بمبلغ 40 مليون دولار: تفاصيل إنجازات الحرم الجامعي الجديد في الأزهر
قال المهندس حاتم أبو شعبان أمين سر مجلس أمناء جامعة الأزهر ب غزة ورئيس لجنة الإنشاءات في المجلس، إن الجامعة بدأت فعلياً بطرح عطاء مبنى كلية التربية في الحرم الجامعي الجديد على مساحة (3.5) دونماً وبمساحة إجمالية بلغت (12,000) متراً مربعاً، بتمويل كريم من الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية بقيمة (4) مليون دولاراً أمريكياً، مشيراً إلى أنه تم الإعلان فعلياً عن مناقصة المشروع لدى المقاولين، والجامعة واستشاريي شركة خطيب وعلمي العالمية الآن، بصدد تقييم تلك العطاءات تمهيداً للترسية على المقاول الأنسب فنياً ومالياً.
وأجمل م. أبو شعبان خلال مقابلة أجرتها معه دائرة العلاقات العامة والإعلام الحديث عن قيمة المبالغ التي تم صرفها على المشاريع التطويرية في الحرم الجامعي الجديد لجامعة الأزهر-غزة، خلال (6) سنوات الماضية، والتي بلغت حتى اللحظة (38.437) مليون دولاراً أمريكياً تقريباً، مشيراً إلى أن هذه الانجازات تحققت خلال هذه الفترة القياسية وبهذه القيمة المذكورة، تعتبر إنجازاً وطنياً وأكاديمياً عظيماَ لجامعة الأزهر، مؤكداً أن الفضل في هذه الانجازات يعود للمتابعة الحثيثة من قبل المختصين بالجامعة وإداراتها المتعاقبة لإنجاز هذه المشاريع بهذه الصورة الرائعة.
تجهيز البنية التحتية
وعن تلك المشاريع أوضح م. أبو شعبان أنها بدأت منذ اللحظة الأولى لاستلام الجامعة للأراضي المخصصة لها من سلطة الأراضي بقرار من الرئيس أبو مازن بتخصيص (130) دونماً تم استلام (88) دونماً فعلياً منها من سلطة الأراضي، وفوراً بدأ العمل الدؤوب لجلب تمويل من أجل إنشاء الحرم الجامعي الجديد بأعلى وأدق المواصفات العالمية، حيث كانت البداية بإنشاء السور الخارجي والذي بلغ محيطه (1200) متراً بارتفاع (3) أمتار، والبوابات الرئيسة وعددها (4) بوابات، وأعمال بنية تحتية بتمويل حملة الفاخورة بدولة قطر لإعادة إعمار غزة بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية والهلال الأحمر القطري وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بقيمة إجمالية بلغت (مليون وأربعمائة ألف) دولاراً أمريكياً، بإشراف شركة خطيب وعلمي ومتابعة مهندسي الجامعة، وتنفيذ شركة الخيسي للتجارة العامة والمقاولات.
كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية
وعن باكورة الكليات التي تم إنشائها قال م. أبو شعبان إن إنشاء كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية على مساحة (3) دونمات بمساحة إجمالية (13,000 متراً) والذي يعد تحفة معمارية على الطراز المغربي، بتمويل كريم من جلالة الملك المغربي محمد السادس (صندوق بيت مال القدس الشريف)، بقيمة تمويلية بلغت (ستة ملايين ونصف) دولاراً أمريكياً، بإشراف شركة خطيب وعلمي ومتابعة مهندسي الجامعة، وتنفيذ شركة أبو شمالة وأبو دان.
كلية الآداب والعلوم الانسانية
وأضاف م. أبو شعبان أنه تبع ذلك إنشاء مبنى كلية الآداب والعلوم الإنسانية، على مساحة (3.5) دونماً وبمساحة إجمالية (20,000) متراً، بتمويل كريم من المملكة العربية السعودية (صندوق السعودي للتنمية) بتكلفة اجمالية بلغت (ثمانية مليون) دولاراً أمريكياً تقريباً، بإشراف هندسي من قبل هيئة الأمم المتحدة، ومتابعة مهندسي الجامعة، وتنفيذ شركة الحتاوي للمقاولات.
مركز الرياض للاحتفالات والأنشطة الطلابية
ولفت م. أبو شعبان إلى أنه تزامن مع إنشاء كلية الآداب، تمويل المشروع الأضخم على مستوى فلسطين، وهو مشروع إنشاء مبنى الاحتفالات والمسرح (مبنى الرياض)، على مساحة (5.5) دونمات ومساحة اجمالية بلغت (20,000) متراً، بتمويل كريم أيضاً من المملكة العربية السعودية بتكلفة إجمالية بلغت (ثلاث عشرة مليون) دولاراً أمريكياً تقريباً، وبإشراف مشترك مع هيئة الأمم المتحدة وتنفيذ شركة أحمد المصري، لافتاً إلى الصعوبات التي واجهها هذا المشروع بسبب منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال بعض المواد والمعدات الضرورية للعمل، مشيراً إلى أن هذا المبنى يعد الاضخم والأكبر على مستوى المنطقة، وتم انجاز ما نسبته 97% منه وسيتم الانتهاء من العمل به واستلامه نهاية هذا العام.
تعبيد الطريق الموصل للجامعة
وأوضح م. أبو شعبان بعض المشاكل والصعوبات التي واجهت الجامعة خلال تنفيذها لتلك المشاريع ومن أهم تلك الصعوبات صعوبة الوصول إلى الحرم الجديد لعدم وجود شبكة طرق تؤدي للحرم الجديد، مما دفع الجامعة للبحث الفوري عن تمويل مشروع تجهيز وتعبيد الطريق الرئيس الموصل بين شارع صلاح الدين والحرم الجديد، مشيراً إلى أن تلك الجهود أثمرت بإيجاد تمويل للطريق الموصل بين شارع صلاح الدين ومدخل الجامعة، بالإضافة إلى تجهيز الساحات الداخلية والطريق الدائرية داخل الحرم لسهولة الوصول والحركة، فحصلت الجامعة على موافقة المملكة العربية السعودية (الصندوق السعودي للتنمية) لتمويل مشروع تعبيد الطريق الخارجي، والذي يبلغ طوله (1,500) متراً وعرض (30) متراً، بتكلفة إجمالية بلغت (2) مليون دولاراً أمريكياً تقريباً، بإشراف هيئة الأمم المتحدة ومتابعة مهندسي الجامعة، وتنفيذ شركة بالكون، لافتاً إلى أنه تم إنجاز 75% من هذا المشروع حتى اللحظة، وأضاف أن ذلك تزامن مع الحصول على تمويل من الصندوق السعودي للتنمية أيضاً لتعبيد الساحات الداخلية والطريق الدائري داخل الحرم الجديد بتكلفة إجمالية بلغت نصف مليون دولاراً أمريكيا تقريباً، وبإشراف هيئة الأمم المتحدة، وتنفيذ شركة أحمد المصري.
مشاريع متفرقة
وأوضح م. أبو شعبان أن المشاريع تلك تمت إلى جانب مشاريع متفرقة جعلت من الحياة في الحرم الجديد أمراً طبيعياً، من أهمها تأثيث كامل لكلية الملك محمد السادس بمبلغ ما يقارب (مليون وثلثمائة) ألف دولاراً أمريكياً بتمويل من بيت مال القدس الشريف في المغرب، وتأثيث كامل لمبنى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمبلغ (سبعمائة) ألف دولاراً أمريكياً بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية، وتأثيث كامل لمبنى الرياض للاحتفالات بمبلغ ما يقارب (ثمنمائة) ألف دولاراً أمريكياً بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية، بالإضافة إلى توصيل خط الضغط العالي للكهرباء من شارع صلاح الدين إلى الحرم الجديد بمبلغ ما يقارب (مائة وستون) ألف دولاراً أمريكياً بتمويل من الهلال الأحمر القطري، وتوريد وتركيب محطة تحلية للمياه بملغ ما يقارب( الثمانون) ألف دولاراً أمريكياً بتمويل من (UNDP)، كما تم تركيب أعمدة إنارة داخل الحرم الجامعي بالطاقة الشمسية بمبلغ ما يقارب (أربعون) ألف دولاراً أمريكياً، بتمويل دولة النرويج، لافتاً إلى أن هذا الأمر اتاح المجال أمام الجامعة بالتوسع ونقل كلية الزراعة والطب البيطري، وكلية الحقوق، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية التربية، وكلية الشريعة، للمقر الجديد المزود بأحدث الإمكانيات وأفضل المواصفات، مشيراً إلى أن الحرم الجامعي الجديد أصبح الآن حقيقة وتحفة معمارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد شعرنا جميعاً مدى انبهار ضيوف الجامعة وأهالي الطلبة الخريجين خلال الأيام القليلة الماضية أثناء تنظيم الجامعة لاحتفالات تخريج الفوج الرابع والعشرون من طلبتها والذي استمر على مدار ثلاثة أيام متواصلة.
الشكر والتقدير لشركاء الجامعة
واختتم م. أبو شعبان حديثه بالتأكيد على أن مجلس أمناء الجامعة، وضع له خطة استراتيجية ليجعل من جامعة الأزهر-غزة رقم واحد في فلسطين من خلال العمل الدؤوب ومواكبة التطور، وإجراء التحديثات المطلوبة، والاستغناء عن النمطية والتقليدية على كل المستويات، مشدداً على أنه لا ينقصنا أي شيء للوصول إلى هذه الغاية إلا توفير الدعم المالي من الجهات الداعمة عربياً وأجنبياً، وإننا فخورون جداً بانجازاتنا ومستوى العلم والخبرة التي تتمتع بها الجامعة، مقدماً الشكر والامتنان لكل من تفاعل وشارك في قصة النجاح، بدءً من الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية، وسلطنة عُمان والمؤسسات الدولية الداعمة، ومجالس الأمناء السابقين وإدارات الجامعة المتعاقبة، والعاملين بالجامعة في هيئتيها الأكاديمية والإدارية، خاصاً بالذكر وحدة المشاريع بالجامعة برئاسة المهندس محمد الوزير، والمهندس راغب عطالله مستشار رئيس الجامعة للأمور الفنية والهندسية، وكذلك للمكتب الهندسي وطاقمه، والشكر موصول لجهود الأستاذ الدكتور عبد الخالق الفرا رئيس الجامعة السابق، الذي كان له دوراً كبيراً وواضحاً في جلب ودعم وإنجاز تلك المشاريع، راجياً لفلسطين كل فلسطين أن تصل إلى مبتغاها في التحرير وأن تكون دولة مستقلة، تعيش نهضتها الاقتصادية وبمؤسسات قوية تستطيع تحقيق طموح شبابنا، وتخلق فرص العمل لهم، لضمان الحياة الكريمة للجميع ضمن رؤية مؤسساتية وليست فردية.