شهد قطاع غزة خلال الأيام القليلة السابقة تصعيداً عسكرياً كبيراً بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي،بسبب اغتيال إسرائيل للقائد العسكري في سرايا القدس بهاء أبو العطا ، حيث بررًت إسرائيل اغتيالها للقائد أبو العطا،بأن أبو العطا كان بمثابة قنبلة موقوتة وكان يُشكل خطراً استراتيجياً كبيراً على أمن إسرائيل.

بالطبع اغتيال قائد عسكري كبير بحجم أبو العطا،أثار غضب وثورة حركة الجهاد الإسلامي،التي أرادت أن تنتقم لاستشهاد قائدها وبدأت بقذف رشقات كبيرة من القذائف الصاروخية من قطاع غزة تجاه مناطق غلاف غزة وبعض المدن الإسرائيلية،وبالتالي قام الطيران الحربي الإسرائيلي بشن عمليات قصف عنيفة لمواقع حركة الجهاد الإسلامي وبعض البيوت الفلسطينية،مما أدى ذلك إلى استشهاد نحو 34 فلسطينيامن بينهم نساء وأطفال.

كل هذا التصعيد العسكري الذي دار بين طرفين رئيسيين للقتال،ألا وهما إسرائيل وحركةالجهاد الإسلامي، التي كانتبدورها تنسق بشكل مباشر مع حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية الأخرى، يطرح عدة تساؤلات منأهمها،هل نحن كشعب فلسطيني مستعدون للحرب؟

وعندما أقصد هنا الاستعداد للحرب،لا أقصد الاستعداد العسكري،بل أقصد الاستعداد المدني والإنساني من ناحية مدى استعداد مستشفيات قطاع غزة لاستقبال عدد كبير من الجرحى واستعداد المؤسسات الحكومية لتوفير ملاجئ أمنه للنازحين وأصحاب البيوت المدمرة، واستعداد المدارس للتخفيف من الضغط النفسي والرعب في قلوب الأطفال، واستعداد وزارة الشؤون الاجتماعية لتوزيع مساعدات غذائية للعائلات الفقيرة والمحاصرة جراء الحرب.

هل نحن مستعدون فعلاً لكل ذلك؟

إنه من الغريب جدا أنه بعد أن نجحت الوساطة المصرية بإقناع حركة الجهاد الإسلامي بالدخول في تهدئة مع إسرائيل،وبعد التزام حركة حماس بسياسة ضبط النفس من أجل حقن ولو جزء صغير من دماء الشعب الفلسطيني،ومن أجل عدم الوقوع في عملية استنزاف عسكري لقواتها، أن تصدر بعض التلميحات والكلمات الشامتة من بعض ناشطي الإعلام المجتمعي بسبب توقف إطلاق النار وعدم استمرار القتال، وبسبب امتناع حركتي حماسوالجهاد الإسلامي من توريط أنفسهما وتوريط مواطني قطاع غزة في حرب كبيرة لا يُحمد عقباها!

إن الكلمات قد تؤدي إلىأفعال،وتؤثر في نفوس الناس والقادة،فبعض الكلمات التي تدل على اللوم والشماتةوالتي صدرت من قبل بعض ناشطي الاعلام المجتمعي وبعضالهتافات التي صدرت من مجموعهصغيرة من المحتجين الذين خرجوا إلى الشارع للتنديد بوقف القتال، هي كلمات وهتافات غير مسؤولة وتُشجع على سياسة سفك مزيد من الدماء في صفوف الشعب الفلسطيني،وربما أثارت غضب بعض الفصائل الفلسطينية التي أرادت أن تثبت أنها لم تنهزم ولمتستسلم لذا حاولت كسر اتفاق وقف إطلاق النار.

لذا أقول هنا،لا يوجد نصر في أي حرب، الخاسر دائما الشعب المدني الذي لا حول ولا قوة له!

لا أهلا ولا سهلا بالحرب والقتل وسفك الدماء، لنفكر ولو قليلا بمستقبل أطفالنا الذين أصبحوا يبللون فراشنومهم بسببشعورهم بالرعب جراء أصوات القصف، لنفكر قليلا بشبابنا الذين أصبحوا ينتحرون حرقا من حسرتهم على وطنهم المنقسم وقلة سبلالعيش، لنفكر قليلا بنسائنا اللواتي ترملن في عز شبابهن!

لا أهلا ولا سهلا بالحرب، اتقوا الله بكلماتكم قبل أن تُحرضوا بعضكم البعض على الحرب والدمار!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد