تعيين غدير أسيري في الحكومة الجديدة يثير جدلاً في الكويت
عقب إعلان الكويت قائمة أعضاء الحكومة الجديدة، حتى بدأ النشطاء بشن حملة هجوم وانتقادات على قائمة الأعضاء الجدد، واعتبروا أن تشكيل الجديد لم يحقق طموحات الكويتيين"، ومنهم وزير الشؤون الاجتماعية غدير أسيري.
يشار الى أن غدير أسيري، عُينت في منصبها الجديد وزيرة الشؤون الاجتماعية، وأدت اليمين الدستوري أمام أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بحضور وزراء آخرين، حيث تعتبر من الوجوه الجديدة في هذه الحكومة.
وأحدث تعيين غدير أسيري ضجة بين الكويتيين بعد تناولهم تدوينات سابقة منسوبة إليها تضمنت تعليقات مثيرة للجدل، قيل فيها إنها تمس الثوابت الدينية والإسلامية والوطنية وتهدد مصالح الكويت مع دول الخليج.
وجاءت من أبرز التدوينات السابقة وجعلها في خانة الاتهامات هو انتقادها للقيود الدينية التي يفرضها بعض الأطراف في البلاد، إضافةً الى نقدها قبل أعوام تدخل قوات درع الجزيرة، وهي قوات تابعة لمجلس التعاون الخليجي في البحرين 2011 أثناء الاضطرابات التي شهدتها البحرين آنذاك.
من جهته، قال نائب في مجلس الأمة الكويتي محمد المطير: "إن تعيين الوزيرة غدير يعرض مصالح البلاد للخطر، ووجه سؤالاً لرئيس الوزراء "هل انت مجبر على تزويرها ولا بكيفك؟ وهل مصلحة البلاد والمصالح الاستراتيجية مع دول الخليج خاصة السعودية والبحرين مهمة لك؟ هل حاسبتوها على تغريداتها السابقة؟ ليش تحدونا على محاسبتكم بتعريض مصالح البلاد للخطر؟ "
ومن جانبه، اعتبر النائب أسامة الشاهين، تعيين غدير أسيري بـ "استفزازي"، قائلاً: "تنسب للدكتورة أسيري تصريحات كثيرة مخالفة للثوابت الإسلامية والوطنية، توزيرها محل استفزاز لا استقرار.. وسبب تصادم لا تعاون".
وكتب الصحفي والناشط السياسي عبد الله المسفر: "ما غردت به الوزيرة غدير أسيري يُخالف توجهات سمو الأمير حفظه الله، في سعي سموه الدائم على تكاتف دول الخليج، ورفض سموه لكل ما يهدد مصالح دولته، ودائمًا يدعو سموه الجميع لتعزيز هذا التوجه، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، التاريخ لا ينسى بالحذف".
وزادت وتيرة الغضب والانتقادات اللاذعة من قبل نشطاء منصات التواصل الاجتماعي بعد قيام الوزيرة غدير أسيري، بحذف حسابها الشخصي على منصة تويتر قبيل تعيينها في المنصب الجديد.
ووصفت الدكتورة ريم العسعوسي حذف أسيري لحسابها بالخطأ والهروب، قائلةً "الخطأ الذي ارتكبته غدير أسيري هو إغلاق حسابها بتويتر، هذا هروب وأعتقد أنها تملك الحجة والقدرة على الرد المقنّع لو شاءت، أما عن انتقادها الحكومة وانتقادها الفساد ورئيس الحكومة السابق اعترف بوجود الفساد وانتقد، بالنهاية نحن بلد ديمقراطي لنا الحق بالانتقاد بالشكل القانوني المباح".
ورغم حجم الانتقادات فقد لاقت الوزيرة الجديدة، تأييدًا ودعمًا لها من قبل نشطاء آخرين، اعتبروا أن "ما أدلت به سابقًا هو رأي شخصي كمواطنة، وهي آراء قديمة قد تكون تغيَرت ولا علاقة لها بعملها الوزاري".
وقال الإعلامي سعد العجمي "ضد أراء دكتورة غدير أسيري أم معها، ضد توزيرها من عدمه، ضد إغلاق حسابها في تويتر أو معه، كل هذا ليس مهمًا، المهم هو أداء دكتورة غدير بعد أداء القسم وإنجازها في منصبها، هذا هو المعيار الحقيقي لمدى استحقاقها المنصب، عدا ذلك تبقى مجرد أراء يحترم أصحابها جميعًا".
يذكر أن غدير أسيري، ناشطة سياسية من مواليد الكويت عام 1977، حصلت على درجة الليسانس في الفلسفة من جامعة الكويت، وعلى درجة الماجستير في الخدمة العامة من إحدى الجامعات الأمريكية، وعلى درجة الدكتوراه في السياسة الاجتماعية من إحدى جامعات المملكة المتحدة، وفقاً لموقع إرم نيوز.
وتم تعيينها في الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها بعد شهر من تعيين رئيس الوزراء صباح الخالد وتكليفه باختيار أعضاء المجلس الوزاري، خلفًا للحكومة السابقة التي تقدمت باستقالتها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد صدام مع مجلس الأمة وتبادل اتهامات بين عدة وزراء حول قضايا فساد مالي في قطاعات حيوية في البلاد.