للوهلة الأول عندما تسمع اسم "ياسر عرفات" فإن هذه السيرة تتجلى بعظمتها  ويبقى الأسم مقروناً  بثورة شعب وحكاية وطن.


ياسر عرفات .. التي لا تخلو صورته موجودة في كل بيت، وسيرته محفورة  في وجدان كل الأحرار والثوار ، لما قدمه من عطاءات نضالية وسياسية  للقضية الفلسطينية وشعبنا  في أصعب المواقف وأحلك الظروف، فهو ذا كاريزما ثورية وطنية ورقم صعب، فهو  رجل الحرب السلام كما يصفه الكثيرون ،  قام بتوظيف كافات الطاقات الوطنية والعربية والعالمية لخدمة القضية الفلسطينية ، وجعل لها حضور وبعد عربي وإقليمي ودولي.


جاب وجال عرفات العديد من الدول ببدلته العسكرية وكوفيته، يفضح زيف المحتل وجرائمه، ويعبر عن الوجع الفلسطيني، حالماً بأمل الحرية والدولة والاستقلال .


عرف العديد فلسطين والقضية الفلسطينية  من خلال كوفيته  وصورته التي رسمت خارطة الوطن المحتل، ونال محبة واحترام وتقدير شعوب العالم .


لقد استفادت مختلف مراحل النضال الوطني الفلسطيني والتجربة الوطنية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة من حنكة ودبلوماسية الزعيم ياسر عرفات، فكان بارعاً في كل محطة ، إذ إنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها وحفظها التاريخ.


 رحل الشهيد والزعيم الراحل ياسر عرفات قبل 15 سنة بجسده، لكنه بقى سيرةً و نهج يدرس وترك إرثا نضاليا ومنجزات وطنية وله مكانة خاصة في قلوب ووجدان  كل من عرفوه أو سمعوا عنه، وذكراه مناسبة وطنية تذكرنا بصانع الثورة والهوية الوطنية الفلسطينية، وعبارته ما زالت مدوية في وجدان الأجيال .. "سيأتي يوم ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين... فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومآذن القدس، يرونها بعيدة ونراها قريبة".


ياسر عرفات.. كلما كتب الكتاب، وأنشد الشعراء، ورسم الفنانون، وقال الأدباء، تظل الصورة والحالة أجزاء، ويظل الواقع أكثر دهشة وحيوية، وأكبر دلالة من كل دواوين الشعر وصفحات الروايات، وألوان الرسومات والتصاوير والتصورات، نعم انت الحلم الفلسطيني الذي ضاقت به صفحة الأدب، وكاد أن يموت شاعره، ما زال يتجرد حتى اليوم الذي سبق هذه الومضة .. في ذكراك وفي كل يوم وفي كل لحظة ستبقى في وجداننا ووجدان كل الاحرار والثوار الطواقون للحرية والانعتاق من الإحتلال.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد