وفاة الأب بيتر حنا مدروس أحد كهنة البطريركية اللاتينية في القدس
نعت البطريركية اللاتينية في القدس ، اليوم الأربعاء، أحد كهنتها، الأب العلّامة بيتر حنا مدروس عن عمر يناهز 70 عاما، الذي توفي بعد صراع مع المرض.
وستجري مراسيم الدفن مع القدّاس الإلهي يوم غد الخميس الساعة الثانية بعد الظهر في كاتدرائية البطريركية اللاتينية في القدس. وتُقبل التعازي بعد الدفن مباشرة في قاعة مركز النوتردام بالقدس، لمدّة ثلاثة أيام. وفق وكالة وفا
ويعدّ الراحل من كبار المختصين في الكتاب المقدس، وفي علومه وفي لغاته، كما مثّل كنيسة الأرض المقدسة في العديد من المؤتمرات المحلية والاقليمية والدولية، وعرف بمحبته لكنيسته ولشعبه الفلسطيني، وبغيرته ودفاعه عن الوجود المسيحي في فلسطين.
ولد الأب مدروس في القدس عام 1949، من عائلة عانت التهجير مرتين. التحق بالمعهد الإكليريكي في بيت جالا عام 1962. سمي كاهنًا عام 1972، ليخدم من بعدها كاهنًا مساعدًا في بيرزيت، وهناك قام بأول ترجمة عربية لسفر المزامير حيث انتهى منها سنة 1973، وقد اعتُمدَت ترجمته إلى يومنا هذا في نصوص القداديس، وكانت سابقًا معتمدة في كتاب ليتورجيا الساعات.
قام بالتعليم في إكليريكية بيت جالا عام 1974، وأصبح كاهنًا لرعية أدر عام 1975، ومرسلا إلى جنوب السودان (مالاكال) عام 1975. عاد إلى القدس، وانتقل إلى روما لمتابعة دروسه في الكتاب المقدس، حصل على درجة الدكتوراة في علوم الكتاب المقدّس من جامعة الكتاب المقدس (البيبليكوم) في روما عام 1980.
وأصبح كاهنًا مساعدًا في رعية بيت جالا ومعلمًا في الإكليريكية للكتاب المقدّس والعلوم الإسلامية عام 1981.
نال شهادة دكتوراة في اللاهوت الكتابي من جامعة الأوربانيانا (روما)، وقد دافع عن رسالته أمام الكاردينال راتزنغر آنذاك (البابا بندكتس) في ترجمة المزامير للعربية. وقد مكث كاهنًا مساعدًا في رعية بيت جالا ومعلمًا في الإكليريكية عام 1982.
وأصبح كاهنًا لبيت ساحور عام 1989، وكاهنًا مساعدًا في رام الله عام 1995، ومسؤولاً عن التعليم المسيحي في الفرير ب بيت لحم عام 1996.
وفي شباط 2003 أصبح مسؤولاً عن العمل الراعوي الكتابي (الكتاب المقدس في الأبرشيّة). وعيّن عام 2019 قانوني القبر المقدس. علّم الكتاب المقدس والإسلاميات وتاريخ الكنيسة في فلسطين في معاهد أخرى. اشتهر بإتقانه التكلّم بلغات عديدة وقد بلغت 16 لغة (بين قديمة وحديثة).
ألّف العديد من الكتب والمقالات في مواضيع الكتاب المقدّس ومواضيع الساعة، خاصة مقاله الأسبوعي في جريدة القدس وفي موقع أبونا الالكتروني منذ إطلاقه. ومن بين أشهر مؤلفاته: الترجمة العربية للمزامير وقد بلغت 6 طبعات مصحّحة، الجواب من الكتاب (بالاشتراك مع الأب يعقوب سعادة)، الكتاب المقدّس بين العلم والإيمان، كتاب عظاته بثلاث لغات.