هل تجتاح إسرائيل مدن الضفة رداً على وقف التنسيق الأمني؟

غزة / خاص سوا / تعالت الأصوات الاسرائيلية المطالبة بمعاقبة السلطة الفلسطينية على قرار وقف التنسيق الأمني ، حيث أكد أكثر من مسؤول في السلطة على ان الرئيس عباس تلقى فعلياً تهديدات مباشرة من اسرائيل باجتياح الضفة الغربية في حال تم تنفيذ القرار.


وقال المتحدث باسم حركة (فتح) أحمد عساف في تصريحات لقناة عودة الفضائية ، إن إسرائيل هددت الرئيس بإعادة احتلال الضفة الغربية بشكل كامل والتحلل من كافة الاتفاقيات مع السلطة في حال أوقفت الأخيرة التنسيق الأمني مع إسرائيل.


وفي ذات السياق، أكد المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم الأجهزة الامنية بالضفة الغربية عدنان الضميري، في اتصال مع وكالة (سوا) أن قيادة الأجهزة الأمنية لم تتلقى أي تعليمات حتى اللحظة بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، مشيراً إلى أن القرار بذات الشأن يصدره وزير الداخلية رامي الحمد الله وأن قيادته لم تتلقى أي إشارة في ذات الخصوص.


واستبعد المحلل والمختص في الشأن الاسرائيلي أكرم عطا الله أن تقوم السلطة بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل في الوقت الراهن وخصوصاً قبيل الانتخابات الإسرائيلية، خشية من تأثير القرار على الانتخابات وأن يؤدي ذلك إلى فوز القوى اليمينية.


وأشار عطا الله خلال حديث مع وكالة (سوا) إلى أن القرار لا يعد بالقرار السهل على القيادة الفلسطينية، إذ من الممكن أن تتبعه عواقب وخيمة تتمثل في اجراءات عقابية كبيرة من قبل إسرائيل على السلطة.


وأوضح عطا الله أن من بين الخطوات العقابية الإسرائيلية، تنفيذ اعتقالات واقتحامات في المناطق المصنفة (أ) ضمن اتفاقية أوسلو بحجة عدم التنسيق بينها وبين السلطة وتحملها بنفسها المسؤولية الأمنية، بالإضافة إلى الاستمرار في وقف التحويلات المالية والاستمرار في الاستيطان وصولاً إلى العمل على انهيار السلطة.


لكن عطا الله يستبعد في ذات الوقت ، أن تعمل إسرائيل على انهيار السلطة بالكامل ما إن التزمت الأخيرة بالحفاظ على وظائفها الأمنية والبقاء على وجودها كسلطة تحت الاحتلال.


بدوره يرى مدير وحدة المشهد الإسرائيلي في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية في عكا، أنطوان شلحت بأن جميع السيناريوهات مفتوحة في حال أوقفت السلطة التنسيق الأمني مع إسرائيل.


وأوضح شحلت في حديث مع وكالة (سوا) أن الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية تستعد في الوقت الراهن لمواجهة أسوأ الاحتمالات في الضفة الغربية، وخصوصاً على صعيد اندلاع مواجهات جديدة وكبيرة مع الفلسطينيين.


وبين أنه من الممكن أن تنفذ إسرائيل في حال أوقفت السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع إسرائيل ووقوع عمليات عسكرية كبيرة ضد إسرائيل كما كان الحال في بداية انتفاضة الأقصى، اجتياحاً كبيراً لمدن ومخيمات الضفة الغربية على شاكلة عملية "السور الواقي" والتي نفذتها إسرائيل عام 2002 وحاصرت فيها الرئيس الراحل ياسر عرفات.


ولفت شلحت إلى أن الوضع الاقليمي وخصوصاً ما تمر به الدول العربية من أحداث راهنة وحروب داخلية وانقسامات يشعر إسرائيل بأن يدها طليقة في الضفة وبإمكانها فعل أي شيء دون أن يلتفت إليها العالم العربي والدول الإقليمية الكبرى المشغولة بمشاكلها.


وكان الجيش الإسرائيلي أجرى خلال في الأيام الأولى من شهر مارس الجاري تمرينا عسكريا هو الأوسع في الضفة الغربية منذ سنوات، وذلك تأهبا لتصاعد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.


وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي حينها ، إن التمرين العسكري الواسع في الضفة الغربية، يأتي على خلفية تقديرات أمنية إسرائيلية حذرت من انفجار الأوضاع في الضفة الغربية، وشملت التدريبات التعامل مع سيناريوهات مختلفة ومن ضمنها مواجهات عنيفة على نطاق واسع في الضفة، وحادث اختطاف، واعتقال عدد كبير من الاشخاص.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد