"الزلزال الجيوسياسي" بالمنطقة يجبر حماس على "الانتظار الإيجابي"

غزة / أحمد أبو عامر/ خاص سوا/ أثر "الزلزال الجيوسياسي" الذي يضرب المنطقة العربية منذ سنوات على جميع الدول، وأصبحت القضية الفلسطينية التي كانت محط أنظار العرب قبل ما يسمي بـ"الربيع العربي" على هامش الاهتمام العربي بعد ذلك الربيع.

ولا يختلف اثنان على أن حركة حماس نالها نصيب الأسد في الضرر الذي أصاب القضية نتيجة التجاذبات والخلافات في المنطقة، وأثقلت خلفيتها الأيديولوجية على علاقاتها في الدول كون أنها خرجت من جماعة الإخوان المسلمين تحديداً والاسلام السياسي بشكل عام.


وقد أثرت حالة العزلة والحصار المفروضة على حماس في اتخاذها للقرارات والمواقف تجاه الكثير من الدول في المنطقة والتي تأخذ موقفاً متحفظاً من العلاقة بالحركة.


الانتظار الإيجابي


نائب رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس "باسم نعيم" أكد أن موقف حماس تجاه ما يجري في المنطقة من أحداث هو "الانتظار الإيجابي" والترقب على أمل أن تتغير هذه اللحظة التاريخية الصعبة لصالح القضية الفلسطينية.


وأوضح في حديث خاص مع وكالة (سوا) الإخبارية ، أن حركة حماس فصيل فلسطيني مقاوم، ومعنية بأن تبقي قضية فلسطين "قضية جامعة" وأن تنال كل التأييد والدعم من كل الأطراف العربية والإسلامية والدولية.


وشدد على أن حماس عندما تدرس خارطة المنطقة تكون حريصة أن تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وألا تصبح مع طرف دون طرف آخر حتى لا يؤثر ذلك على الموقف العام من القضية الفلسطينية.


وبين نعيم أن حماس حريصة جداً ألا تكون في تحالف أو محور ضد آخر، منوهاً إلى أن حماس حريصة على بناء علاقات طيبة مع الدول في المنطقة والإقليم على قاعدة أن قضية فلسطين جامعة ومطلوب من الجميع برغم خلافاتهم الداخلية أن يقدموا الدعم لها.


تأثير على جميع الأطراف


المحلل السياسي "طلال عوكل" أبدى قناعته في أن التغيرات التي تحدث في المنطقة لا تؤثر على حماس وحدها بل تؤثر على أطراف فلسطينية أو غير فلسطينية، لا سيما وأن ما حدث في المنطقة سيغير شكل الخارطة بشكل عام.


وقال إن من بين التأثيرات الخارجية والأهم بالنسبة لقطاع غزة وحركة حماس هو العلاقة مع مصر، حيث تسعى حركة حماس الى تنظيم علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين بطريقة مختلفة، يتمثل في أن تكون علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين أقل نظراً للظروف التي تعاني منها.


واعتبر عوكل أن لدى حركة حماس أزمة اتخاذ القرار تجاه ما يحدث في المنطقة كون أنه حدث كبير ومطلوب التفاعل معه، وحماس يبدو أن داخلها حراك لذلك ويصل في بعض الأحيان للخلاف الذي لا يظهر للعلن، مشدداً في الوقت ذاته أن ذلك أمر حيوي كون أن حماس حزب يحتوي على مجتمع حيوي.


وأوضح أن المتغيرات تستدعي من حركة حماس أن تخذ قرارات مناسبة في الوقت المناسب والاعلان عن ذلك، مشيراً إلى أن المراوحة هي جزء من الحالة السياسية والغموض ولكن يجب أن يكون ذلك بشكل دائم.


ورأى أن حماس مطلوب منها الآن موقف واضح ومستقر ومعلن تجاه العديد من القضايا في المنطقة وأهمها العلاقة مع مصر والعلاقة مع الإسلام السياسي بشكل عام.


أبعاد سياسية وميدانية


أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية "هاني البسوس" فاعتبر أن أي قرار تتخذه حركة حماس تجاه ما يجري في المنطقة قد يكون له أبعاده السياسية والميدانية، ويمكن أن يؤثر على الدعم اللوجستي الذي يقدم لها.


وشدد البسوس في حديث خاص مع وكالة (سوا) الإخبارية، على أن بعض القرارات الحساسة التي تتخذ لا يكون فيها حكمة، رغم الموقف الإيجابي في البداية الذي اتخذته من موضوع سوريا ولكنه أثر سلباً عليها فيما بعد.


ونصح البسوس حركة حماس بأن تتخذ مواقف جريئة تجاه العديد من القضايا في المنطقة، رغم قناعته في أن المراوحة في اتخاذ قرار من عدم تجاه بعض القضايا هو من ضمن اللعبة السياسية، لا سيما في القرار تجاه سوريا ومصر.


ورفض أستاذ العلوم السياسية اعتبار مواقف حماس تجاه ما يجري في المنطقة بأزمة اتخاذ قرار، مبيناً أن الأزمة تعود في بعض العلاقات إلى الحالة الأيديولوجية التي تنتمي إليها حركة حماس وهي جماعة الإخوان.


وأبدى قناعته في أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لن يقبل فتح صفحة جديدة مع حماس لأن ذلك يتطلب من حركة حماس أن تقدم تنازلات ستكون على حساب ما تؤمن به، وهذا صعب أن يحدث.


وفي النهاية يبدو أن حركة حماس ستبقى في حالة المراوحة الإيجابية في اتخاذ قراراتها تجاه الدول بشكل عام، في ظل الوضع الحرج السياسي والمالي للحركة، وعدم نضوج تحالفات جديدة نتيجة ما يحدث في المنطقة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد