معلقون إسرائيليون:نتنياهو أهان الوعي الأمريكي
القدس / سوا / بعد يوم واحد من خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي، قال معلقون إسرائيليون إن الخطاب كان موجها للناخب الإسرائيلي، وأثار غضب الإدارة الأمريكية وأضر بالهدف المعلن له وهو إحباط المشروع النووي الإيراني.
وقال المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الذي رافق الطاقم الإعلامي لنتنياهو، أهرون برنياع: كان نتنياهو بأفضل حالاته، واضح فصيح اللسان، واثق من نفسه يتحدث الإنجليزية الأمريكية بطلاقة لا يتقنها أي سياسي إسرائيلي سواه.
وأضاف: لغته الانجليزية الأمريكية سر قوته، كل إسرائيلي متأكد أن يحسن إدارة الدولة أفضل منه، لكن لا أحد يحسن التحدث بالانجليزية مثله. صنع نتنياهو لنفسه فرصة ذهبية قبل أسبوعين من الانتخابات لإثارة إعجاب الناخبين في إسرائيل، وحققها حتى آخر رمق".
ومضى قائلا: لكن في واشنطن تبدو الصورة مختلفة، ووصف مسؤول رفيع في البيت الأبيض خطاب نتنياهو بأنه "استعراض"، وحين سألته إلى أي حد أنتم غاضبون، لم يفصح، لكن نانسي بلوسي زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس، أدلت بعد الخطاب بتصريحات غاضبة: "الخطاب كان إهانة لوعي الشعب الأمريكي".
كان مثيرا للاهتمام مراقبة بلوسي خلال الخطاب. جلست في جناح الشرف في مركز القاعة،وصلت باكرا مليئة بالابتسامات، وامتنعت عن الانضمام إلى الوفد المشكل من الحزبين لاستقبال نتنياهو. في بداية الخطاب قامت مع رفاقها وصفقت بعد كل صعود في نبرة نتنياهو، لكنها بعد ذلك فضلت البقاء جالسة، وهكذا تصرف قسم متزايد من أعضاء الحزب الديمقراطي الذين جلسوا على يمين الخطيب، وبرز من بينهم الأعضاء السود. وكلما اشتدت حدة انتقادات نتنياهو على المفاوضات مع إيران ازداد عبوس بلوسي، وحينما أنهى سارعت للمغادرة.
وأضاف: هذا الوصف مهم لفهم معاني خطاب نتنياهو بكل ما يتعلق بالنووي الإيراني.فالخطاب يهدف إلى تمهيد الأرضية لخطوة ما يتخذها الكونغرس الأمريكي. في البيت الأبيض يتحدثون عن خطوتين محتملتين: قانون لتشديد العقوبات على إيران، وقانون يحدد موعدا نهائيا للمفاوضات. وفي الحالتين سيستخدم الرئيس أوباما حق النقض الفيتو، وفي هذه الحالة سيحتاج القرار إلى ثلثي أعضاء الكونغرس لإبطال الفيتو. لكن خطاب نتنياهو يوم أمس لم يجند الديمقراطيين بل أبعدهم أكثر. وبالنتيج لم تقف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية على رأس اهتمامات نتنياهو بل صناديق الاقتراع في إسرائيل.
وتابع: في أحد أجنحة القاعة جلس المليارديرات اليهود وراقبوا الرجل الذي رعوه. جاءوا ليروا بعيونهم ثمار استثماراتهم. السياسة الأمريكية مرتهنة للمال، لم ينجح الميليارديرات حتى الآن في انتخاب رئيس لكن لديهم تأثير كبير على انتخاب الرئيس ونواب الكونغرس. وهو ما يصفه كاتب العامود توم فريدمان بـ"عالم شلدون"، نسبة إلى شلدون أدلسون، صاحب دور الكازينو في لاس فيغاس. وقال إن هناك هوة واسعة بين العالم الحقيقي وين عالم أدلسون.
ويضيف رغم أن أعضاء الكونغرس الذين يعتاشون على تبرعات أدلسون وآخرين يتصرفون بموجب تعليماتهم، لكن الرأي العام الأمريكي يسير وفق سلم اهتمامات واعتبارات مختلفة.
وأضاف أن خطاب نتنياهو الذي بث في محطات الكوابل، اختفى بعد ساعة من العناوين وعن جدول أعمال أعضاء الكونغرس، وحلت مكانه الكثير من القضايا، ميزانية وزارة الأمن الداخي، وتورط هيلاري كلينتون في قضية أمنية، والأهم أن المفاوضات مع إيران مستمرة.