الولايات المتحدة تخوض حربًا باردة مع الصين وتفتح جبهات جديدة مع دول أخرى

أمريكا والصين

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" المزيد من عدم اليقين بشأن اتفاق قال إنه أبرمه مع كبير المبعوثين التجاريين للصين قبل أسابيع فقط، وترك الرئيس ترامب الاقتصاد العالمي في حالة غير مستقرة خاصة عندما هدد حلفاء الناتو واقترح أنه يمكن أن ينتظر لمدة عام للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، مما تسبب في تباطؤ أسواق الأسهم.

قال ترامب للصحفيين خلال ظهور واسع النطاق في لندن مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إن الصفقة التجارية مع الصين قد لا يتم الانتهاء منها إلا بعد الانتخابات الرئاسية 2020 في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، على الرغم أنه لمح في وقت سابق أن الصفقة كانت على وشك الانتهاء، في اشارة إلى أن الحرب التجارية يمكن أن تنتهي.

الجدير بالذكر أن المسؤولين في الولايات المتحدة والصين أعلنوا في منتصف شهر أكتوبر الماضي أنهم توصلوا إلى ما يسمى بالاتفاقية التجارية للمرحلة الأولي، التي تسمح باستئناف عمليات تداول وشراء الصين للسلع الزراعية الأمريكية، في المقابل ستقوم الولايات المتحدة بإلغاء الرسوم الجمركية الإضافية المقررة في 15 أكتوبر.

واشنطن ت فتح جبهات صراعية مع دول أخرى

لم يقتصر الأمر الصراع التجاري المتنامي مع الصين وحدها بل امتد لعدة دول أخرى، حيث قال ترامب أن ادارته تدرس خطط فرض تعريفة جمركية على بعض الصادرات الفرنسية التي قد تصل إلى 100%، سيكون ذلك استجابة للضريبة الفرنسية الجديدة على النشاط الاقتصادي عبر الإنترنت، والتي ستضرب الشركات الأمريكية العملاقة مثل آمازونوفيسبوك، كما وعد ترامب بفرض رسوم جمركية على الألومنيوم والصلب الواردة من البرازيل والأرجنتين، الأمر الذي أثار شكوكًا حول المفاوضات الدولية التي كان من المفترض أن تعمل علي نزع فتيل النزاع المتنامي حيال فرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأمريكية في أوروبا.

أثارت تعليقات وتهديدات ترامب غضب الشركاء التجاريين وأزعجت الأسواق المالية، حيث هبطت أسواق الأسهم في أوروبا والولايات المتحدة، حيث خسر مؤشر داو جونز الصناعي قيمة 400 نقطة.

حرب تجارية طويلة الأمد مع الصين

كثفت الولايات المتحدة والصين حربهما التجارية في عام 2019 مما أغرق الأسواق العالمية في حالة من عدم اليقين، مما ألقى بظلاله على النمو الاقتصادي العالمي، وعلى الرغم من ارتفاع الخصومة الصينية الأمريكية التي تكشفت العامين الماضيين وتجنب البلدين حربًا ساخنة إلا أن الحرب الباردة بينهما لا تزال احتمالًا مخيفًا.

لقد تغير شيء آخر في عام 2019، بمعني أن ما بدأ كحرب تجارية تحول بسرعة إلى مجموعة من الصراعات الأخرى، فقد كانت الحرب التجارية بينهما عبارة عن تعريفات جمركية يتم فرضها من قبل الجانبان على بعضهما البعض حول العجز التجاري الأمريكي وسرقة الملكية الفكرية الصينية.

باختصار، وجدت الولايات المتحدة والصين أنهما منخرطتان في حرب تكنولوجية على الهيمنة العالمية لشركة هواوي الصينية في شبكة اتصالات 5G، ومواجهة أيديولوجية الرد على الانتهاكات المُمارسة بحق الأقليات المسلمة اليوغور في منطقة شينجيانغ الصينية، وكذلك المنافسة بين القوي العظمي الكلاسيكية من أجل الأسبقية في العلوم والتكنولوجيا، والتهديد أيضًا بحرب عملات خاصة بعدما سمح البنك المركزي الصيني لليوان الانخفاض أمام الدولار الأمريكي.

لا تزال إدارة ترامب تُصر على أنه يتعين على الصين تقديم المزيد من التنازلات لحماية الملكية الفكرية، وفتح أسواقها أمام الشركات الأمريكية، بينما تطلب الصين بمزيد من التخفيف لتعريفات ترامب مقابل هذه التنازلات.

لقد حاول المسؤولون الصينيون بشكل متزايد للتغلب على التصريحات اليومية للرئيس ترامب بشأن المفاوضات، وركزوا على محاولة الحصول على أفضل صفقة ممكنة مع الممثل التجاري ووزير الخزانة الأمريكي، إلا أن تصريحات ترامب تلقي اهتمام على وسائل الإعلام وتتابع عن كثب في الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد