حينما يتجاوز الأسير "أحمد زهران" المئة يوم في اضرابه المفتوح عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري، فاعلم أن وضعه الصحي في خطر، وأنه بحاجة الى كثير من العمل لدعم موقفه واسناد خطوته النضالية. ليس هذا فحسب، وانما البحث أيضا عن أدوات أكثر ضغطا وخطوات ذات تأثير أكبر، على الاحتلال من جانب لدفعه للتجاوب مع مطلبه المشروع، وعلى المؤسسات الدولية من جانب آخر كي تتخلى عن صمتها وتتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والانسانية والقانونية وتتقدم خطوة الى الأمام للانتصار لقضيته الانسانية. فكانت لنا هذه المبادرة. فاجتهدنا وبادرنا وكتبنا دعما لحق الأسرى بشكل عام باللجوء الى الإضراب عن الطعام، كشكل من أشكال المقاومة السلمية خلف القضبان، ذودا عن كرامتهم ورفضا لمحاولات اذلالهم ولانتزاع حقوقهم الأساسية. وتضامنا مع الأسير "أحمد زهران" الذي يخوض اضرابا مفتوحا عن الطعام منذ (106) يوما رفضا لاستمرار اعتقاله الإداري دون تهمة.

وتواصلت مع عدد من الأصدقاء المقيمين في دول مختلفة من العالم، وجميع من تحدثت معهم كانوا عند حسن الظن بهم، حيث أبدوا الاستعداد في الترجمة دون تردد. فكانوا حقا أوفياء لقضية الأسرى كما نعرفهم أوفياء للقضية الفلسطينية، وكما هم دائما. فازداد احترامنا لهم وازددنا فخرا واعتزازا بهم. وهنا لا يسعني إلا ان اتقدم بجزيل الشكر لكل الأصدقاء الذين شاركونا الترجمة، وهذا هو النص باللغة العربية، ويليه الترجمة لإحدى عشرة لغة، الإنجليزية، الروسية، الرومانية، الدنماركية، الفرنسية، البلغارية، التركية، النرويجية، السويدية، الألمانية، الهولندية.

عبد الناصر فروانة: لم يكن الإضراب عن الطعام يوماً هو الخيار الأول أمام الأسرى الفلسطينيين، كما لم يكن هو الخيار المفضل لديهم، وليس هو الأسهل والأقل ألماً ووجعاً، وإنما هو الخيار الأخير وغير المفضل، وهو الأشد إيلاماً والأكثر وجعاً، فهم لا يهوون تجويع أنفسهم ولا يرغبون في إيذاء أجسادهم، كما لا يرغبون في أن يسقط منهم شهداء في السجون.

لكنهم يلجؤون لهذا الخيار مضطرين ورغما عنهم، ذوداً عن كرامتهم، ورفضا لمحاولات إذلالهم وتجسيداً لثقافة المقاومة في انتزاع حقوقهم الأساسية، ودفاعاً عن مكانتهم ومشروعية مقاومتهم للمحتل. لذا فمن الواجب دعمهم والوقوف بجانبهم.

والأسير "أحمد زهران" يقدم نموذجا في مقاومة السجان بإضرابه عن الطعام، ويجعل من الجوع ثائرا في وجه الظلم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد