كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، عن سبب إعلان الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار الثلاثاء الماضي، عن تأجيل المسيرات شرق قطاع غزة اليوم، للجمعة الثانية على التوالي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قيادية قولها إن الهيئة أعلنت للجمعة الثانية على التوالي، عن "تعليق المسيرات في ظل رغبة فصائلية في تثبيت الهدوء وتفويت فرصة التصعيد على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، الذي يعيش أزمة كبيرة". 

وقال مصدر في الهيئة الوطنية، بحسب الصحيفة، إن "الفصائل أجمعت على تأجيل المسيرات، نظراً إلى معلومات تشير إلى أن الاحتلال سيتعمّد كسر شروط سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) بمنع استهداف المتظاهرين، وذلك لاستفزاز الجهاد وإحراجها ودفعها إلى الردّ والدخول في مواجهة جديدة تمثل حبل نجاة لنتنياهو، الذي سيستغلّ هذا التصعيد سياسياً. 

اقرأ/ي أيضا.. قناة عبرية: 3 خيارات أمام نتنياهو أحدها الحرب للهروب من الاتهامات ضده

وأضاف المصدر أن المقاومة "تريد مؤقتاً تأجيل المسيرات لحلّ الآثار السلبية التي تسبّبت فيها الدعاية الإسرائيلية خلال التصعيد الأخير، حيث حاولت تل أبيب زرع الخلاف بين حماس والجهاد". 

وأكد المصدر في الوقت نفسه أن المسيرات "مستمرة ولن تتوقف، وهي ليست المرة الأولى التي نؤجلها فيها"، متابعا : "نريد أيضاً فحص المناطق الحدودية لاكتشاف أيّ مخلفات عدوانية بعد العدوان الأخير".

ووفق الصحيفة، ترى الفصائل أن نتنياهو ربما يعمد إلى تصدير الأزمة السياسية الداخلية عبر مواجهة عسكرية مع غزة.

وأشارت إلى أن الفصائل ترى أن تفويت فرص التصعيد حالياً سيؤدي إلى استمرار الخلافات في تل أبيب، ثم تقديم نتنياهو إلى المحاكمة.

وفي سياقٍ متصل، ألمحت الصحيفة إلى أن هناك "ثمة نقاش حول تقليص المسيرات لتصبح مرة شهرياً أو خلال المناسبات الوطنية" بحسب المصدر نفسه. 

وأوضح المصدر أن هذا "القرار لم يحسم بعدما طرحه بعض مكوّنات الهيئة".

وكانت الهيئة الوطنية، قالت في بيان لها إنها أجّلت المسيرات لـ"إفساح المجال لجماهير شعبنا لمواصلة مؤازرة ذوي الشهداء والجرحى والمتضررين من العدوان الغاشم"، علماً بأنها سبق أن أجّلت مسيرات الجمعة السابقة بسبب العدوان الإسرائيلي.

ولفتت الصحيفة إلى أن الذي حفز على اتخاذ هذا القرار هو أن نتنياهو قال، قبل أيام، إن "إسرائيل لم تلتزم بأيّ شيء، وستضرب أيّ شخص يحاول إيذاءها".