ديوان الموظفين برام الله: العديد من الوظائف ستختفي
قال رئيس ديوان الموظفين العام في رام الله موسى أبو زيد، إن عملية التطوير والاستثمار في الموارد البشرية هي عملية مستمرة، ولا بد أن تواكب كافة التغيرات الهائلة التي تحدث في ظل التنامي المستمر لعالم تكنولوجيا المعلومات، موضحا أن العديد من الوظائف ستختفي بعد 20 عاماً.
وأضاف أبو زيد، خلال مشاركته اليوم الاثنين، في ورشة عمل عقدها ديوان الموظفين بدعم من مؤسسة (TAIEX) –إحدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي-، حول تطوير نظام تقييم الأداء الوظيفي في قطاع الخدمة المدنية الفلسطيني، "أنه لا بد أن نكون مدركين لما سيحصل من تغيرات ومستعدين لأي تطور قد يحدث في العالم، ولذلك يجب علينا أن نفكر في كيفية أتمته نماذج التقييم، وتدريب وحدات الموارد البشرية وتمكينها على القيام بهذه العملية، وهذا هو أحد أهم القضايا التي سيتم العمل عليها مستقبلاً".
اقرأ/ي أيضا.. غــزة: تكافل تصدر تنويها للمواطنين حول رابط التسجيل لمشروع المساعدات المالية
وحضر الورشة، الوكيل المساعد للإدارات المساندة جمال أبو شنب، والوكيل المساعد للإدارات التخصصية فتحي خضر، ومستشار الإدارة العامة للتوظيف والإدارة العامة في وزارة المالية في البرتغال الخبير ميجويل رودوريغز، والمستشار في الإدارة العامة للتعيين والتطوير في الخدمة العامة الفيدرالية في مملكة بلجيكا الخبير فيليب فيرمولين وبمشاركة موظفي وحدات الموارد البشرية من مختلف المؤسسات الحكومية ذات العلاقة .
وأكد أهمية الورشة التي ستتناول موضوع تقييم أداء الموارد البشرية والذي يواجه في كل دول العالم مجموعة من التحديات والصعوبات، حيث عمل ديوان الموظفين العام بناءً على ذلك، وباتباع منهج التشاركية مع كافة مؤسسات الدولة، على القيام بتحليل شامل، وعلمي، ومنهجي قبل عدة سنوات لعملية التقييم، وأظهر التحليل وجود العديد من مواطن الضعف التي وضعت عملية تقييم الأداء الوظيفي في إطار عدم الأهمية في ذهن الموظف.
وقال أبو زيد: "نقف وبجهود مخلصة وبشراكة حقيقية، وجدية مع كافة مؤسسات الدولة وشركائنا مثل الاتحاد الأوروبي أمام هذا الانجاز، حيث أصبح يوجد لدينا خمسة نماذج لتقييم الأداء بعد أن كان هناك نموذج واحد فقط يقيّم به كافة الموظفين وعلى اختلاف فئاتهم الوظيفية ومهامهم الموكلة لهم".
وشدد على أن ورشة اليوم هي استمرار لما توصلنا إليه في نظام تقييم الأداء في فلسطين، ولاستكمال البناء على التجربة الفلسطينية التي تأتي إلى جانب التجارب العالمية في تميزها، حيث سيتم عرض التجربة البلجيكية والبرتغالية من قبل الخبراء، بهدف الإضافة النوعية على هذه العملية بما يتلاءم مع دولة فلسطين وظروفها، وبما يجعل هذه العملية أقوى وأكثر تأثيراً.
ودعا أبو زيد، الحضور إلى الخروج بأفكار، ومقترحات من شأنها أن تصب في تطوير هذه النماذج رغم التحديات التي نواجها في تنفيذ هذه العملية والذي لا يرتبط بخلل في عملية التقييم ذاتها، ووضع الديوان المرتكزات الأساسية لهذه العملية من بطاقات وصف، ومدونة لأخلاقيات الوظيفة إلى جانب قانون الخدمة المدنية الذي يعالج العديد من القضايا.
وأكد أن عملية التقييم يجب أن تتم بشكل دوري ويومي، وتستند إلى أساس الخطة الاستراتيجية، والخطة التنفيذية الخاصة بكل إدارة عامة، والتي نستطيع من خلالها، وعبر عملية التقييم أن نحدد نقاط القوة والضعف، وأن نعرف الاحتياج التدريبي وطبيعة البرامج التدريبية التي يحتاجها الموظفون.
وأشار أبو زيد إلى الظروف السياسية، والمالية، والداخلية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والتي تحتاج منا جميعاً أن نفكر بكيفية صناعة الفرق لمواجهة كافة التحديات، وكيفية القيام بأداء استثنائي ونوعي محوره المواطن الفلسطيني.
من جهتها، أعربت ممثلة مكتب الاتحاد الأوروبي شيرين أبو عيد عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الذي يعد خطوة ضمن آليات التعاون الفلسطيني الأوروبي الذي يهدف الى مساندة جهود الحكومة الفلسطينية في بناء مؤسسات ذات كفاءة عالية لخدمة المواطن الفلسطيني عن طريق تبادل الخبرات مع نظرائنا في الاتحاد الأوروبي؛ بهدف إيجاد تقارب بين التشريعات والمعايير والممارسات الإدارية المحلية مع تلك المطبقة في مؤسسات القطاع العام لدول الاتحاد الأوروبي مثل البرتغال وبلجيكا.
وشكرت ديوان الموظفين العام على مهنيتهم، والتزامهم، وجديتهم الدائمة في العمل، حيث عبرت قائلة "إن تجربة الاتحاد الأوروبي مع الديوان هي تجربة نعتز بها. وفق وكالة وفا.
من جانبه، أكد القائم بأعمال مدير عام الإدارة العامة لشؤون موظفي الخدمة المدنية في ديوان الموظفين زياد شديد، أهمية هذه الورشة التي يعقدها ديوان الموظفين العام حول نظام تقييم الأداء الوظيفي في الوظيفة العمومية في فلسطين، مشيراً إلى أهميتها التي تركز على تقييم الأداء الوظيفي التي تأتي نتيجة ثمرة التعاون الذي ينفذ بين فلسطين، ومؤسساتها، والاتحاد الأوروبي ممثلاً ببرامجه المختلفة في مجالات تطوير الإدارة العامة والخدمة المدنية، حيث أننا اليوم نتطلع إلى مشاركة تجربة دولة فلسطين المميزة في عملية تقييم الأداء الوظيفي، أحد أهم العمليات الإدارية في المؤسسات.
وأشار إلى أن هذا ليس التعاون الأول مع مؤسسة تيكس، حيث تم عقد ورشة سابقاً في شهر آذار لعام 2019 حول استحداث نماذج تقييم أداء وظيفي للأطباء والمهندسين في قطاع الخدمة المدنية، واليوم تعقد الورشة الثانية على مدار يومين متتاليين بمشاركة (40) موظف من وحدات الموارد البشرية من مختلف الدوائر الحكومية.
وستتناول الورشة المنعقدة على مدار يومين تقديم التجربة الفلسطينية والتطور الكبير الحاصل في عملية تقييم الأداء الوظيفي لقطاع الخدمة المدنية، إلى جانب عرض التجربة البلجيكية والبرتغالية في تقييم الأداء والوظيفي، حيث سيتم تقسيم المشاركين لمجموعات لمقاربة التجارب من بعضها البعض، والعمل على الخروج بأفكار ومقترحات تطويرية من شأنها أن تثري التجربة الفلسطينية.