في حرب الجرف الصامد إعترض قادة إسرائيل على الإعلام العالمي , وإتهمه بعدم المساواة , لأنه كان ينشر صور الدمار في قطاع غزة نتيجة الحرب , ولا ينشر الدمار في سيديروت وباقي المناطق داخل إسرائيل , نتيجة صواريخ الفصائل الإرهابية بحسب قولهم , فكان الرد على هذا الإعتراض من داخل إسرائيل نفسها..

رد على هذا الحدث الكاتب والباحث السياسي "يورام بيري" في كتاب أصدره مركز دراسات الأمن القومي في إسرائيل , وتمت ترجمته الى العربية , كتب الباحث في جانب عن هذا الحدث , أن ما تم الإعتراض عليه هو صحيح بالفعل , ولكن هذا الإعتراض يدل على أن قادة إسرائيل لا يفهمون منطق الإعلام جيداً , لأن الإعلام العالمي لا يعنيه من هوعلى حق ومن هوعلى باطل , بقدر ما يعنيه الصورة الأقوى والأكثر تأثيراً على القارئ , فعندما تتصدر الحرب الصفحات الرئيسية في أشهر الصحف العالمية مثل "واشنطن بوست" أو "التايمز" مثلاً , فمن المؤكد أن المحرر سيختار صورة حي كامل مدمر في غزة , ولا يختار صورة منزل مدمر في سيديروت كي تكون عنوان رئيسي على الصحيفة , لأن صورة الحي المدمر في غزة ستعبر عن الحرب أكثر من صورة البيت المدمر في سيديروت , وهذا هو المطلوب إعلامياً .

هذا الحدث "الجرف الصامد" جعل مراكز الدراسات والأبحاث في إسرائيل تكشف مدى أخطاء قادة إسرائيل إعلامياً , وعدم فهمهم لمنطق الإعلام العالمي , ولذلك فإن صورة الصحفي الفلسطيني كانت أقوى من صورة الصحفي الإسرائيلي , وكانت هي التي تتصدر الصحف العالمية , ورغم أن اللوبيات اليهودية تقريباً تسيطر على الإعلام الأمريكي , فهذا لا يعني أنها تسيطر على الإعلام العالمي , ولا يعني أيضاً أن الإعلام الأمريكي سيقامر بشهرته ومهنيته ورصيده وقرائه بسبب السيطرة أو التسييس..

لقد تفوق الإعلام الفلسطيني على الإعلام الإسرائيلي بنقل الصورة الى الإعلام العالمي , والدليل على ذلك أن ثلثي دول العالم تعترف في فلسطين كدولة لها حقوق وسيادة , وتنتقد سياسة إسرائيل , وكان آخرها قرار محكمة الجنايات الدولية والذي يعبر عن قوة الدبلماسية الفلسطينية , وقوة الإعلام الفلسطيني , وخاصة الإعلام المستقل , له كل الإحترام .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد