موقع إسرائيلي: بينيت يضع العصي في دواليب التهدئة مع حماس في غزة
قال الكاتب الإسرائيلي شلومي ألدار في مقال نشره موقع "المونيتور"، إن وزير الأمن نفتالي بينيت يضع العصي في الدواليب لمنع التوصل لتسوية بعيدة الأمد مع حركة حماس في قطاع غزة .
وأضاف الكاتب الإسرائيلي:" يبدو أن لدى بينيت خطة واضحة المعالم لإحباط مثل هذه التسوية، ولعل آخر قرار له بعدم إعادة جثامين الشهداء الفلسطينيين يقدم دليلا على ذلك لمساعدته في الانتخابات القادمة".
وأشارألدار إلى أن "بينيت جاء لوزارة الأمن لتحسين فرصه الانتخابية، بعد سنة صعبة مرت عليه في جولتي الانتخابات السابقتين في نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر، ومنذ اللحظة الأولى لدخوله الوزارة بدأ التباين في المواقف بينه وبين القيادة العسكرية في هيئة الأركان، لا سيما حين افتتح عهده الوزاري بتلاوة نصوص دينية في أول جلسة عسكرية، وهو ما بدا أمرا لافتا وغير معهود".
وأوضح ألدار، الخبير الإسرائيلي بالشؤون الفلسطينية، ويغطيها منذ 20 عاما، ومؤلف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، أن "هذا الاستياء من قبل كبار الجنرالات لم يخرج إلى حيز النقد العلني، إلا بعد أن بدأ بينيت يتخذ خطوات ويصدر قرارات مخالفة للتوجهات العسكرية العامة للدولة، وبدأت تخرج الاتهامات بأنه يتبنى هذه المواقف لاعتبارات حزبية ضيقة".
وأردف أن "أحد هذه القرارات كان إقامة حي يهودي جديد في الخليل، وهو بذلك يطمئن جمهور اليمين بأنه حريض على مصالحهم الاستيطانية، ثم قرار عدم إعادة جثامين القتلى الفلسطينيين لذويهم، وهو قرار له تبعات معقدة، وأجهزة الأمن الإسرائيلية استغرقت وقتا طويلا لمعرفة آثاره، لاسيما وأن إسرائيل لا تعيش فترة تصعيد، أو موجة عمليات، فلماذا الآن يتخذ مثل هذا القرار".
وأكد أن "بينيت حاول تسويق خطوته هذه للضغط على حماس لإعادة جثامين الجنود الإسرائيليين لديها منذ حرب غزة 2014، ولا أحد يعلم كيف لمثل هذا القرار أن يسرع بإبرام الصفقة، لكن الذي يبدو واضحا أن بينيت لديه خطة واضحة لإرضاء المستوطنين، فضلا عن زيادة حظوظه الانتخابية القادمة، مما يدفعه لوضع المزيد من العصي في دواليب التسوية الجارية مع حماس"، بحسب موقع عربي 21.
واستدرك بالقول أن "هناك صعوبة جدية أمام إبرام هذه التسوية مع حماس لأسباب عديدة، لكنها على كل الأحوال موضوعة على طاولة الطرفين، رغم أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدعمها بقوة وكذلك نتنياهو، لكن بينيت يراها خطوة ستضر بمستقبله السياسي".
وشرح قائلا أن "بينيت رغم أنه عدل كثيرا من مواقفه الصقرية لدى تعيينه وزيرا للحرب من أجل التماشي مع سياسة نتنياهو المعلنة تجاه غزة، لكنه اليوم يبدو أكثر أريحية في إعلان تنصله من أي تسويات قادمة مع حماس، لأنه لا يبدو معنيا كثيرا بأن يضع توقيعه على تسوية مع حماس في غزة، لا من الناحية الايديولوجية ولا السياسية، فهو يعلم أضرارها الحزبية عليه".
وختم بالقول أن "بينيت بقراراته الأخيرة يحاول اصطياد عصفورين بحجر واحد: يقنع ناخبيه بأنه يسعى لاستعادة جثامين الجنود الإسرائيليين المحتجزة لدى حماس من جهة، ومن جهة أخرى يحبط أي جهود جارية لإبرام التسوية مع الحركة، لأنه يعتقد أن كل ما سيحصل في الجبهة الجنوبية مع غزة حتى ذهاب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع سيؤثر على وضعه الانتخابي، حتى لو كان من خلال الحرب".