"لجان التنمية والتراث" تختتم فعاليات المؤتمر الشبابي الفلسطيني الثاني حول العدالة المناخية والاجتماعية
اختتمت مؤسسة لجان التنمية والتراثCDP اليوم الاحد ب رام الله فعاليات المؤتمر الشبابي الفلسطيني الثاني تحت عنوان «الشباب الفلسطيني في مواجهة التحديات المناخية ونحو عدالة اجتماعية»، وذلك بالشراكة مع بلدية رام الله وبالتعاون مع شبكة المنظمات البيئية الفلسطينية والشبكة الاورومتوسطية بفرنسا.
وفي كلمته الافتتاحية أكد مدير عام المؤسسة أ. يوسف حبش على أهمية العمل الدؤوب لمواجهة التغيرات المناخية، ويأتي هذا المؤتمر استكمالاً لنتائج المؤتمر السابق، وتم تشكيل إئتلاف فلسطيني من اجل العدالة المناخية والتنمية المستدامة وذلك لتوحيد جهود المجتمع المدني والمبادرات الشبابية لتكون نموذج للعمل عليه بالسنوات القادمة.
وشدد حبش على خصوصية فلسطين بسبب التحديات التي نعيشها بواقع مختلف تحت الاحتلال والذي يؤثر بشكل مباشر ورئيسي، ولهذا ننظم هذا العام بهدف التوعية بأهمية التغيرات المناخية ولنخلق حالة من الوعي بارتباط التغيرات المناخية بالاحتلال من جدار الفصل العنصري وسرقة الأراضي والمياه بالأغوار.
ورحب رئيس بلدية رام الله م. موسى حديد بالحضور وأكد على أن بلدية رام الله رائدة في مجال الحفاظ على البيئة، حيث تعد البلدية جزء من المنظومة، والعمل على البيئة اصبح جزء اصيل من خطتنا الاستراتيجية، ورغم اننا لسنا كدول نامية مؤثرين بالتغيرات المناخية الا اننا الأكثر تأثراً بهذه التغيرات، وبالتالي يجب العمل على التأقلم مع التغيرات مع ضرورة وجود سياسات من اجل الحد من الآثار السلبية التي ممكن ان تحدث.
وأضافت رئيس سلطة جودة البيئة الفلسطينية م. عدالة الاتيرة، بأن ملف التغير المناخي هو ملف سياسي بامتياز على الصعيد العالمي، يحاول الغرب الذي ارتكب الجريمة يجرنا لتحمل مسؤولية هذه الجريمة التي ارتكبها. نحن ضحية للمجتمع الدولي على صعيد البيئة وعلى صعيد تغطيته جرائم الاحتلال.
ومن جهته أكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية د.عبد الرحمن التميمي، بضرورة ألا ننشد إلى الماضي بل التوجه للمستقبل لأننا سنعيش المستقبل، وأول شروط عيش المستقبل الزاهر فإن أول شرط هي الحرية التي بدونها لا يمكن الاستمرار، فأي نشاط بوصلته تحرر الشعب الفلسطيني، ويجب علينا أن ندرك المخاطر التي تواجهنا لا سيّما التغير المناخي والزمن سيحكم هل سنتكيف أو نتغير مع التغير المناخي.
وتضمن المؤتمر ثلاثة جلسات، اختصّت الجلسة الأولى "اتفاقية الامم المتحدة حول التغيرات المناخية" من تعريف اللغة والمفاهيم وكوب باريس وما نتج عنه من التزامات والحراك العربي الودولي في مواجهة التغيرات المناخية، اما الجلسة الثانية فكانت تحت عنوان "فلسطين والتغير المناخي" وتم مناقشة واقع الاحتلال في تفاقم ظاهرة التغيير المناخي والحد من القدرة على التكيف في الارض المحتلة، بالاضافة الى قدرة فلسطين في التصدي للتغيرات المناخية وماهية شعار بلدية رام الله صديقة للبيئة، وتعنونت الجلسة الثالثة حول "استراتيجيات وبرامج عمل شبابية من أجل العدالى المناخية والاجتماعية" ودور الاعلام في التوعية على مكافحة التغيرات ومقارنة العدالة الاجتماعية ارتباطاً بالتغيرات المناخية.
كما دعا المؤتمر الى ضرورة الاهتمام بالاعلام البيئي في التنمية المستدامة، وتعزيز برامج مشتركة مع المؤسسات الإعلامية، وطالب بضرورة تأسيس مساق جامعي يختص بالاعلام البيئي، واتخاذ سياسات بيئية من قبل المؤسسات الإعلامية والصحفية، بالإضافة لضرورة عمل برامج ومشاريع من قبل مؤسسات المجتمع المدني لعمل مبادرات وفعاليات تختص بالبيئة.
وكانت توصيات المؤتمر على النحو التالي:
· ضرورة تشكيل ائتلاف شبابي فلسطيني معني بقضايا البيئة والتغير المناخي ينظم جهود الشباب الفلسطيني في التصدي للتغيرات المناخية والحفاظ على البيئة والتشبيك الإقليمي والدولي بهذا الخصوص.
· ضرورة إدماج الشباب في صناعة القرار، وإقرار الخطط الخاصة بمواجهة قضايا التغير المناخي، والسياسات والتشريعات الخاصة بالحفاظ على البيئة.
· ضرورة إدماج قضايا التغير المناخي وحماية البيئة في المناهج الدراسية الفلسطينية المدرسية والجامعية.
· ضرورة دمج المقاربة المناخية مع المقاربة الاجتماعية، فلا يمكن مواجهة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري العالمي دون الأخذ بعين الاعتبار العدالة الاجتماعية والمقاربة الحقوقية.
· ضرورة عقد ورش عمل، وجلسات نقاش، وحلقات دراسية، وتدريبات خاصة بالتغير المناخي بهدف خلق وعي بأهمية قضايا التغير المناخي والبيئة.
· ضرورة إدماج المقاربة البيئية في سياسات وخطط الوزارات: وزارة الاقتصاد، وزارة الزراعة، ووزارة المواصلات، ووزارة الصحة، ووزارة الشؤون الاجتماعية.
· ضرورة تنظيم حملات مناصرة محلية وعالمية بهدف التوعية بقضايا المناخ والضغط على الفاعلين المحليين والدوليين، للضغط على الاحتلال الاسرائيلي، وان يقوموا باتخاذ إجراءات جدية للتصدي للتغيرات المناخية وتمكين الفلسطينيين من بناء قدراتهم على التكيف المناخي.
ومن الجدير ذكره بأن مؤسسة لجان التنمية والتراث تستعد للمشاركة بمؤتمر الأطراف لاتفاقية الامم المتحدة الخاصة بالتغيير المناخي COP25، والاستمرار في العمل على تعزيز الائتلاف الشباببي الأورومتوسطي من أجل العدالة المناخية، وليشكل إطلاقة لجهود الشباب الفلسطيني في اطار العمل الاقليمي والدولي مع زيادة الوعي في مجتمعنا حول قضايا البيئة والتغيرات المناخية واهميتها المرتبطة بمناحي الحياة وبخصوصية الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال.