(صور) "سوا" ترافق الشرطة النسائية بغزة خلال اقتحام عالم المخدرات والممنوعات
غزة / خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ ترتدي النقيب عاهدة الخضري بزتها الرسمية الخاصة بعملها الشرطي استعداداً ليوم شاق متعدد المهام، لتتوجه إلى مكتبها في مقر شرطة الرمال وسط مدينة غزة لتتابع جميع مهامها، في التنسيق للخروج مع عناصر الشرطة ومواجهة الإشكاليات التي قد يتعرضون لها، وقد تحتاج عنصرا نسائيا لحلها.
وللاطلاع أكثر على طبيعة عمل النقيب الخضري مدير الشرطة النسائية في محافظة غزة، رافقتها "سوا" في واحدة من مهمات مكافحة المخدرات، وتوجهنا مع قوة من عناصر الشرطة إلى إحدى المنازل بمدينة غزة التي وصلت معلومة حول وجود مخدرات وممنوعات به.
وفور وصول القوة الشرطية للمنزل المقصود، سارعت النقيب الخضري وعنصرين من الشرطة النسائية للدخول قبل باقي عناصر الشرطة من الرجال، قائلة "كما ترين نحن في كل منزل نتوجه له لتنفيذ مهمة من المهمات ندخل أولاً لاحترام حرمة البيت وخصوصية النساء في المنزل خاصة أننا نتوجه للمنازل المشتبه بها دون سابق انذار كما يقتضي عملنا".
وأثناء انهماكها بتفتيش واحدة من غرف المنزل تابعت الخضري "نحن نُعتبر عنصر هام جدا لتسهيل عمل الشرطة في البحث والقبض على المتهمين ومخالفي القوانين، وكل عملنا يكون مختص بتفتيش ما يخص النساء فقط حتى لا نترك المجال لاستغلال بعض الاشخاص لنسائهن في اخفاء المواد المخدرة والممنوعات".
مهام متعددة
وتتنوع مهام الشرطة النسائية بين مهمات تفتيش مكافحة المخدرات والمباحث وحول القضايا الجنائية والتحقيق مع النساء والتحويل للنيابة، إضافة لتنفيذ ترحيلات السجينات من وإلى السجن والمحكمة، وتأمين للمهرجانات وقد يصل عملهن للتدخل وفض الشغب واستقبال الشكاوي من النساء، إلى جانب شق العلاقات العامة وإصلاح ذات البين بين الأزواج وحل الخلافات العائلية، أيضا الجانب التوعوي من خلال إلقاء محاضرات توعوية عن التكنولوجيا وسلبياتها وعن المخدرات والتوعية الأمنية، ما يظهر مدى أهمية وتوسع مجال العمل النسائي في الشرطة والحفاظ على الأمن في قطاع غزة.
وفي طريقنا للخروج من المنزل بعد ضبط كميات من الممنوعات واعتقال بعض المواطنين، أضافت النقيب الخضري أن هذه هي رابع مهمة لمكافحة المخدرات اليوم، ونحن ننفذ في الأسبوع الواحد ما يعادل 50 مهمة متنوعة، مشيرةً إلى نقص الكوادر النسائية التي تعاني منها الشرطة حيث أن محافظة غزة لوحدها تحتوي على 25 شرطية وهو عدد غير كافٍ. كما تقول.
بداية العمل الشرطي
وفي زمن قياسي استطاعت أن تصل النقيب لمنصبها المهم في الجهاز الشُرطي، فهي تعمل في المجال منذ 6 أعوام ومن أولى النساء اللواتي انضممن للشرطة على الرغم من طبيعة العمل الصعبة.
"كل بداية شاقة ولكن إيمان الإنسان القوي هو الذي يحركه، وقرار الانضمام للشرطة جاء من داخلي وبكامل إرادتي، فمنذ سنوات وأنا أحب الشق الأمني والعسكري وتملكني شعوراً قوياً أنني في يوم من الأيام سأكون في مكان لخدمة شعبي ووطني" تقول النقيب الخضري لـ"سوا" بعد الوصول لمكتبها في قسم شرطة الرمال.
قرار الالتحاق بالشرطة فاجئ زوج وعائلة النقيب الخضري، لكن سرعان ما اقتنعوا بمدى أهمية عملها في الحفاظ على الأمن والأمان، ومعرفة منفعته وايجابيات عملها الذي يؤكد على أهمية المرأة في جميع المجالات إلى جانب الرجل.
وعملت النقيب على فصل عملها الشرطي عن حياتها الشخصية والعائلية، فتقول طبيعة عملي تحتاج ترتيبا لحياتي وهذا ما جعلني أنظمها ما بين عملي الذي أنتمي له وما بين بيتي وزوجي وأولادي السبعة الذين أصبحوا متفهمين طبيعة عملي بشكل كبير.
مهمة جديدة
وقطع اتصال هاتفي حوار "سوا" مع الخضري كان لتحديد زيارة تفتيشية لسوق القيسارية للذهب في بلدة غزة القديمة، فتوجهنا إلى هناك للاطلاع أكثر على عمل الشرطة النسائية وتنوع المهام التي ينفذوها.
وبين أزقة سوق الذهب وأثناء سيرنا استوقفنا سؤال حول المهمات الطارئة في الليل فقالت النقيب "اذا احتاج الأمر خروجي في المهمة ليلاً ألبي النداء، لذلك دوماً أبقى مستعدة لتنفيذ المهام في أي وقت كان".
وكغيرها من النساء تواجه الخضري صعوبات في عملها خاصة أنها تتعامل مع فئة المجرمين والمدمنين، حيث تعرضت حياتها أكثر من مرة للخطر، وذكرت لنا أخطر المواقف التي حصلت معها عندما لاحقها رجل بخنجر لقتلها أثناء مهمة مكافحة المخدرات وتفتيشهم لإحدى المنازل، وتعرضهم لإطلاق نار في موقفٍ آخر وغيرها من المواقف الخطرة.
ويحتاج العمل الشرطي لخبرة واسعة في المجال العسكري، فتؤكد الخضري أنهن يأخذن دورات عسكرية كاملة باستمرار حول عمل المباحث وكيفية إجراء التحقيق مع المشتبه بهن إضافة لدورات الدفاع عن النفس لمواجهة أي مواقف خطرة يتعرضن لها في عملهن وغيرها من التدريبات اللازمة.
إصرار على العمل
ومنذ ثمانية أشهر لا تتلقى النقيب عاهدة راتبها بسبب الأزمات والخلافات السياسية والانقسام الذي قسم موظفي قطاع غزة ما بين منتمين للسلطة الفلسطينية وبين المنتمين للحكومة السابقة التي كان يترأسها قادة حركة حماس في القطاع.
وعبرت النقيب عن مدى حبها وانتمائها لعملها على الرغم من عدم تلقيها راتبها، مؤكدةً أن الأمر لم يؤثر قط على إخلاصها للعمل وتوصيل رسالتها، إلا أنه أثر بصورة أو بأخرى على حياتها في بيتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع.
وفي ختام حوارنا مع النقيب عاهدة الخضري دعت النساء اللواتي يشعرن بإمكانيتهن للالتحاق بالعمل الشرطي على عدم التردد لخدمة الوطن والمواطن، ولإظهار أهمية العنصر النسائي في جميع المجالات مهما كان، وأنهت "سوا" اللقاء مع النقيب لاستكمال عملها بعد تلقيها اتصالاً يفيد بتنفيذ مهمة جديدة.