ما هو المطلوب من "حماس" بعد قرار المحكمة المصرية؟

غزة / خاص سوا/ قلل محللون سياسيون من تبعات قرار المحكمة المصرية للأمور المستعجلة، القاضي باعتبار حركة المقاومة الإسلامية حماس منظمة "ارهابية"، مطالبين الحركة بعدم الانجرار وراء موقف المحكمة المصرية والاستعانة بالوسطاء لتحسين علاقاتها مع مصر.


ورأى المحلل السياسي طلال عوكل في اتصال مع وكالة "سوا" أن قرار المحكمة المصرية القاضي باعتبار حماس "منظمة ارهابية" لا يمثل القرار السياسي المصري في ذات الشأن، وكذلك لا يمثل القضاء المصري حيث أن المحكمة المصرية لا تمثل رأس الهرم القضائي المصري.


وأوضح أن القرار الصادر هو قرار من هيئة قضائية فرعية ولم يستجب لها حتى المستوى السياسي المصري وعلى حماس التعامل مع الموضوع من هذا الحجم وعدم تضخيمه اعلاميا والتصدي له بالشكل المتواجد حاليا.


وتساءل عوكل: "لو كان الجانب المصري ينظر لقرار المحكمة على أنه يمثل الموقف المصري كيف يمكن تفسير اقامة القيادي البارز في حركة حماس موسى أبو مرزوق في القاهرة".


وأشار إلى أن قرار المحكمة المصرية جاء متأثرا بوقائع سابقة، وفي ظل تأجج الصراع الداخلي وفي ضوء التصعيد الذي تشهده مصر من قبل الجماعات الإسلامية ومن بينها جماعة الاخوان المسلمين، بالإضافة إلى حالة التحريض الاعلامي القوي ضد حركة حماس الذي تشهده وسائل الاعلام المصرية.


استبعاد العمل العسكري


واستبعد عوكل قيام مصر بعملية عسكرية ضد قطاع غزة، مشيراً إلى أن الوضع في القطاع لن يتغير كثيراً جراء القرار. 

وأوضح أن مصر لن تتخلى عن دورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن لقاءات المصالحة ستظل تحت رعاية القاهرة، مرجعاً عدم وجود لقاءات في القاهرة في الوقت الحالي إلى ذات أطراف الانقسام التي ترفض تجاوز الأزمات والمشاكل العالقة بينها.


وحول معبر رفح ، يرى عوكل أن لا جديد سيطرأ على آلية عمل المعبر لا بالإيجاب ولا بالسلب في ضوء استمرار سيطرة حركة حماس الأمنية على المعبر، مبيناً أن بوابة رفح الحدودية ست فتح فقط في الحالات الاستثنائية في ضوء العلاقات المتوترة بين حركة حماس والقاهرة. 

ويدعو عوكل حركة حماس إلى عدم الانجرار وراء الاتهامات والتصريحات التي يطلقها الاعلام المصري تجاهها، وعدم الرد بلغة سلبية على القرار، مشيراً إلى أن باب الحل سيبقى مفتوحاً لمعالجة الأمور ما لم تنجر "حماس" إلى الاتهامات بحقها.


ولفت عوكل إلى أن أحد مفاتيح الحل للتوتر في العلاقة بين حركة حماس وإسرائيل تكون من خلال الاستعانة بطرف ثالث على ذات الطريقة حين توجهت حركة الجهاد الإسلامي عبر وفد لها لمصر اليوم لمحاولة وضع حد للتوتر.


آليات لحل الأزمة


من جانبه، يرى المحلل السياسي أكرم عطا الله أن على حركة حماس أن تبحث عن آليات لحل الأزمة في العلاقات مع مصر من خلال تقديم مبادرات وفتح حوارات مع الدول العربية الأخرى والاستعانة بها كوسيط لإنهاء خلافاتها مع مصر.


وأشار إلى أن استمرار العلاقات المتوترة بين القاهرة وغزة يعني مزيد من التضييق على سكان القطاع المحاصر الذين يعانون من ويلات الحصار الإسرائيلي، وخصوصاً على صعيد السفر إلى الخارج للطلاب وأصحاب الاقامات كون مصر بوابة القطاع الوحيدة مع العالم الخارجي.


وتابع عطا الله، إن على حركة حماس أن تعلن ادانتها لما يحدث من هجمات مسلحة للمتطرفين في سيناء، بالإضافة إلى العمل على استئناف قرار المحكمة المصرية في المحاكم المصرية وابطاله إن استطاعت ذلك.


وتوقع عطا الله أن الجانب المصري سيرد بالإيجاب تجاه أي مبادرات تقدم للحل ، كون أن مصر لا تستغني عن دورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، ودورها في رعاية الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي وضمان تنفيذها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد