هكذا قرأ خبير إسرائيلي بث كتائب القسام لفيلم عملية سراب
علّق خبير إسرائيلي في صحيفة "معاريف" العبرية، على فيلم "سراب" الذي بثته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة " حماس "، حول إحباط عملية أمنية لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي، في قطاع غزة
وقال جاكي خوجي، الخبير الإسرائيلي في، الشؤون العربية بمقاله في "معاريف" إن "كشف كتائب القسام عن عملية سرية لجهاز الأمن الإسرائيلي العام -الشاباك يعدّ جهدا واضحا من حماس لتسويق نفسها أمام الجمهور الفلسطيني بأنها علامة أصلية، وعصية على الاختراق".
وأضاف خوجي أن "الفيلم الأخير الذي بثته قناة الميادين من إنتاج الجهاز الأمني التابع لحماس هو تحقيق مثير، ومتعوب عليه، ويوثق كيفية تجنيد فلسطيني للعمل المزدوج بين حماس والمخابرات الإسرائيلية".
ولفت خوجي، إلى أنه "في الوقت الذي تقوم فيه قيادة حماس السياسية بجولة خارجية من مصر إلى تركيا الى ماليزيا، فإن جناحها العسكري يخوض معاركه في الداخل".
واستطرد : "صحيح أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تجاهلت هذا الفيلم الوثائقي الذي أنتجته حماس لأسباب معروفة، لكن فيه من الدلالات الكثيرة التي يمكن مناقشتها".
وبين أن "الفيلم يظهر أن الشاباك الإسرائيلي أراد القيام بعملية تفخيخ للصواريخ الخاصة بحماس، بحيث تنفجر في مكانها، على أن تظهر بأنها حادثة عمل محلية، لكن هذه العملية أحبطها جهاز أمن حماس، ليس هذا فقط، بل قفزت الحركة قفزة نوعية إلى تجنيد هذا المصدر الذي جندته المخابرات الإسرائيلية، ما حوله إلى مصدر مزدوج".
وتابع : "إننا أمام فيلم وثائقي مدته 25 دقيقة، وكعمل تلفزيوني يبدو أنه مر بمراحل إنتاج مهمة وجيدة، وبدا أن هذا المصدر المزدوج يمتاز ببرود أعصاب وممثل بارع، فيما تبدي حماس مباهاتها بهذا الإنجاز الأمني، وقد أطلقت عليه اسم عملية "السراب"، التي استمرت لمدة عامين، وبالفعل فقد أطلقت الصواريخ التي أراد الشاباك تفخيخها باتجاه إسرائيل في إحدى جولات التصعيد مع غزة".
وأردف محرر الشؤون الفلسطينية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية "إننا اليوم أمام كشف جديد لحماس وأجهزتها الأمنية، وربما يكتسب أهمية وقيمة لا تقل عما بثته قناة الجزيرة مؤخرا حول ما قامت به كتائب القسام من كشف القوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس في 2018، مع أن عرض مثل هذه الأفلام يكتسب أهمية عملياتية، ومن الواضح أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ستبقى تلاحق حماس، هذه الحركة التي حصلت على علامة الامتياز".
وأشار إلى أن "كل مشاهد فلسطيني وعربي يتابع هذه الأفلام والبرامج، يخرج بانطباعات رمزية كبيرة، ويعيدون للأذهان نموذج داوود ضد جالوت، وهذا يعني أن الإرث التاريخي لكتائب القسام أضيف إليه في عام واحد عمليتان أمنيتان استخباريتان هامتان ضد إسرائيل".
وذكر أن ذلك "يكسب حماس إنجازات سياسية تساعدها بأن تبني لنفسها صورة نمطية لدى الرأي العام الفلسطيني والعربي باعتبار مقاتليها حماة الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي".
وختم بالقول إنه "في المرة القادمة، إن طلب أحد من حماس نزع سلاحها، ستسألهم: من سيحمي الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي، هل السلطة الفلسطينية التي تتعاون معه، أم السياسيون الذين ليس لديهم كتائب عسكرية؟". وفق حديثه.
وقال: اليوم، كل الفلسطينيين يعلمون أن حماس لديها قذائف صاروخية، وقدرات عسكرية، واتصالات مع دول مهمة وعديدة، وبعد بث الأفلام الوثائقية، فقد بات لديها منظومة أمنية استخبارية ذات إرث قتالي".