بالصور: القسام تنشر تقريرا مصورا عن أحد قادتها الشهداء في غزة
نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة " حماس "، اليوم الإثنين، تقريرا مصورا عن القائد السابق فيها الشهيد عوض سلمي، وذلك في الذكرى السنوية لارتقائه، أثناء زرعه عبوة ناسفة ضد جيش الاحتلال شرق مدينة غزة .
وفيما يلي نص التقرير كما ورد عبر موقع كتائب القسام:
«عوض سلمي».. وريثُ البندقية ومُخطِط العمليات النوعية
القسام - مراسلنا :
سطر ببصماته ملاحم إيلام المقاومة للمحتلين، ليكون من القادة الذين سطروا بدمائهم الطاهرة أروع الملاحم والتضحيات على درب عقل وارثا بندقيته، حتى أصبح من المطلوبين الأوائل للعدو الصهيوني المحتل .
تمر اليوم الذكرى السنوية لاستشهاد القائد القسامي "عوض صالح سلمي"، هذا البطل المقدام الذي حصد رؤوس الصهاينة، وأذاق المحتلين ويلات وويلات عبر عمليات جهادية لن يغفل التاريخ الحديث عنها، فحق لاسمه أن ينقش على صفحات تاريخ المقاومة.
نَشأة على الجهاد
ولد سلمي جنرال العبوات الناسفة في مدينة غزة بتاريخ 10/8/1972م، لأسرة بسيطة متدينة، وقد عرف بميوله الدينية منذ نعومة أظفاره، وكان عاشقا لبيوت الله، درس في مدارس غزة المرحلة الابتدائية والإعدادية، وأكمل تعليمه الثانوي داخل سجون السلطة، ثم درس أصول الدين بالجامعة الإسلامية، وتزوج وأنجب خمسة أبناء.
كان منذ صغره ملتزما في مسجد صلاح الدين, الذي كان يؤذن فيه والده، فقد كان للمسجد دور كبير في حياته، وعرف بأنه صاحب الهمة العالية محبا للجهاد والاستشهاد، وكان مدرسة في العمل والنشاط والتضحية والصبر والعطاء.
وريث البندقية
تأثر عوض كثيرا بالقائد عماد عقل، فلم يكن قد مضى شهر على اغتيال القائد حتى أدرك الاحتلال أن هناك جنرالا أكمل مسيرة المقاومة وثأر لاغتيال عقل.
وذلك عندما امتشق القائد القسامي "عوض سلمي" ذات البندقية التي قاتل بها عماد عقل في فجر الرابع والعشرين من ديسمبر، وقتل مسؤول الوحدات الخاصة في قطاع غزة، الكولونيل الصهيوني "مئير مينز" انتقاما وردا لاغتيال عقل.
وأكمل الطريق سائرا على دربه وارثا بندقيته، لتشهد مسيرته الجهادية ويسجل التاريخ له عمليات نوعية أرقت المحتل، وكبدته الخسائر البشرية والمادية.
قائد مميز
يعتبر القائد من أوائل الملتحقين في الجهاز العسكري، حيث التحق في صفوف كتائب القسام عام 1992م، ورافق خلال هذه الفترة عمالقة المجاهدين في كتائب القسام منهم المهندس يحيى عياش، وعماد عقل، ومحمد الضيف.
عرف أبو مجاهد رحمه الله، أنه كان قائدا مميزا وفدائيا من نوع فريد، زرع عبوات الموت في كل طريق لجنود الاحتلال، وصاحب الأفكار للعمليات البطولية، همته لا تعرف الكلل، وصل الليل بالنهار في رصد الأهداف والإعداد لقتل الصهاينة.
وسعى إلى تطوير العمل المقاوم، فنجح في جلب قذائف الهاون و(الار بي جي) عبر الحدود الى قطاع غزة، واشتهر بذكائه في التخطيط للعمليات العسكرية النوعية التي زلزلت الأمن الصهيوني.
سلمي مطاردا ومعتقلا
بدأ مسلسل مطاردة الاحتلال لعوض عام 1993م، بعد أن قام بالكثير من العمليات العسكرية وضرب العدو ضربات تلو الضربات إلى أن اعتقلته السلطة عام 1996م، ودام اعتقاله مدة أربع سنوات حتى تمكن من الفرار.
سنوات من المطاردة لم تنهك قواه، وأربع سنوات من السجن لم تفت في عضده وشتى صنوف العذاب على أيدي الجلادين لم تضعف عزيمته، فبعد خروجه لم يخلد سلمي إلى الراحة, بل أصر على مواصلة طريق الجهاد والاستمرار في ضرب الأهداف الصهيونية، وبدأ بنصب الكمائن للجيش الصهيوني, وتنفيذ العديد من العمليات البطولية.
أبرز عملياته
شارك القائد في تنفيذ أكثر من 20 عملية عسكرية ضد أهداف للعدو, قتل خلالها ما بين 12 إلى15 جنديا صهيونيا, وجرح العشرات، وكان من أهم العمليات التي قام بها:
* قتل الكولونيل "مئير منير" قائد القوات الخاصة في قطاع غزة, انتقاما لمقتل القائد عماد عقل.
*عملية جحر الديك عام 1998م، حيث نصب كمينا لجيب عسكري أردى من فيه قتيل وجريح.
*تفجير عبوة على موقع ترميت في رفح، أدت الى مقتل واصابة العديد من جنود الموقع.
* عملية مسجد العباس التي نفذها مع الشهيد (كمال كحيل) أدت الي قتل عدد من الجنود.
*عملية الشارع الشرقي في غزة التي نفذها بمشاركة الشهيد عماد عقل، قتل فيها 4 جنود.
*تفخيخ سيارة تم تفجيرها في باص للمغتصبين على طريق نتساريم، قتلت وأصابت العشرات منهم.
*استهداف دبابة قرب بوابة صلاح الدين بالقذائف مما أدى إلى حرقها بالكامل.
*قتل جندي قنصا على دبابته شرق قطاع غزة.
*قتل جندي من مسافة صفر في شارع عمر المختار.
*قتل ضابطين في شارع الثلاثيني.
*تنفيذ عملية اطلاق نار على مفترق نتساريم قتل فيها جندي.
شهادة القائد
في شهر رمضان وبعد أن أدى صلاة الفجر، كان أبو مجاهد مع موعد الشهادة التي طالما طلبها وحلم بها ونالها، ففي يوم الأحد الموافق 2/12/2000م، لقي عوض سلمي ربه أثناء زرعه عبوة ناسفة ضد جيش الاحتلال على الخط الشرقي بمنطقة المنطار شرق مدينة غزة.
رحل القائد تاركا خلفه رجالا أكملوا مسيرته وساروا على نفس الدرب الذي عبده بدمه، ويعدون كل يوم أصناف العذاب حتى يأذن الله بالنصر والتحرير من رجس الصهاينة المعتدين .