الأول من نوعه

شخصيات من غزة تلتقي أعضاءً بالكونجرس الأمريكي عبر سكايب

فلسطين

التقت مجموعة من الشخصيات الوطنية من قطاع غزة ، ضمت عدد من ممثلي المجتمع المدني واكاديميين وكتاب وصحفيين وشباب، عبر تقنية "سكايب"، أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونجرس الامريكي.

ووفق بيان ورد (سوا)، فإن الأعضاء الذين تم لقائهم عبر "سكايب" منعتهم إسرائيل من الوصول إلى قطاع غزة في مرات سابقة، ويناصرون قضايا الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ويعارضون سياسات ادارة ترامب ضد الشعب الفلسطيني وقضيته.

وذكر البيان أن "هذا اللقاء الذي نظمه المركز الفلسطيني للحوار الديمقراطي والتنمية السياسية، يعتبر الأول من نوعه".

وقال د. وجيه ابو ظريفة رئيس المركز إن "هذا اللقاء اتاح فرصة امام الشخصيات الوطنية والمهنية الفلسطينية لطرح قضايا الشعب الفلسطيني وهمومه على طاولة البحث في الكونجرس الامريكي ورفع الصوت الفلسطيني في وجه سياسات ادارة ترامب التى تستهدف الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وأضاف أبو ظريفة أن "اللقاء يعتبر تحدياً لقرارات دولة الاحتلال بمنع اعطاء الكونجرس من الوصول الى غزة في نفس الوقت الذي يمنع الحصار المفروض على قطاع غزة الشخصيات الوطنية من الخروج من القطاع".

واكد أن "هدف المركز الفلسطيني للحوار الديمقراطي هو التأثير على صناع القرار السياسي في العالم ووضع قضايا فلسطين على اجندة البرلمانات والمؤسسات الدولية وخلق حالة من التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة".

وبحسب البيان، استنكرت عضو الكونجرس رشيدة طليب قرارات ادارة ترامب المتلاحقة ضد الشعب الفلسطيني وخاصة اعلان وزير الخارجية الامريكي حول شرعية المستوطنات واعتبرتها خروجاً عن القانون الدولي وعن السياسات الدائمة للولايات المتحدة باعتبار ان الاستيطان غير قانوني وعقبة كبير في طريق عملية السلام في الشرق الاوسط

بدوره، قال عضو الكونجرس مارك بوكان أن حقوق الشعب الفلسطيني لا يمكن اغفالها او تجاهلها وان الحصار على قطاع غزة يجب أن ينتهي.

وشدد على أن التمويل الامريكي للأونروا يجب أن يعود، وأن لا يتم ربط المساعدات الانسانية بقضايا ومواقف سياسية.

كما اكدت عضو الكونجرس جان شكاوسكي ان هذه السياسات التي تتبعها ادارة ترامب لن تستمر، موضحة  أن الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة 2020 ستحمل التغير الحقيقي بإزاحة ترامب عن السلطة في واشنطن ومن ثم عودة الولايات المتحدة الى سياسات اكثر اعتدالاً والتزاماً اتجاه القضايا الدولية.

من جانبه، ألقى راجي الصوراني رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الانسان كلمة ذكر فيها أن "كل القرارات التي صدرت عن ادارة ترامب سواء الاعتراف بان القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الامريكية لها او حتى الحديث عن شرعنة الاستيطان غير قانونية وغير اخلاقية وتخالف الاعراف الدولية وقرارات الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي".

وأكد الصوراني أن هذه القرارات تعتبر جزء من دعم الاحتلال وتخالف اتفاقيات جنيف وكل مواثيق حقوق الانسان عبر التاريخ وهي اصطفاف الى جانب جرائم الحرب التي يقوم بها الاحتلال والتي يجب ملاحقة مرتكبيها قانونياً في المحكمة الجنائية الدولية.

وأشار إلى أن فرض الحقائق على الارض بالقوة المسلحة لن يغير من حقيقة مخالفة هذه الحقائق للقانون الدولي، مضيفا : "بالتالي هذه القرارات وكل ما ينتج عنها هو باطل بقوة القانون الدولي والشرعية الدولية وقوة العدالة الانسانية".

وطالب الصوراني، أعضاء الكونجرس الامريكي التقدميين بالاصطفاف جانب العدالة والسلام وتحدي الاحتلال وداعميه من اجل ضمان الامن والاستقرار في المنطقة والعالم

فيما ألقى عدنان ابو حسنة الناطق باسم الأونروا كلمة شرح فيها آثار قطع المساعدات الامريكية والتي تهدد عشرات الألاف من الأسر الفلسطينية بالمجاعة الحقيقية إن تم تقليص المساعدات الغذائية التي تقدم الى ما يفوق مليون مواطن في قطاع غزة.

وأكد أبو حسنة أن "التأثيرات لن تتوقف عند التأثير على المدارس والعيادات التي تقدم خدماتها الى ملايين الفلسطينيين في فلسطين وفي المخيمات خارجها بل ستمتد اثارها النفسية والمعنوية لتؤدي الى حالة من الاحباط وفقدان الامل الذي سيؤدي بدوره الى مزيد من الاحتقان والعنف والتطرف".

وطالب أبو حسنة الولايات المتحدة باحترام المؤسسات الدولية وخاصة الامم المتحدة وعدم اخضاع المساعدات الانسانية لأي اعتبارات سياسية او استخدامها كعقوبات غير قانونية مع المؤسسات الدولية او على المستفيدين منها.

وقال ابو حسنة ان الاونروا تعاني من ازمة مالية خانقة وعجز كبير في الموازنة للعام  2019، لافتا إلى أن "هذه الازمة لا تقل خطورة عن الازمة الخانقة التي مرت بها في عام 2018".

وطالب ابو حسنة اعضاء الكونجرس باستخدام سلطتهم التشريعية والقانونية من اجل الزام الادارة الامريكية بإعادة دفع التمويل الانساني للأونروا كمؤسسة انسانية غير سياسية تقدم خدمات الى الفقراء والمعوزين من العائلات الفلسطينية خاصة.

ونوه إلى أن ضرورات استمرار عمل الأونروا مازالت قائمة وأكدتها قرارات اللحنة الرابعة في الامم المتحدة عندما صوتت 170 دولة الي جانب تمديد ولايتها لسنوات قادمة.

وألقت الطالبة في كلية الحقوق سلمى ابو شعبان كلمة معبرة تحدثت فيها عن آثار الاحتلال والحصار على الاجيال الشابة وعلى الطلبة وكيف دمرت احلامهم ومنعتهم من استكمال تعليمهم بل حتى حرمتهم من أي فرصة للحصول على المنح الدراسية والبعثات الخارجية.

وقالت أبو شعبان إن الحصار يدمر قدرات الشباب الحقيقية على العمل من اجل تغيير الواقع الصعب ومحاولة تطور قدرات وامكانيات الشعب الفلسطيني وحولتهم الى مجموعة من العاطلين عن العمل دون احساس بالقيمة الحقيقية  للشباب.

وأكدت أبو شعبان أن كل هذه السياسات الاسرائيلية الظالمة والتي تدعمها الادارة الامريكية لن تقضي على استمرار مسيرة الشباب من جل تطوير قدراتهم والعمل على بناء جيل قادر على المساهمة في عملية التحرير والبناء والديمقراطية.

وفي نهاية اللقاء جرى نقاش بين الشخصيات الفلسطينية في غزة وأعضاء الكونجرس في واشنطن، الذي شارك به عدد كبير من اعضاء الكونجرس إضافة الى ممثلين من الأونروا وشخصيات من لجنة الصداقة الامريكية (AFSC).

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد