بالصور: غزال الريم الصحراوية تجد موطئا لها في قطاع غزة

غزال الريم الصحراوية تجد موطئا لها في قطاع غزة

يقترب رجال الأعمال الفلسطيني علاء الدين الأعرج من غزلان الريم ذهبية اللون واسعة العيون ، ويلقي لهم قطعا من الخبز الناشف ، فهذا هذا المشهد، لم يكن في محمية طبيعية، إنما داخل قطعة أرض لا تزيد مساحتها عن الدونم الواحد في مدينة الزهراء، جنوبي مدينة غزة .

وحاول الأعرج، وعلى مدار الأعوام السابقة أن يحوّل قطعة الأرض هذه إلى بيئة صالحة لرعاية نحو 16 غزالا من فصيلة "الريم"، وغزالا واحدا من النوع الأوروبي.

ويقول الأعرج إنه يحاول توفير أجواء مقاربة للبيئة الطبيعية، تمكّن الغزلان من العيش السليم فيها.

بداية الاقتناء

بدأ الأعرج باقتناء الغزلان منذ عام 2008 تقريبا، حيث كان يتحصّل عليهم من تجّار يجلبونها من مصر بطرق مختلفة.

لم يتردد الأعرج من شراء ما كان يعرض عليه للبيع، من هذه الأصناف من الغزلان.

whatsapp-image-2019-12-11-at-10.32.41-pm.jpeg
 

لكنه فقد، في ذلك الوقت، الكثير من الغزلان التي تحصّل عليها، جرّاء الإصابات التي كانت تتعرض لها خلال النقل، أو "الاضطراب النفسي".

وتابع: " هذا الغزال حسّاس جدا، أي ضربة أو تعرضه لمصدر خوف كفيل بقتله، وتقديم العناية الطبية له صعبة نسبيا".

ويضيف مفسرا: " هو معرض للخطر، كونه من الحيوانات السريعة جدا والتي يصعب مسكها، حيث تصل سرعته في الساعة الواحدة إلى 65 كيلو متر".

هذه الغزلان، تنوّعت ما بين غزلان الريم الصحراوية، التي تعيش في السهول والغابات والجبال، والغزلان الأوروبية كبيرة الحجم، والتي لها قرون شبيهة بالشجرة، وتعتبر خطيرة نسبيا في حال اقترب منها الأطفال.

whatsapp-image-2019-12-11-at-10.32.40-pm.jpeg
 

تكاثر محلي

ويوضح الأعرج، أن جميع الغزلان التي يمتلكها حاليا، تحصّل عليها من خلال عملية التكاثر الطبيعية، والولادة المحليّة.

وقال: " كل ما اشتريته بالماضي لم يعد موجودا، لأسباب مختلفة، إما للوفاة خلال الحروب، أو التصرف بها لبعض المهتمين سواء أصدقاء أو حدائق حيوانات".

وبيّن أن أصحاب حدائق الحيوانات، كانوا يأخذون بعض العينات من الغزلان من أجل استكمال النواقص في حدائقهم.

وتتكاثر هذه الغزلان بمعدل مرتين سنويا، بحيث تصل مدة الحمل الواحد من 5-6 شهور، وتلد الأنثى غزالا واحدا فقط.

ويذكر أن هذه الغزلان ليست بحاجة إلى رعاية خاصة، في فترة الولادة.

لكنه كان يستشير بعض الأطباء البيطريين، في عدة أمور تتعلق بالوضع الصحي للغزلان.

واستكمل قائلاً: " بسبب صعوبة الإمساك بهم، وحتى عملية الإمساك ممكن أن تؤذيه أو تقتله، لذا ينبغي توفير العناية الصحية كي لا يتم فقدانه".

مكلف ماديا

السعر الدولي للغزال الواحد، يصل بحسب الأعرج، إلى 11 ألف يورو، بينما في قطاع غزة لا يصل سعره إلى الألفي يورو.

ويتابع: " في الدول الخارجية، توفّر الدول محميات طبيعية لتنشئة الغزلان ورعايتهم، حيث تقدّم لهم الطعام وتحميهم من الحيوانات المفترسة والصيادين".

وتكلّف عملية رعاية الغزلان، وتوفير الطعام لهم، نحو 200 دولار شهريا، وفق الأعرج. بحسب الاناضول

واستكمل قائلاً: " رغم أن معظم الطعام قد يكون من الحشائش وأوراق الأشجار الرطبة، لكن لا بد أيضا من توفير أنواع من الشعير والأعلاف والتبن".

وتكبّد الأعرج خسائر مادية كبيرة، جراء هلاك الكثير من الغزلان، خلال فترة الحروب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع.

وقال إنه كان يفقد أكثر من 5 رؤوس في الحرب الواحدة، بسبب تعرّضهم للخوف من أصوات الانفجارات والقذائف.

whatsapp-image-2019-12-11-at-10.32.38-pm.jpeg
 

وتابع: " إذا شعر الغزال بالخوف، قد يلجأ لقتل نفسه". ويعتبر الأعرج أن التفكير في تربية الغزلان، وتحويلها من هواية إلى مشروع تجاري وإنتاجي، أمر صعب، يحتاج إلى "جهد وإمكانيات وقوى شرائية لدى المواطنين".

وذكر أن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يمر بها قطاع غزة، وانعدام مصادر الدخل لدى مئات الآلاف من الأسر، ستدفع بالمشروع نحو الفشل.

كما أن تربيته من أجل تناول لحومه، غير مجد، بحسب الأعرج، حيث يصل ثمن الكيلو الواحد إلى حوالي 200 دولار.

ويشير الأعرج إلى حادثة، اضطر فيها إلى ذبح غزال، بعد أن طلب منه صديق ذلك، كي يحقق رغبة والدته في تناول لحمه، مضيفا: " حققت له هذه الرغبة بدون أي مقابل مادي".

كما لجأ الأعرج في بعض الأوقات، خاصة خلال الحروب، إلى ذبح الغزلان، خاصة المصابة منها، والتي كان يعجز عن رعايتها، لافتا إلى أنه كان يوزع لحومها إما على بعض الحالات التي تطلبه للعلاج (لبعض الأمراض) أو يكرم به الضيوف.

whatsapp-image-2019-12-11-at-10.32.36-pm.jpeg
whatsapp-image-2019-12-11-at-10.32.35-pm.jpeg
whatsapp-image-2019-12-11-at-10.32.33-pm.jpeg
860x484.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد