حنيني يروي قصة محاولة الهروب من سجن "شطة"

الدوحة/ سوا/ روى الاسير المحرر عبد الحكيم حنيني، أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، في الحلقة الثامنة من برنامج شاهد على العصر تفاصيل عملية حفر نفق لمحاولة الهروب من سجن "شطة" في مايو/أيار 1998، والحيل التي استخدمها الأسرى حتى لا ينكشف أمرهم، إضافة إلى المشاكل التي واجهتهم.

وشارك حنيني في عملية محاولة الهروب رفقة 24 أسيرا معظمهم من أصحاب الأحكام المؤبدة وينتمون لعدة فصائل فلسطينية وهي حركة حماس، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ويقع سجن "شطة" في الأغوار الفلسطينية بالقرب من مدينة بيسان وأيضا قرب بحيرة طبرية، ومن أسباب محاولة الهروب هو أن الفارين يمكنهم قطع مسافة قريبة إلى بعض قرى مدينة جنين.

وضمت الزنزانة التي خططت لمحاولة الهروب 140 أسيرا من مختلف الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى أسرى من طائفة الدروز من أبناء الجولان السوري المحتل، وكانوا من حركة "المقاومة السرية" الذين قاوموا الاحتلال -بحسب حنيني- ورفضوا الهوية الإسرائيلية.

أما الغرفة التي نفذت عملية الحفر فضمت 16 أسيرا، بينهم من فتح هزاع السعدي وأسامة حنانية وهلال جردات وسمير حفظات، ومن حماس كان هناك علاء أبو خضر وإبراهيم شلش وعبد المعين المسلماني وعباس شبانة الذي كان مهندس فكرة الهروب.

وكانت خطة الهروب تقضي بتفريغ الغرفة من أصحاب الأحكام الخفيفة ومن أي أسير متردد، ثم البدء في عملية حفر نفق داخل الغرفة والتي اختير لها فريق من الأسرى له خبرة واسعة في هذا المجال.
وتحدث حنيني -وكان ممثلا للأسرى أمام إدارة السجن- عن المشاكل التي واجهتهم خلال الحفر وكيف نجحوا في حلها.

وعن سبب التفكير في الهروب من السجن، يوضح أن جميع الأسرى في كل سجون العالم يتطلعون للحرية، وكيف يخرجون من القبور التي يوجدون فيها، إضافة إلى أنه بعد اتفاق أوسلو عام 1993 اشترطت سلطات الاحتلال أن لا يتم الإفراج عن أي مناضل قتل أو جرح إسرائيليا، وهو ما جعل أسرى فتح يشاركون في محاولة الهروب.

مع العلم أن أسرى حماس والجهاد استثنوا من عملية الإفراج لأنهم كانوا يعارضون اتفاق أوسلو.

ويشير حنيني إلى عمليات هروب سابقة قام بها مقاومون فلسطينيون في سجون الاحتلال، بعضها نجحت وأخرى لم تنجح، منها هروب حصل في نفس سجن شطة في الخمسينيات لبعض الفدائيين التحقوا بعدها بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وفي سجن "كفار يونا" قام أربعة شبان فلسطينيين بحفر نفق داخل زنزانتهم، وتمكن غسان مهداوي وتوفيق الزبن من الهروب، أما فؤاد الهدلي وسامي حسين ففضلا البقاء لأن أحكامهما كانت تقارب على الانتهاء.

وهناك محاولات أخرى حدثت في سجن عسقلان القريب من قطاع غزة ، استخدم فيها الأسرى خططا وحيلا فنية، فقد نجح الأسرى المحررون نضال زلوم (أعيد اعتقاله) وثائر الكرد وحافظ قندس من يافا من أراضي 48 في حفر حفرة من الطابق الثاني في سقف المرحاض الموجود في غرفة زيارة الأهل، وكانت الخطة تقتضي النزول يوم زيارة الأهل والخروج معهم بلباس نساء.

ونجح الكرد وقندس في الخروج، لكن زلوم تأخر في النزول فكُشف أمره.

يُذكر أن حنيني ولد عام 1965 بقرية بيت دجن بشرق نابلس في الضفة الغربية لعائلة بسيطة، حيث كان والده يمارس الزراعة ورعي الغنم، ووالدته كانت ربة بيت. وهو أسير محرر، كان قد أُبعد فور إطلاقه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011 التي أفرجت إسرائيل بموجبها عن 1050 أسيرا وأسيرة من سجونها مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة عام 2006.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد