على طاولة الافطار:النقاش يدور حول من يجلس في المقعد الأمامي في الفصل الدراسي، هل هو للطالب "الذكي، الشاطر، الغبي، ضعيف الرؤية، ضعيف السمع، قليل التركيز، المريض، المُصاب بكسر في قدمة، المُصاب بإعاقة نتيجة حادث طرق، ابن مدير المدرسة، أحد أقارب سكرتيرة المدرسة".

تقضي مُعلمة الصف الأول العشر دقائق من حصتها يومياً في ترتيب الطلاب داخل الفصل، واعادة تدوير جلوسهم بين المقاعد المتقدمة والمتأخرة، وتعتمد المُعلمة على معايير الطول والتفوق والقدرات بكل طالب، حتى تُرضي أذواق الطلاب في الظفر بالجلوس بالمقعد الأمامي، ويعتبر الطلاب وذويهم في الاراضي المحتلة أن الطالب الذي يجلس في المقعد الأمامي هو من المتفوقين.

هل يُعد تشكيل غرفة الفصول نموذجية وتناسب طبيعة تعليمنا، هل المقعد الأمامي له علاقة بالتفوق في المدرسة، العديد من الأسئلة يطرحها الطلاب في المراحل الابتدائية من التعليم، تلك الأسئلة البريئة بالتأكيد لا يعرف عنها شيء رئيس الحكومة أو وزير التعليم.

تُعاني الفصول الدراسية في مدارس الأراضي الفلسطينية المحتلة من اكتظاظ داخل الفصول، حيث يصل عدد الطلاب داخل الغرفة الصفية الواحدة إلى 40 طالب أو يزيد عن ذلك، وهو ما يدفعنا للتساؤل حول سياسات وزارة التربية التعليم ورئاسة الحكومة عن دورهم في دعم قطاع الانشاءات المدرسية وزيادة عدد المدارس والصفوف الدراسية، من أجل تطوير منظومة التعليم داخل فلسطين.

الاكتظاظ داخل الفصل هو عبئ على المُعلم، حيث لا يستطيع توفير بيئة تعليمية متكاملة يستطيع من خلالها اعطاء كافة المعلومات وتقديم الشرح المناسب للدروس لطلابه، وهو ما يدعونا إلى البحث عن الفصول النموذجية من أجل استيعاب أفكار وقدرات طُلابنا، ومنعهم من تغول الغباء لعقولهم، من خلال اعتماد سياسات بناء جديدة في الفصول الدراسية، تعتمد على الفصول الدائرية، التي تُتيح لكل الطلاب بأن يكونوا في المقعد الأمامي، وتساهم في زيادة وعي الطلاب داخل الحصص الدراسية وزيادة الفهم والتخلص من ظواهر الدروس الخصوصية التي تُرهق جيوب أولياء الأمور.

عُقدة الجلوس في المقعد الأول بالفصل الدراسي هي صبغة وراثية توارثها الفلسطينيون منذ زمن، فلا تزال تلك العُقدة تلازم قادتنا في الأحزاب السياسية والفصائل الوطنية والاسلامية، ولا يستطيع أحد التخلي عن المقعد الأول وكأنه ورثة عن أبية وحق له وملكاً لعائلته.

فالقادة يحتاجون لفصول دراسية دائرية تُعيد تأهيلهم لقيادة الشعب الفلسطيني من خلال تدوير الأفكار فيما بينهم ولا يكون بينهم الزعيم الأوحد بل تقاسم الأدوار الوظيفية من أجل تحرير الانسان أولاً ومن ثم تحرير الأوطان.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد