تبادل سجناء بين أمريكا وإيران بعد سنوات من احتجازهم
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، أمس السبت، عن إبرام صفقة تبادل سجناء ذلك في تعاون نادر بينهما بعد تدهور العلاقات منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأفرجت الحكومة الإيرانية عن الأمريكي من أصل صيني "شي يو وانغ" المحتجز في طهران منذ ثلاثة سنوات بتهم التجسس، بينما أفرجت الولايات المتحدة الأمريكية عن العالم الإيراني "مسعود سليماني" بتهم انتهاك العقوبات الأمريكية.
وقال مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية "إن واشنطن تأمل أن يؤدي الإفراج عن وانغ إلى إطلاق سراح أمريكيين آخرين محتجزين في إيران مشيرا إلى أن هذه الخطوة مؤشر إلى أن طهران ترغب في التفاوض بشأن قضايا أخرى، مضيفاً أن وانغ بدا في صحة جيدة ويتحلى بروح الدعابة.
وقدمت سويسرا التسهيلات الخاصة بتبادل السجينين، وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استقبل سليماني في زوريخ التي قالت الوكالة إنها شهدت عملية التبادل.
ومن جهته، شكر دونالد ترامب، السلطات الإيرانية عبر منصة تويتر على ما وصفه "بمفاوضات نزيهة جدا" أدت إلى تبادل السجينين. وقال ترامب إن عملية التبادل أظهرت أن الولايات المتحدة وإيران " يمكنهما عقد صفقة معا".
وفي وقت سابق شكر دونالد ترامب الحكومة السويسرية على مساعدتها في المفاوضات التي انتهت بالإفراج عن وانغ، مؤكداً "تولي إدارتي أهمية كبرى لإطلاق سراح الأمريكيين الأسرى وسنواصل العمل الدؤوب لإعادة كل مواطنينا المحتجزين ظلما خارج الولايات المتحدة".
ولدى وصوله إلى طهران قال سليماني، وهو خبير في الخلايا الجذعية، للصحفيين إن الأمريكيين الذي احتجزوه كانوا "تافهين"، مضيفاً "أبلغتهم أن هناك مرضى يحتاجون مساعدتي. قالوا لا أحد يهتم بذلك. دعهم يموتوا... هذا يظهر أن المسؤولين الأمريكيين لديهم مشاكل مع الإيرانيين".
وفي ذات السياق ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن إطلاق سراح وانغ استند إلى "ما يمليه الإسلام من قواعد الرأفة.
وقال مسؤول أمريكي إن الإفراج عن وانغ كان ثمرة ثلاثة أو أربعة أسابيع من المفاوضات المكثفة، مضيفاً "يحدوني أمل أن يكون الإفراج عن السيد وانغ مؤشرا على أن الإيرانيين يدركون أن أسلوب دبلوماسية احتجاز الرهائن يجب أن يتوقف إذا أرادت إيران العودة إلى المجتمع الدولي".
وأدين وانغ خريج جامعة برينستون بتهم تجسس وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات في 2017. ودأبت عائلته وجامعته على قول إنه كان في إيران لعمل بحثي يتعلق بدراسته التاريخ ونفى الجانبان عنه تهم التجسس.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على تويتر "سعيد بأن الحكومة الإيرانية كانت بناءة في هذا الأمر... لن يهدأ لنا بال حتى نعيد إلى الوطن كل أمريكي تحتجزه إيران أو أي بلد آخر حول العالم".
وألقت الولايات المتحدة القبض على سليماني في مطار شيكاغو في أكتوبر تشرين الأول 2018 لمزاعم محاولته تصدير مواد بيولوجية إلى إيران في انتهاك للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي.
وقال المسؤول الأمريكي إنه كان من المقرر أن يمثل سليماني أمام المحكمة في 11 ديسمبر كانون الأول لكن الاتهامات ضده أُسقطت.
وأضاف أنه لم يتم دفع فدية ولن تقدم الولايات المتحدة أي شكل من أشكال التنازلات. وأحال المسؤول الأسئلة الخاصة بالوضع القانوني لقضية سليماني إلى وزارة العدل.
وقال المسؤول "لكن ما يمكن قوله في ضوء وضع قضية السيد سليماني هو هذه نتيجة جيدة بشكل استثنائي للولايات المتحدة الأمريكية"، وعند سؤاله عن وضع القضية ضد سليماني، أرسل مسؤول كبير بوزارة العدل لرويترز أمرا قضائيا أصدرته محكمة في اتلانتا يظهر إسقاط الاتهام يوم السبت.
وقالت هوا قو زوجة وانغ لرويترز إنها "سعيدة". وقالت في بيان منفصل "عائلتنا اكتملت مجددا... لقد انتظرنا، ابننا شاو فان وأنا، ثلاث سنوات طويلة من أجل هذا اليوم ومن الصعب أن أعبر بالكلمات عما أشعر به بعد لم شملنا مع شي يو"، وفقاً لوكالة رويترز.
وقال نزار زكا رجل الأعمال اللبناني المقيم في الولايات المتحدة، والذي أطلقت إيران سراحه في يونيو حزيران بعد احتجاز دام أربعة أعوام، لرويترز إنه كان أول من علم بإطلاق سراح وانغ وإنه أبلغ والدة وانغ وزوجته بهذا النبأ.