ما لم يقله نتنياهو في خطابه يشير إلى تغيير طفيف
نيويورك / سوا / بعد أن ألقى بنيامين نتنياهو خطابه أمام الجلسة المشتركة للكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ يوم الثلاثاء الماضي الذي دعا فيه لاتخاذ إستراتيجية متشددة تجاه إيران نشرت الصحافة الأمريكية تعليقات وانتقادات للخطاب.
وبرغم كل الاهتمام الذي ركز على ما ورد الخطاب يظل مهمًا ما لم يقله في خطابه. فبينما انتقد نتنياهو بشدة الاتفاق المقترح من قبل أوباما مع إيران ووصفه بأنه تحول خطر.
كانت هناك كلمة واحدة مفقودة من حديث نتنياهو المطول هي (صفر).هي الكلمة التي يحبها والتي استخدمها من قبل لوصف رأيه النهائي عندما يجيء الحديث عن قبول برنامج نووي إيراني فنتنياهو يقول: إن يكون لدى إيران قدرة صفر في هذا البرنامج.»صفر» في أي نوع من القدرات.
لكن غياب هذه الكلمة من خطاب نتنياهو المعد سلفا بعناية ليس صدفة فبناء على المعسكر الإسرائيلي ففي هذا مؤشر لتحول في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي مهما كان هذا التحول ضئيلًا؛ فبدلًا من الإصرار على ترك إيران بدون أجهزة الطرد المركزي ومنعها من تخصيب اليورانيوم كما كان يقول في السابق يشير حديث نتنياهو أمام الكونجرس بأنه يمكن أن يتعايش مع قدرات إيرانية متواضعة لكن ليست بمثل تلك القوة التي يسمح بها الرئيس أوباما.
ويظل موقفه على بعد أميال من موقف الرئيس الأمريكي أوباما. وعلى مسافة بعيدة من أن يحدث توافق بينهما وتعتبر مقاربة نتنياهو بعيدة عما تطالب به إيران. لكن تراجع نتنياهو عن موقفه المتشدد يطرح تساؤلات حول إمكانية قبول أوباما بالاتفاق غير المثالي مع إيران بعد الانتخابات في 17 مارس حيث إن مواقفه المتشددة كان المقصود بها حملته الانتخابية ليظهر بمظهر المرشح القوي غير المساوم.
قال نتنياهو أمام الكونجرس منتقدًا مشروع الاتفاق الأمريكي مع إيران: إن البديل عن هذا الاتفاق السيئ هو اتفاق أفضل بكثير.اتفاق أفضل لا يسمح لإيران ببنيات نووية أساسية قوية على بعد وقت وجيز من إنتاج القنبلة.اتفاق أفضل يعمل على حظر البرنامج النووي الإيراني إلى أن تنتهي التهديدات الإيرانية».
وفي تصريح لنتنياهو قبيل عودته لإسرائيل قال إنه اقترح تسوية أفضل ولم يقل بعدم التسوية من أساسها. وأضاف يقول: في حديثي أمام الكونجرس قدمت بديلًا عمليًا بفرض حظر أقوى على البرنامج النووي الإيراني ويمدد فترة قدرة ايران لتصنيع السلاح النووي لسنوات».