أجواء إيجابية حلق بها حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية من بين غزة والضفة في جولات مكوكية ذهابا وايابا كان آخرها تسليمه ردا إيجابيا من حركة حماس للرئيس الفلسطيني محمود عباس تعلن فيها موافقتها على إجراء الانتخابات بنظام التمثيل النسبي الكامل لتغازلها فتح وتقول على لسان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد بأن فتح جاهزة لتكون في قائمة واحدة جنبا إلى جنب مع حركة حماس ، ولكن في الوقت نفسه أبقى الباب مواربا للشيطان حينما قال نتمنى أن لا تفاجئنا حماس بشروط جديدة رغم أن ما تسرب عن التفاصيل التي جاءت في رد حركة حماس يفيد بأن شروطها قد لا تشكل عائقا في طريق استكمال الطريق باتجاه الانتخابات ومن بينها تحييد المحكمة الدستورية وتشكيل محكمة متفق عليها ، واجتماع وطني مقرر بعد صدور المرسوم الرئاسي وأن يتضمن المرسوم الإشارة لانتخابات تشريعية ورئاسية بشكل متتال بعد ٣ اشهر وهي شروط مشروعة لا ترقى لمستوى عراقيل .

وبالتالي فحتى اللحظة الألغام لم تنفجر في الطريق والزيارة الأخيرة لرئيس السلطة محمود عباس لقطر التي تربطها علاقة جيدة بحركة حماس بالإضافة للقاء السفير القطري محمد العمادي في رام الله برئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي عزيز دويك يعني أن هناك حراك غريب قد يفضي إلى تغيير ما على أرض الواقع . 

أيا كانت الأطراف التي تسعى لتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس سواء بنوايا ايجابية أو لمصالح شخصية ، وأيا كانت الأهداف التي قد تدفع الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة بالسماح للفلسطينيين لإجراء هذه الانتخابات فالمهم في النهاية هي أن تنتصر الإرادة الفلسطينية في فرض المصالحة والوحدة حتى تتمكن من اجهاض طموحات وآمال المتربصين بالقضية الفلسطينية .

فالفلسطينيون بإمكانهم أن يحلقوا بعيدا عن نظرية المؤامرة لو أرادت قيادتهم السياسية ذلك بل إن المصلحة الوطنية تقتضي ذلك ، وعليه فلو أردنا أن نسير في درب قد يبدو فيه ضوء في نهاية النفق سنتحدث أن هذه الانتخابات إن تمت بالفعل واحترمت نتائجها وأثبتت نزاهتها ستكون هي المخلص لما بقي من القضية الفلسطينية ، لأن الثوابت التي يحرص عليها الطرفان لم يبقى منها إلا الشعارات ف القدس هُوّدت والأرض أُهدِيت من ترامب لنتنياهو أما الضفة فتلفظ أرضها أنفاسها الأخيرة ، والأسرى يصطادهم الموت بين أنياب السجان الاسرائيلي واللاجئون يغرقون في جوعهم وتشردهم ، ولم يبقَ من كل الثوابت إلا إرادة المواطن الفلسطيني التي يمكن أن تكون رمانة الميزان في هذه المعادلة لاسيما وأن ظهر الفلسطينيين بات مكشوفا في ظل حالة التطبيع العلني من بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال . 

وعليه فملف الانتخابات قد يكون المخلص والآن نحن في مرحلة صفاء النوايا ولو صدق ذلك سيكون مدخلا لتنتهي معاناة المحاصرين في غزة وتنتهي آمال الطامحين في قسم الوطن إلى قسمين ليبدو للعالم وكأن فلسطين ضفة وغزة فقط .. الانتخابات تعني مصالحة والمصالحة تعني العودة للبحث عن اكتمال الحلم الفلسطيني بالتحرير وعودة اللاجئين واستكمال أركان الدولة المستقلة . 

حماس وافقت والفصائل كلها وافقت والكرة في ملعب رئيس السلطة ، فهل سيسجل الهدف لينصر الفريق الفلسطيني أم سيدع الخصم يسجل في مرمانا ضربة الجزاء ؟!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد