة لبعض المواطنين وهناك إشكاليات فردية لكل مواطن على حدة. ونحن كسفارة نتعامل مع كل حالة على حدة، ونحاول تخفيف المعاناة وتسهيل حاجة المواطن الفلسطيني.
* ما هي أهم الانجازات التي حققتها السفارة لصالح المواطنين الفلسطينيين في مجال تلقي العلاج والتعليم في مصر؟!!
بداية أود أن أوضح أننا نعمل بقانون التواصل والتراكم، المسألة ليست عهدي أو عهد من سبقني! سفارة فلسطين في مصر هي السفارة عريقة، سفاره موجودة منذ عشرات السنين تعمل لخدمة القضية الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا ولخدمة أبناء شعبنا. على صعيد الملف الطبي نحن لدينا مستشار طبي بالسفارة متخصص في هذا الشأن ومعه فريق يعاونه في ذلك. أود أن أطمئنكم أن هناك ترحيب مصري، أبواب المستشفيات المصرية الحكومية وهي مستشفيات عريقة تقدم خدمات طبية متميزة مفتوحة أمام أبناء الشعب الفلسطيني لتلقي العلاج اللازم، وكذلك المستشفيات الخاصة أيضاً مفتوحة أمام أبناء الشعب الفلسطيني ولكن لا تشملها التحويلة الطبية التي تغطي العلاج في المستشفيات الحكومية فقط.
أنا أؤكد من خلال زيارات ميدانية قمت بها للعديد من المستشفيات الحكومية المصرية لعيادة مصابي مسيرات العودة بأن هذه المستشفيات مشهود لها وعلى درجة عالية جداً من الكفاءة.
وأود أن أشير هنا إلى أن هذه المستشفيات قدمت الرعاية الطبية الكاملة المطلوبة لجميع مصابي وجرحى مسيرات العودة الذين تم تحويلهم للعلاج فيها وأي إشكالية تواجه أي جريح أو أي مريض ويتصل علينا نحن نقوم فوراً بالتواصل حتى مع الطبيب المختص بالقسم ، كما ونتواصل نحن مع الوزارة مع الأمانة العامة مع المستشفى مع القسم الموجود به المريض حتى مع الطبيب المعالج لتذليل أي إشكالية قد تظهر خلال تلقي المريض العلاج. هذه السياسة تأتي في إطار دعم استراتيجية السلطة الوطنية الفلسطينية للانفكاك التدريجي عن الجانب الإسرائيلي، خصوصاً في مجال التحويلات الطبية ووقف العلاج في المشافي الإسرائيلية. والأمر لا يقتصر على التحويلات الطبية بل تشمل كذلك الأدوية والأمصال خصوصاً أمصال الأفاعي على وجه الخصوص، وهناك زراعة الأعضاء مثل الكبد والكلى وهي غير مشمولة بتغطية من موازنة دولة فلسطين المعتمدة من جامعة الدول العربية بل تغطيها وزارة الصحة الفلسطينية مباشرة.
أؤكد بما لا يدع مجالاً للشك لا يوجد علينا قيود في المجال الطبي، أما في المجال التعليمي فلدينا تسهيلات مستمرة منها مثلاً أن الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة من الأراضي الفلسطينية الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس يحصلون على خصم خمسون بالمائة من قيمة الرسوم الجامعية بكافة التخصصات في جميع الجامعات الحكومية المصرية.
*هناك من يشكو بأن السفارة لا تكترث لشكاوي المواطنين وأنهم يحاولون الاتصال بها بشتى الوسائل عند حدوث أي مشكلة معهم، ولكنها لا تحرك ساكناً تجاه معاناتهم!! وتعاملهم بأسلوب التطنيش!! بماذا يرد سعادة السفير؟!
أجاب نحن نستقبل كل شكاوي المواطنين إما مباشرة أو عن طريق هواتف السفارة أو الفاكس أو الايميل. هناك نوعان من القضايا، قضايا لها علاقة بالسفارة يتم معالجتها فوراً. وهناك قضايا ليست مرتبطة بالسفارة ومتعلقة بجهات مسئولة جهات اختصاص في الدولة المضيفة مصر الشقيقة، هذا الجانب من القضايا يحتاج الى متابعة، يعني نحن من يقوم برفع هذه القضايا إلى جهات الاختصاص في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وهي طبعا تتعاون معنا مشكورة لمعالجة هذه القضايا، مثلا يحدث أحياناً أن هناك احتياجات للمواطنين في مطار القاهرة فيتوجه مندوب السفارة فوراً إلى المطار للتدخل وحل هذه الإشكالية، أيضاً قد تواجه بعض المواطنين إشكاليات في معبر رفح فنعطي التعليمات اللازمة لمندوبنا في المعبر لمعالجة هذه الإشكاليات على وجه السرعة، كذلك العمل على إدخال الجثامين للمواطنين المتوفين سواء داخل مصر أو خارجها، وفي أغلب الحالات يتم نقل الجثامين من المشافي وحتى معبر رفح ومنم المطار وحتى معبر رفح على نفقة سفارة دولة فلسطين، وذلك يتم دون تأخير بالتعاون مع جهات الاختصاص في مصر. جانب أخر هناك بعض الإشكاليات أو القضايا يكتنفها تعقيدات مرتبطة بأصحابها، هذه التعقيدات بحاجة إلى وقت لمعالجتها، وأؤكد لكم بنسبة 100% أنني تابعت وأتابع جميع المشاكل والقضايا التي وصلتني ورفعتها الى الجهات المصرية صاحبة الاختصاص وأتابعها مع الجهات المسئولة وهناك حلول لبعض القضايا وقضايا أخرى لا تزال تحت المتابعة. وبكل تأكيد ليس هناك تطنيش أو إهمال أو استبعاد لأي مشكلة تصلني.
جميع وسائل التواصل متاحة!
* هل هواتف ووسائل التواصل مع السفارة متاحة للمواطنين للتحدث معكم ومع مسئولي السفارة؟!
الاجابة/ جميع وسائل التواصل الهاتفية والالكترونية متاحة هواتف محمولة هواتف أرضية فاكس ايميل واتس أب .... جميع هذه الوسائل متاحة دون تعقيدات، أنا يصلني يومياً عدد كبير من رسائل وقضايا المواطنين عبر هذه الوسائط وهذا ينطبق كذلك على كافة مسئولي السفارة. المشكلة هي وجود قضايا قديمة ليست متعلقة بالسفارة وعلى الرغم من ذلك نتدخل تلمساً من السفارة للمساهمة في حل مشاكل المواطنين والتخفيف عنهم. وأنا أؤكد أن هناك حرص من الجهات المصرية لحل مشاكل المواطنين الفلسطينيين. بكل صدق أقول مصر تتعامل مع المواطنين الفلسطينيين على قاعدة من العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين البلدين وبين الشعبين.
منغصات عمل السفارة:-
* ما الأشياء التي تزعج السفارة وتنغص عليها وتتمنى أن يتوقف المواطنين عن القيام بها ؟!
هناك مثلا مسألة التحويلات الطبية، نحن ناشدنا وزارة الصحة الفلسطينية ودائرة العلاج بالخارج في قطاع غزه والضفة الغربية أن يتم تحويل المرضى لنا بالتنسيق معنا، المريض الذي يأتي إلى الجمهورية يجب ان يكون له سرير وجاهزية لاستقباله في أحد المستشفيات المصرية. نحن نفاجأ بقدوم المريض إلى السفارة، نتواصل مع الأمانات العامة للمستشفيات المصرية التابعة لوزارة الصحة، أحياناً لا يكون قدرة لدى هذه المستشفيات لاستيعاب هؤلاء المرضى، هناك محطة في مدينة العريش المفروض على جميع المرضى المرور على هذه المحطة وينتظر حتى يتم توفير سرير له، للأسف الشديد أن الغالبية العظمى لا يمرون على هذه المحطة ويأتون مباشرة للمستشفيات دون سابق إنذار فيقول له المستشفى لا يوجد سرير راجعنا بعد أسبوع مثلاً . نحن نتدخل إذا كانت الحالة حرجة أو ملحة وتحتاج إلى إدخال فوري، نحاول ونبذل جهداً وننجح في ذلك. أما إذا كانت الحالة تستطيع الانتظار ممكن ان تنتظر. على سبيل المثال أقسام الطوارئ بالمستشفيات نظرا لكثره حوادث الطرق في عموم الجمهورية يعني أحياناً قد لا تجد سريراً فارغاً، وأحيانا من شدة الضغط قد لا تجد سريراً في أقسام الرعاية الأولية التي هي أصلاً غير مشمولة بتغطية من وزاره الصحة الفلسطينية.
وما دخل المواطن بذلك؟!
*لكن المشكلة التي تتحدث عنها ليس للمواطن دخل فيها هذه مشكلة سببها ضعف أو انعدام التنسيق بينكم وبين وزارة الصحة الفلسطينية وخصوصاً دائرة العلاج في الخارج. أليس كذلك؟
الاجابة/ المشكلة هي أن المواطن بمجرد أن يحصل على التحويلة الطبية يسافر دون أدنى تنسيق مع السفارة؟!
معاناة عدم التنسيق بين المواطن والسفارة:-
* وكيف ينسق المواطن معكم يا سعادة السفير قبل سفره للعلاج؟!
دعني أشخص لكم المشكلة جيداً، هندما يحصل المريض على تحويلة طبية يقوم ومعه مرافق بالسفر إلى مصر لتلقي العلاج ظناً منه أن سيتلقى العلاج فور وصوله. أحيانا تكون هناك معيقات أو بعض التأخير للأسباب التي ذكرتها آنفاً ولكن في الوقت نفسه هذا المريض بحاجة منذ وصوله إلينا سواء دخل المستشفى أو لم يدخل لمتابعة ورعاية وتدخل من قبل السفارة حتى يحصل على العلاج المأمول. مثلاً المرضى المحولين لإجراء عمليات زراعة أعضاء، هم يحتاجون إلى وقت لإعدادهم وتجهيزهم للزراعة، وربما المستشفيات أو المراكز المحولين إليها لا تستطيع استقبال عدة مرضى للزراعة في الوقت نفسه. هي تعمل على التوالي في هذه الحالات، أنا شخصياً أكون في غاية الاحراج حينما يأتي مواطن وينتظر ستة شهور أو أكثر حتى يصله الدور لإجراء عملية الزراعة. هذا الانتظار يكلف المواطن ويرهق كاهله. في كل الأحوال نحن نسعى جاهدين للسهر على خدمه أبناء شعبنا ورعاية مصالحهم وتسهيل إقامتهم في جمهوريه مصر العربية.
* هل أثر الانقسام على عمل السفارة بشكل أو بأخر؟!
أجاب السفير "اللوح" نحن نثمن ونقدر عاليا الدور المصري العظيم لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية ووضع الواقع الفلسطيني على أعتاب مرحلة جديدة من الشراكة والوفاق الوطني الفلسطيني، ثانياً نحن نرحب ونتمسك بشدة بهذا الدور المصري العظيم، ونرحب بأي جهد أخر يدعم الدور المصري المخلص والرائد. ثالثاً نحن في سفارة دولة فلسطين في جمهورية مصر العربية وبتوجيهات واضحة وصريحة من سيادة الرئيس أبو مازن نتعامل مع جميع أبناء الشعب الفلسطيني على قدم المساواة بعيداً عن أي تصنيف أو تمييز أو خلفية سياسية. أبواب السفارة مفتوحة لكل أبناء الشعب الفلسطيني، لكل المواطنين الفلسطينيين بدون استثناء، سابقاً وحالياً كانت السفارة سفارة جميع ألوان الطيف الوطني والسياسي والاجتماعي الفلسطيني بغض النظر عن الانتماء السياسي والخلفية السياسية أو حتى منبته الجغرافي.
إشكاليات قوافل الحج والعمرة:-
* سعادة السفير كيف تمكنتم من حل إشكاليات الحج والعمرة خصوصاً بعد أن كانت رحلات العمرة قد توقفت لعده سنوات من قطاع غزة، والآن عادت إلى طبيعتها؟
فعلاً تم بحمد الله استئناف تسيير قوافل المعتمرين من قطاع غزة إلى الأراضي الحجازية بعد توقف استمر أربع سنوات، وعلى قاعدة أن ملف الحج والعمرة هو ملف وفاق وطني فلسطيني لا يتاثر بحاله الانقسام وبتوجيهات مباشرة من فخامة الرئيس أبو مازن وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والجهات المختصة في مصر، تمكنا بفضل من الله سبحانه وتعالى من تسيير رحلات العمرة في العام الماضي والعام الحالي وتذليل كل العقبات التي كانت تعترض تسيير رحلات العمرة على مدار السنوات الماضية.
