الطفلة نور تروي تفاصيل اللحظات الأولى لمجزرة عائلة السواركة في غزة
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد، تقريراً عن المجزرة الإسرائيلية المروعة بحق عائلة أبو ملحوس "السواركة" والتي قصفتها الطائرات الحربية منزلهم في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في مدينة دير البلح وسط قاع غزة ، مما أدى إلى استشهاد 9 من أفراد العائلة غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقالت الطفلة الناجية نور السواركة (11) عاماً، أنها حين تسمع أصوات الطائرات تحلق في سماء فزة، والمنطقة التي تعيش فيها تحديداً، تشعر بالخوف الشديد.
وأضافت الطفلة وهي تبكي بشدة ""لماذا قصفونا؟ ماذا فعلنا بهم؟ لقد سرقوا مني كل ما كان جميلًا في حياتي، لقد أصبحنا أيتامًا"، مشيرةً إلى أن والديها يسرى ومحمد وشقيقيها معاذ ووسيم، إلى جانب عمها رسمي وزوجته وأطفاله الثلاثة، قد استشهدوا جميعًا، وبقيت مع شقيقيتها بدون أب أو أم، وقد أصبحوا أيتامًا وبلا مأوى.
وعن تلك الليلة تقول نور الطالبة في الصف السادس الابتدائي، "الكل كان نائمًا، ولكني لم أتمكن من النوم بسبب ضجيج الطائرات التي كانت تحلق بكثافة، وفجأة سمعت صوت انفجار كبير وكان بجواري أخواتي نيرمين وريم، ورأيت أختي نيرمين تحاول الهروب لكنها وقعت أرضًا بعد أن أصيبت".
وتابعت: "لقد ابتعدت عن المنزل بعد أن هربت منه، وتوقفت التفجيرات وبدأت أبحث عن أخواتي، ولكن المنزل تحول إلى كومة من الركام والحفر الكبيرة، ووجدت زوجة عمي وأولادها، وبدأنا نبحث عن أخواتي وأبناء عمي، فوجدت ريم مدفونة تحت الرمال، وكان وجهها مغطى بالدماء، وحاولت إخراجها من الرمال، ووجدت سالم وليما بجاني والدتي التي حاولت إيقاظها، وقلت لها تعالي يا أمي تعالي، لكنها لم تسمعني وأدركت أنها استشهدت".
ولفتت إلى أنها وجدت والدها ينزف وطلب منها الاتصال بالإسعاف، فركضت سريعًا إلى مستودع مقابل منزلهم وطلبت من صاحبه الاتصال بالإسعاف، ثم عادت لمنزل عائلتها المدمر، وكانت حينها الطائرات تحلق بكثافة، وكانت في حالة خوف شديد من إمكانية تعرضهم للقصف مرةً أخرى.
وأشارت إلى أنه حين وصلت سيارات الإسعاف تم نقلهم جميعًا إلى مستشفى شهداء الأقصى وإجراء فحوصات لهم، أنها لم تصاب، لكن شقيقها سالم أصيب بجروح خطيرة وكان على سرير المشفى بجانبها.
وبينت أنه في الصباح عادت لمنزل جدتها وبقيت أخواتها ريم ونيرمين وشقيقها سالم في المشفى، وحين عادت عرفت أن إلى جانب والدتها، قد استشهد شقيقيها وعمها وزوجته وأبنائهم الثلاثة، وقيل لها أن والدها أصيب بجروح خطيرة.
وقالت "عندما سمعت كل هذا جمدت. لم أبكي أو أصرخ. لم أشعر بشيء. حتى عندما تم تشييعهم شعرت بحزن عميق ولم استطيع البكاء، فلم أصدق ما حدث لنا".
وأضافت "بعد أسبوع استشهد والدي، وجسدي بدأ يرتجف، كنت في حالة خوف رهيب، لم استطع النظر إليه عند تشييعه، ومرت الآن 3 أسابيع على استشهادهم، وأنا افتقدهم جميعًا، وخاصةً أخي معاذ، كنا قريبين جدًا من بعضنا".
وأشارت إلى أنها تزور منزلهم المدمر وتتذكر والدها وأمها وأشقائها، وكيف كانت تلعب وتمرح معهم ومع أبناء عمها، وكيف كانوا يجتمعون جميعهم على مائدة العشاء. مشيرةً إلى عودتها للمدرسة منذ أسبوع، ولكنها لا تستطيع التركيز في المدرسة.
من جهتها قالت سلمية السواركة البالغة من العمر (76) عامًا، وهي جدة نور، أنها أصيبت بالإغماء حين رأت أبنائها وأحفادها وهم مصابون، مشيرةً إلى أنه قبل ذلك كانت تهرول وتطرق أبواب الجيران وهي تطالبهم بالاتصال بسيارات الإسعاف وتصرخ "أبنائي قصفوا". وفقاً لما أوردته صحيفة " القدس "
وأشارت إلى أن الجيران حاولوا تهدئتها ولم يتم إخبارها من استشهد ومن أصيب إلا في ساعات الصباح بعد أن أصبحت بحال أفضل وعادت لمنزلها، وحين علمت باستشهادهم لدى وصول جثامينهم للتشيع أغمي عليها مجددًا ونقلت إلى المستشفى.
وقالت "ما زلت لا أستطيع التحدث كثيرًا، عندما أفكر فيما حدث".
وقال وسام السواركة أحد أفراد العائلة والذي أصيب بعض أطفاله جراء القصف بالمكان، أن المنزل كان بسيطًا، وأنه عبارة عن سقف من الحديد الخفيف وبعض الجدران من النايلون، مشيرًا إلى أنهم عاشوا لحظات عصيبة جدًا. مشيرًا إلى أن طفلته البالغة من العمر شهرين تم إنقاذها من بين الركام.
وأضاف "حين علمت بمن استشهد ومن أصيب، بدأت بالصراخ، صرخت في وجه الجميع. صرخت لماذا قصفنا؟ ماذا فعل الأطفال؟ لماذا قتلوا؟"