الديمقراطية: الوحدة أفضل رد على كل السياسات الداعمة للاحتلال
قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الجمعة، إن افضل رد على كل السياسات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي هو بتعزيز وحدتنا الوطنية التي يمكنها اختراق جدار الصمت العربي والدولي واتباع سياسة وطنية تراكم على الإنجازات وتبني على المنجزات الوطنية.
ودعت الجبهة في بيان صحفي أصدرته في الذكرى السنوية لوعد "بلفور"، إلى الإسراع بإنهاء الانقسام بما يمكننا من التعاطي مع العالم بسياسة تعيد الاعتبار لمشروعنا الوطني وتعطي كل تجمعات شعبنا حق المشاركة في العملية الوطنية.
وفيما يلي نص البيان كما وصل سوا:
الجبهة الديمقراطية في الذكرى السنوية لوعد بلفور المشؤوم
سيبقى الشعب الفلسطيني على وعد مقاومته ووحدته الوطنية حتى الغاء مفاعيل هذا الوعد
يحيي الشعب الفلسطيني على امتداد الارض الفلسطينية وفي دول اللجوء والشتات الذكرى السنوية لوعد بلفور المشؤوم بفعاليات وانشطة وطنية تعيد تذكير العالم بحجم الجريمة الكبرى التي سببها هذا الوعد قبل اكثر من مائة عام وما زالت تداعياته ماثلة امام الجميع خاصة لجهة استمرار الاحتلال للأرض الفلسطينية وتهجير ما يزيد عن ستة ملايين لاجئ فلسطيني، ما شكل مأساة انسانية فعلية فاقت كل مآسي التاريخ..
عامان بعد القرن مرا على جريمة وعد بلفور الذي كان بداية رحلة المعاناة الفلسطينية في ابشع جريمة شهدها التاريخ بوضع وطن وارض وشعب تحت مجهر العدوان الاستعماري عندما تواطأت الحركة الصهيونية مع الاستعمار الغربي لجعلها قلعة متقدمة لهذا الاستعمار تحقيقا لمصالحه السياسية والاقتصادية وجعل هذه المنطقة تعيش في دوامة صراعات لا تنتهي.. فيما الشعب الفلسطيني لا زال يدفع فاتورة هذا التحالف، لكن وبفعل صمود الشعب الفلسطيني ونضاله وانهار الدماء التي سالت، تهاوت سياقات الخطاب الاستعماري الصهيوني لفلسطين، وتداعت رواية الحقد المتمثلةً في أسطورة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وسجل الشعب الفلسطيني في صفحات تاريخه النضالي المزيد من التضحيات، على درب مسيرة الكفاح المتواصل من أجل استعادة حقوقه الوطنية.
رغم مرور عقود من الزمن وفشل مقولة "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" نتيجة صمود الشعب الفلسطيني وايمانه بحقه التاريخي في ارضه وتضحياته العظيمة في مواجهة الارهاب الصهيوني، فما زالت العقلية الاستعمارية المتجذرة في نفوس الصهيونيين الجدد هي التي توفر سبل البقاء للاحتلال الاسرائيلي وتمده بأحدث ما انتجته آلة الارهاب والعدوان ليستخدمها ضد اطفال ونساء وشباب الشعب الفلسطيني المدافع عن ارضه وممتلكاته وعن حقه بحياة كريمة خالية من الاحتلال والاستيطان..
اننا نعتبر ان الاساس في كل ما عاشه ويعيشه الشعب الفلسطيني من معاناة وطنية واجتماعية يعود بأسبابه الى جذر واحد وهو وعد بلفور وما نتج عنه من سياسات قادت في وقت لاحق الى نكبة الشعب الفلسطيني التي تمثلت باحتلال فلسطين وتهجير ثلاثة ارباع شعبها. فاننا نحمل الحكومة البريطانية مسؤولية ما حدث وندعوها الى التراجع عن خطأها التاريخي عبر اعتذارها الرسمي والعلني وتعويض الشعب الفلسطيني عن كل المعاناة طيلة قرن من الزمن وتصحيح ذلك بسياسة جديدة تعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني في مطالبه الوطنية المشروعة والاعتراف بحقوقه كاملة وفي مقدمتها حقه بتقرير مصيره وبناء دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
ان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وإذ تعتبر ان نتائج ذلك الوعد لم ولن تنتهي الا بإزالة مفاعيله السياسية والقانونية وتمكين شعب فلسطين من العيش بسلام فوق ارضه محررة من الاحتلال والاستيطان فإننا نعتبر ان المخاطر على القضية الفلسطينية بجميع عناوينها وصلت الى مرحلة متقدمة تتطلب سياسة فلسطينية مختلفة لجهة تجميع عناصر القوة الفلسطينية بما ينسجم ومصلحتنا الوطنية وعلى قاعدة مواجهة صفقة المشروع الامريكي الاسرائيلي بموقف فلسطيني موحد يتصادم مع المشروع الامريكي الاسرائيلي وتطبيق قرارات المجلس الوطني بسحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الامني وفك الإرتباط بإتفاق أوسلو وما يترتب على ذلك من اجراءات ومواقف تهيئ لانتفاضة شاملة ضد الاحتلال والاستيطان..
ونعتبر ان افضل رد على كل السياسات الداعمة للاحتلال هو بتعزيز وحدتنا الوطنية التي يمكنها اختراق جدار الصمت العربي والدولي واتباع سياسة وطنية تراكم على الإنجازات وتبني على المنجزات الوطنية، والإسراع بإنهاء الانقسام بما يمكننا من التعاطي مع العالم بسياسة تعيد الاعتبار لمشروعنا الوطني وتعطي كل تجمعات شعبنا حق المشاركة في العملية الوطنية ما يتطلب إعادة بناء النظام السياسي على أسس وطنية تراعي ظروف المعركة التي يخوضها شعبنا.
بيروت في 1/11/2019