في العام الماضي كانت رحلات العمرة تنطلق أسبوعياً، وهذا طبعا كان يتطلب إغلاق معبر رفح يومين في الاتجاهين أسبوعياً يوم لخروج المعتمرين ويوم لعودتهم، بالإضافة عطلة نهاية الأسبوع الجمعة والسبت من كل أسبوع، وبناء على ذلك لم يكن يتبقى للمسافرين العاديين سوى ثلاثة أيام. أما في الموسم الحالي2019/ 2020 وباتفاق مع شركات الحج والعمرة ووزارة الأوقاف الفلسطينية والخطوط الجوية الفلسطينية ووزارة المواصلات الفلسطينية وجهات الاختصاص في مصر اتفقنا أن يتم تسيير قوافل العمرة لهذا الموسم كل أسبوعين حتى يكون هناك فرصة أكبر للمسافرين من قطاع غزة، وبموجب الاتفاق يتم تخصيص يومين كل أسبوعين يوم الأحد لسفر فوج جديد من المعتمرين ويوم الاثنين لعودة فوج سابق من المعتمرين.
الهدف الثاني هو إعادة تنشيط هذا القطاع الاقتصادي المهم من القطاعات ألاقتصادية في قطاع غزة والذي يعتاش منه مئات الأسر والعوائل، هناك أكثر من 70 مكتب حج وعمره في قطاع غزة يعمل فيهم عشرات ومئات الموظفين، لذلك كنا حريصين على إعادة تنشيط هذا القطاع. وأيضا لدينا كامل الجهوزية لتسيير رحلة الحج من قطاع غزه إلى الديار الحجازية وبالعكس بانتظام وبتسهيلات يمكن أن أقول أنها وقياسا بالظروف التي يمر بها الطريق الدولي من معبر رفح وطريق الاسماعيلية وطريق القاهرة تسهيلات قياسية، نحن بحمد الله جاهزون ومستعدون لاستقبال المزيد من أفواج المعتمرين والحجاج الكرام.
*هناك أخبار متداولة عن إغلاق السلطات المصرية معبر رفح لفترات طويلة والعودة كالسابق وفتحه عدة أيام خلال فترات متباعدة؟!!
أجاب السفير "اللوح" أن كل ما يُروج عن إغلاق السلطات المصرية معبر رفح لفترات طويلة غير صحيح، وهو وعبارة عن شائعات يتم ترويجها من قبل الجهات المشبوهة ، وأننا نعمل كسفارة فلسطينية على مدار الساعة مع الأشقاء المصريين لضمان استمرارية عمل معبر رفح وحرص مشترك للتخفيف معاناة أهل غزة وقضاء حاجاتهم في التنقل والسفر واكمال تعليمهم وعلاجهم وقضاء مصالحهم الحياتية المتعددة.
* مواقفكم إزاء التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية في مختلف القضايا السياسية؟
تحدث السفير "اللوح" عن علاقات فلسطين الدبلوماسية والتواصل المستمر من خلال المحافل القانونية الدولية المنظمات الدولية وسفارات دولة فلسطين في العالم، ونقل رسالة شعبنا الفلسطيني وانتزاع حقوق شعبنا ، وانضمام فلسطين للعديد من المؤسسات الدولية وأبرزها محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، واعتراف 137 دولة بفلسطين في الأمم المتحدة بصفة دولة مراقب منذ عام 2012 حتى تاريخه والتحاق فلسطين بالانضمام والتوقيع على 110 معاهدة دولية ، كما ونجحنا في التصدي لما يُسمى ب صفقة القرن ، وأن القيادة الفلسطينية متمثلة بالسيد الرئيس تخوض حربا دبلوماسية سياسية على مستوى العالم ، قائلا "أننا لسنا بخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكننا ضد الانحياز الأمريكي الواضح تجاه اسرائيل والقرارات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي "ترامب" ، مؤكدا أن مواقف الدول العربية مواقف مشرفة وراسخة تجاه القضية الفلسطينية وفق ما أقرته القرارات الأممية الدولية، ومبادرة السلام العربية المتمثلة في نيل الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة وتقرير مصيره في الحرية والاستقلال ، كما وشكر الشعوب العربية في الوطن العربي بدعمهم المتواصل للقضية الوطنية الفلسطينية ، ورفضهم المتواصل طمس القضية وهويتها.