فروانة: قضية الأسرى بحاجة لإعلام قوي يؤثر على الرأي العام

عبد الناصر فروانة

قال الأسير المحرر، الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إن "العالم لم يعرف يوماً قوة ذات تأثير ونفوذ أعظم مما يتمتع به الإعلام في هذا الزمان".

وأضاف فروانة أنه "بدون إعلام قوي تبقى القضية تراوح مكانها، بغض النظر عن درجة عدالتها"، لافتا إلى أن "قضية الأسرى هي واحدة من أبرز القضايا عدالة، وهي بحاجة إلى اعلام قوي ينتصر لعدالتها، ويؤثر على وعي الآخرين ويساهم في صياغة الرأي العام، محليا كان أو اقليميا بل وحتى دولياً".

واستطرد: إلاّ أن الاعلام لا يصنع حدثاً، ولا يخلق صورة من فراغ. بل إنه يتلمس ما يحدث على أرض الواقع وينقل ما يصله من المعنيين، دون انكار قدرته على التأثير على المتلقي.

وذكر أن "هذا يعني أن الإعلام يؤثر ويتأثر في آن واحد"، منوها إلى أن "هذا يقودنا إلى التأكيد على أهمية الترابط ما بين الاعلام والتوثيق ومضمون خطاب المؤسسات والشخصيات المختصة والفعل الميداني المؤثر".

جاء ذلك ضمن ورقة عمل بعنوان: الثورة الجزائرية والعلاقات التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري ودور الإعلام الجزائري في استنهاض قضية الأسرى، قدمها اليوم الاثنين خلال مؤتمر نظمته مفوضية الشهداء والأسرى بحركة فتح وجمعية الاخوة الفلسطينية - الجزائرية في جامعة الأزهر ب غزة ، بعنوان: دور الاعلام في دعم قضية الأسرى "الاعلام الجزائري نموذجاً". وستنشر الورقة كاملة ضمن ملحق خاص في أوقات لاحقة.

وأشاد فروانة، بالعلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الفلسطيني والجزائري وبما قدمته وتقدمه الجزائر الشقيقة بلد المليون ونصف المليون شهيد، من دعم واسناد للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بشكل عام، وما يقدمه الاعلام الجزائري من دعم مميز لقضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص، مسجلا تجربة اعلامية استثنائية ومميزة تستحق الإشادة والتقدير.

وأوضح فروانة أن نجاح التجربة الاعلامية في الصحف الورقية الجزائرية نصرة للأسرى الفلسطينيين، دفعت وسائل الإعلام الأخرى وخاصة المرئية والمسموعة إلى تخصيص مساحات أكبر لنقل أخبار الأسرى ضمن برامجها ونشراتها الإخبارية، مما ساعد وساهم بشكل كبير في تعزيز حضور قضية الأسرى وتسليط الضوء على ملفاتها المختلفة في الجزائر الشقيقة، والتأثير على الرأي العام وتوسيع دائرة المتضامنين مع الأسرى.

وأشار فروانة إلى مجموعة من العوامل التي ساهمت في إنجاح التجربة الإعلامية في الجزائر وأبرزها: العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الجزائري والفلسطيني، ورعاية التجربة ودعمها من قبل مسؤولي المؤسسات الاعلامية الجزائرية، واخلاص الاعلاميين الجزائريين لقضية الأسرى باعتبارها جزءا أساسياً من كفاح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ووجود حاضنة فلسطينية رسمية ممثلة بسفارة دول فلسطين في الجزائر وسفرائها المتعاقبين ونخبة من الاعلاميين الفلسطينيين وفي مقدمتهم خالد عز الدين، مسؤول ملف الأسرى في السفارة، والمساهمة الفاعلة من قبل مؤسسات الأسرى في فلسطين، هيئة شؤون الأسرى والمحررين (وزارة الأسرى سابقا) ونادي الأسير الفلسطيني، والعديد من المختصين والكتاب والاعلاميين.

وأكد فروانة أن الترابط الوثيق بين كافة العوامل، شكّل سر نجاح التجربة الإعلامية في الجزائر، وأن المطالبة باستنساخ التجربة ونقلها الى عواصم عربية أخرى، تحتاج إلى توفير عوامل مشابهة؛ لضمان نجاحها.

وقدم فروانة في ختام ورقته مجموعة من التوصيات والمقترحات إلى منظمي المؤتمر والتي تناولها البيان الختامي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد